Site icon IMLebanon

جمال باشا في الجنوب

 

بينما كان جمال باشا السفاح مشغولاً باعداد قائمة ضحاياه الذين سيشنقون في ساحة البرج (المدافع سابقاً والشهداء لاحقاً والحرية حالياً) جاءته دعوة لزيارة الجنوب.

 

شاهد عيان روى الواقعة التي وقعت:

 

وصل موكب جمال باشا الى جسر الخردلي قبيل الظهر قادماً من جزين لزيارة كامل بك الاسعد (الجدّ)، وقد اجتمع لاستقباله أعيان بلاد الشقيف ومرجعيون وحاصبيا وجبل عامل، وانتشرت كتائب الفرسان على طول الطريق من الجسر المذكور حتى قرية الطيّبة، أي على طول 12 كيلومتراً تقريباً، يتقدمها الأمير محمود الفاعور شيخ عربان الجولان، الذي واكبه ألف خيّال رابطوا في ظلال زيتون دير ميماس الشرقي.

 

ولما وصل جمال باشا الى جسر الخردلي تقدم منه كامل بك الاسعد مسلّماً، وقدم له المستقبلين فرداً فرداً فصافحهم الباشا، وكان بينهم كاترسكي وكيل مستعمرات البارون روتشيلد في شمال فلسطين وقد جاء في عربة يجرها جوادان، فعرض العربة عليه وشكره القائد رافضاً.

 

وتابع الموكب سيره جنوباً، لكن الطريق ضاقت بالجماهير فمشت الفرسان في صفين على الجانبين والناس بينهم، وكان الباشا يجاري الموكب خبباً بين حراسه يتقدمه الضابط اللبناني حليم بك شقير…

 

وفي الساعة الثانية وصل الموكب الى الطيّبة فدخل الباشا والأعيان الى القصر حيث تناولوا الطعام، اما الجماهير فمدت لها المناسف في الفسحات الخارجية، وقيل ان المرحوم كامل الاسعد نحر يومها ألف خروف… انتهت رواية الشاهد.

 

ملاحظة: لا علاقة لما ورد بجلسة الثقة ولا بأقطاع الجنوب ولا بـ”خوش امديد” ولا بمفاوضات البحر اللبنانية الاسرائيلية، وأي تشابه هو محض صدفة.!