فيما يجهد اللبنانيون لإعادة تأهيل وتطوير مطار القليعات أو غيره من مشاريع المطارات بهدف تحقيق الإنماء المتوازن وتخفيف الأعباء عن مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، برز على الساحة الجويّة حديث اسرائيل عن اكتشاف «قاعدة عسكريّة» تابعة لـ»حزب الله»، في جنوب لبنان، بين قرية «بركة جبّور» وكفرحونة الجزّينيتين.
وكشف وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت عن وجود «قاعدة إرهاب إيرانية» في المنطقة المذكورة والتي تقع على بعد نحو 20 كيلومتراً شمال بلدة المطلّة. وقال خلال إلقائه محاضرة في مؤتمر «المعهد الدولي لمكافحة الإرهاب» في جامعة «رايخمان» (تل أبيب)، إنّه «يمكن للمرء وبالعين المجردة أن يرى في المطار الذي أنشئ في «قلعة جبار» أعلام إيران ترفرف على مدارج الطائرات، والذي يستخدمه نظام حكام إيران للتآمر ضد إسرائيل».
وشرح غالانت أنّ «الموقع يتّسع لطائرات متوسطة الحجم»، خاتماً بعبارة «أنّ الأرض لبنانية والسيطرة إيرانية والهدف إسرائيل».
وأشارت إحدى القنوات العبرية إلى أنّ «الأعمال بدأت في المطار العسكري في جنوب لبنان، بحسب صور الأقمار الاصطناعية، في تشرين الثاني عام 2022، وبدأ وضع الإسفلت في تموز 2023». وأضافت: «يبدو أنه خلال شهر آب، انتهت أعمال رصف المدرج وبناء مهبط للطائرات العمودية»، مؤكدة أنه «منذ حوالى أسبوعين فقط طلي المدرج بعلامات الطيران«.
وتردّدت معلومات إعلامية أن «الحاج رضوان» (عماد مغنية) «هو من أشرف وخطّط لإنشاء هذا المعسكر التدريبي بعد حرب تموز 2006، وهو ضمن منطقة شمال الليطاني، ذات الموقع الجغرافي الإستراتيجي».
ما كشفه وزير الدفاع الإسرائيلي، تلقّفه مؤيّدو «حزب الله» بالترحيب على مواقع التّواصل الإجتماعي، ونشر بعضهم مقتطفات من خطاب للسيّد حسن نصرالله، في «السنوية السابعة عشرة للإنتصار» في حرب تمّوز، يقول فيه «انشالله بدنا نحطّ خيمة أو نعمّر فيلا أو برج أو مطار، فهذه الأرض لبنانيّة».
في المقابل، غاب «مطار جبّور» عن المواقف والاهتمامات السياسية الرسمية، كأنّ الموضوع في جمهورية أخرى. غير أنّ العديد من اللبنانيين عبّروا عن استهجانهم وقلقهم إزاء «تقليص مساحة الدويلة اللبنانية لصالح دولة حزب الله»، فرأى أحد الناشطين على مواقع التواصل أنه «أصبح لإيران مطاران». وقال آخر: «يرفضون اللامركزية ويعيّرون دعاة الفيدرالية بالتقسيم، أما هم فيستكملون بناء دولتهم». وسأل أحدهم: «هل تعطوننا مطار حامات أو حالات مقابل جبّور؟».
ومن جبهة «حزب الله» مع إسرائيل، الى جبهة «الحزب» مع الولايات المتحدة. ففي واشنطن أدرج مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأميركية أمس، بالتنسيق مع إدارة مكافحة المخدرات، «عناصر رئيسية في «حزب الله» وميسرين ماليين في أميركا الجنوبية ولبنان»، وفق بيان الخزانة. وأضاف: «يشمل هذا الإجراء عامر محمد عقيل ردعة، الذي كان بالإضافة إلى دوره كعميل بارز في «حزب الله»، أحد أعضاء العمليات الذين نفذوا الهجوم الإرهابي ضد الرابطة الإسرائيلية الأرجنتينية المتبادلة (AMIA) في الأرجنتين عام 1994 والذي أسفر عن مقتل 85 شخصاً. ويدير عامر وشركاؤه مشروعاً تجارياً لـ «حزب الله»، بما في ذلك صادرات الفحم إلى لبنان. ويستهدف هذا الإجراء سبعة أفراد وكيانات رئيسية في هذه الشبكة التي تدر إيرادات لأنشطة «حزب الله» الإرهابية.
واعتبر بيان الخزانة أن العقوبات الجديدة تتضمن «التزام الحكومة الأميركية بملاحقة عملاء «حزب الله» ومموليه بصرف النظر عن موقعهم». وتعهد وكيل وزارة الخزانة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية براين إي نيلسون «مواصلة اجتثاث أولئك الذين يسعون إلى إساءة استخدام النظام المالي الأميركي والدولي لتمويل الإرهاب والانخراط فيه».
وخلص بيان الخزانة الى أن «إدراج هذه الشبكة التي تتخذ من أميركا الجنوبية ولبنان مقراً لها من أفراد العائلة وشركاء الأعمال والشركات، يستهدف الإرهابيين والمنظمات الإرهابية وقادة ومسؤولي الجماعات الإرهابية، وأولئك الذين يقدمون الدعم للإرهابيين أو أعمال الإرهاب».