ما يجري اليوم في سوريا بعد الهدنة الكاذبة برعاية الاميركي والروسي يتبين منه ان المطلوب هو تدمير الجيش السوري.
هذا المخطط بدأ في العام ١٩٧٣ يوم جاء كيسنجر الى المنطقة، خلال حرب تشرين ايام مناحيم بيغن، فوضع مخططاً للقضاء على الجيوش العربية لانها تشكّل خطراً على اسرائيل.
وهكذا حُيد الجيش المصري.
ثم قضي لاحقاً على الجيش العراقي وجيء بنظام الخميني حاكماً في ايران، رافعاً شعار الثورة المزيّف، فكانت الحرب بين ايران والعراق، فتكبّد البلدان خسائر فادحة بلغت مئات مليارات الدولارات، وعلى سبيل المثال كان للعراق فائض بلغ ١٨٠ ملياراً، فطلع من الحرب وعليه ديون بـ٣٠٠ مليار دولار.
طبعاً ركب صدام رأسه وجن جنونه فكان غزوه للكويت، فجاءت الجيوش الاجنبية الى المنطقة تحقيقاً لحلم مزمن…
جاء الاميركيون وحرروا الكويت، ومني الجيش العراقي بضربة كبرى، ولكن بقي هناك جيش… واستمر الوضع من مطلع التسعينات حتى العام ٢٠٠٣ عندما غزا الاميركي العراق وكان قراره الاول حل جيش العراق.
وجاء الربيع العربي فقضى على الجيش الليبي… اذ بدلاً من دعم ليبيا ادخلوها في حرب قضت على جيشها، ولا تزال حتى اليوم في فوضى قاتلة.
ولم يبقَ في المنطقة الاّ الجيش السوري.
بدأت الثورة السورية سلمية على امتداد ستة اشهر كان الشعب يطالب خلالها بالمطالب المحقة والسلمية…
لم يكن في يد المتظاهرين والثوار ولو مدية واحدة…
وردّ النظام على هذا الحراك الديموقراطي بالطيران والصواريخ والمدافع والدبابات…
وعندما تدخل الاميركيون تحت شعار محاسبة النظام على استخدامه الاسلحة الكيميائية، توافقوا مع الروس لحل مشاكل الطرفين خصوصاً الاقتصادية، عبر تجارة السلاح، وهكذا ضرب الجانبان عصفورين بحجر واحد.
من ناحية ضربوا الجيش السوري، ومن ناحية ثانية ازدهرت تجارة البلدين في بيع السلاح.
واليوم ندرك اكثر من اي وقت مضى لماذا لم تحسم اميركا الوضع في مطلع الاحداث، خصوصاً وان النظام كان قاب قوسين او ادنى من السقوط، فاتفقت واشنطن وموسكو على تعويم هذا النظام لتستمر الاحداث في سوريا تحقيقاً لمزيد من الدمار…
وما يجري اليوم في حلب هو استكمال لهذا المشروع.
الروس في سوريا يبيعون سلاحهم الذي كان مكدّساً وكاسداً، وبعدما كانت مخازن السلاح مليئة باتت فارغة، واي كلام آخر عن الانسانية والدعم لوجه الدعم هو كذب بكذب بكذب…
واما معالجة مسألة نحو ١٢ مليون نازح، فهذا في استطاعة اميركا لو ارادت…