IMLebanon

أحان الوقت لنهاية السنوات العجاف؟!

في الوقت الذي كان فيه اللبنانيون منصرفين وغارقين في انتخابات بلدية واختيارية اريد لها ان تكون مواجهة بين الاحزاب والعائلات، او بين السياسة والانماء، او فرصة تسديد حسابات سياسية، كانت المنطقة العربية وخصوصا الدول القريبة منا تعيش حالة مخاض يتداخل فيها السياسي بالعسكري، ما يؤشر الى ان لبنان والمنطقة يقفان على اعتاب مرحلة بالغة الدقة قد ترسم فيها الحدود وانواع الانظمة وهوّيات الرؤساء الى سنوات عديدة مقبلة، وكل ذلك يتم بتعاون وتفاهم وتنسيق بين روسيا والولايات المتحدة الاميركية، وبصم الامم المتحدة والدول الكبرى والصغرى، على ما تتفق عليه الدولتان الاقوى في العالم، وتكفي الاشارة الى بعض ما يدور، حتى يتأكد اللبناني ان اهتماماته الصغيرة تخفي عنه التفاصيل الكبيرة التي ينصرف اليها واضعو خرائط هذه المنطقة.

– اولا: ان النظام السوري الذي تعيش سوريا في ظلّه منذ العام 1970 سوف يتغيّر كليا وفق الدستور الجديد الذي وضعته روسيا، وتعمل بالتفاهم مع الولايات المتحدة ان يكون دستور المرحلة المقبلة لسوريا بوجود بشار الاسد او بعدم وجوده، وهو خليط من الانظمة المدنية والعلمانية والديموقراطية.

– ثانيا: وصول لهيب الحرب في سوريا لأول مرة الى معقل الرئيس السوري بشار الاسد في مدينة طرطوس وجوارها وسقوط مئات الضحايا والجرحى، هو فصل من فصول الحرب التي تدار من الخارج قبل انهاك الجميع وفرض الحلول، ومنها مشروع الدستور السوري الجديد.

– ثالثا: استعداد الولايات المتحدة الاميركية بالتعاون مع منظمات سورية معارضة ومسلحة، لاقتلاع تنظيم «داعش» من محافظة الرقة قريبا، فصل اخر لا يعارضه النظام، وتباركه روسيا، وتخشى تنظيمات معارضة ان يكون الهدف من ورائه تسليمها الى الاكراد.

– رابعا: حشد الجيش العراقي عشرات ألوف الجنود بموافقة واشنطن ومساعدتها على تحرير مناطق واسعة ذات اغلبية شعبية سنيّة وبالتعاون معها، من تنظيم «داعش» واعادتها الى الحكومة العراقية.

– خامسا: اللقاء التاريخي بين البابا فرنسيس وشيخ الازهر احمد الطيّب، والجو الايجابي الذي ساد اللقاء، خصوصا بتفاهم الطرفين على عقد مؤتمر عالمي للسلام، قد يكون مؤشرا الى خلق اجواء ايجابية بين الدول الغربية والمسيحية والاسلام، ما يساعد على ضمور الحركات الاسلامية المتشددة التي تزرع الموت والخراب، والتسريع في ايجاد حلول لمشاكل المنطقة.

***

اما بالنسبة الى لبنان فهناك ثلاثة مؤشرات يمكن وضعها في خانة الايجابيات التي تساعد في جانب منها على الاستقرار النقدي وبالتالي على الوضع الاجتماعي والحؤول دون سقوطه الى مراتب خطيرة.

اولا: اعلان حاكم مصرف لبنان في خلال ورشة عمل مالية في السفارة الاميركية ان لبنان مصرّ على تطبيق القوانين الاميركية والمعايير الدولية لمكافحة تبييض الاموال ومحاربة الارهاب «حماية لمجتمعنا واقتصادنا» وهذا قرار اعاد الاطمئنان الى اللبنانيين.

ثانيا: بروز اجواء تدعو الى التفاؤل بإمكان التفاهم على رئيس جديد للجمهورية، اشاعها العشاء الذي دعا اليه السفير السعودي علي عواض عسيري، وجمع جميع القيادات اللبنانية على مختلف طوائفها ومذاهبها واحزابها، باستثناء حزب الله.

ثالثا: الترتيبات التي تقوم بها حاليا الخارجية الفرنسية، لاستقبال ولي العهد السعودي محمد بن نايف في باريس، وبعده وزير خارجية ايران محمد جواد ظريف، وسيكون الملف الرئاسي اللبناني الفريق الثالث في هذه الاجتماعات الثنائىة.

يقول المثل «تفاءلوا بالخير تجدوه» والسؤال هل حان الوقت لتستريح المنطقة ويستريح لبنان، بعد السنوات الخمس العجاف التي ضربت المنطقة واصابت لبنان؟