IMLebanon

إنها الحرب العالمية الثالثة

ما الذي يمنع أن تكون التفجيرات الانتحارية الجوّالة بدايةً تمهيدية للحرب العالمية الثالثة؟ أو جزءاً أساسياً في صميمها؟ أو أن تكون، بتفاصيلها الراهنة، هي هذه الحرب. وتستمر طويلاً. وتتوسّع الى أبعد من أوروبا، بلوغاً الولايات المتحدة الأميركية؟

وبالوسائل والأساليب الانتحاريَّة ذاتها.

لا دبّابات، ولا مقاتلات جوية حديثة الطراز، ولا أساطيل بحرية لم تعرف البشرية مثيلاً لها، ولا لزوم للجوء الى الأسلحة الكيميائية، ولو بالقدر الذي شهدته الحرب الضروس في سوريا.

فيبقى العالم مشلولاً، أو مرتبكاً فترات طويلة، مما يعرّض البشريَّة لأخطار من نوع آخر: افلاسات على مستوى المؤسسات الكبرى. انتشار البطالة في شتَّى البلدان والأرجاء. مجاعات تفوق مآسيها ما شهدته البشريّة إبّان الحرب العالميّة الأولى. تفشّي أمراضٌ غير معروفة أو مألوفة. انحلال في المجتمعات شرقاً وغرباً وبلا استثناء بالنسبة الى القارات الخمس…

والى آخر اللائحة الطويلة التي لا يتسع لها المجال هنا، والتي بدأ العالم يلمس المزيد من نماذجها في المشرق العربي، وفي دول أوروبيَّة عدة، وحتى داخل أمبراطورية العصر: أميركا.

أليست نتائج ما يحصل وتداعياته في معظم الدول العربية والدول الأخرى تتساوى مع ترسُّبات الحروب الكبرى التي تشلُّ المجتمعات، وتلقي بظلالها وذيولها على الاقتصاد، والمال، والمداخيل، والرساميل، ومعيشة الملايين من الناس هنا وهناك، وفي مختلف أرجاء كوكب الحياة؟

لا حاجة للإرهابيين وأعضاء فرق الانتحار والقتل الجماعي الى أسلحة فتّاكة، ولا مكان حتى للبندقية والمسدّس في الكثير الكثير من التفجيرات التي تذهب بحياة عشرات ومئات وآلاف الضحايا.

وكل يوم. وعلى امتداد القارات الخمس. عَبْر الصحاري وعَبْر البحار. مع ازدياد، وتمدّد، وتوسُّع، واختراق للدول العظمى التي كانت تنام ملء جفونها على أمجاد ما لديها من أسلحة فتّاكة، وجيوش، وخبراء، وآليات براً جواً بحراً فضاءً…

المجتمعات الكبرى كما الصغرى بَلَغتها هواجس الانتحاريين والانفجاريين، وحديث العالم بأسره بات موضوعه الأساسي واحداً: الإرهاب.

أليس الإرهاب الذي اخترق كل الحواجز، واجتاز كل البحار والمسافات هو البديل، أو المرادف، للحرب العالمية الثالثة؟