IMLebanon

جلسة التاسع من كانون الثاني وإحتماليّة انتخاب رئيس… 

 

عاد اسم قائد الجيش العماد جوزاف عون بقوة الى الواجهة الرئاسية وهذه المرة بطرحه رسمياً من قِبل كتلة اللقاء الديمقراطي التي انعقدت بعد عودة رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي السابق وليد جنبلاط من فرنسا حاملاً معه اسم قائد الجيش في وقت كان مُتوَقعاً أن يَخرج رئيس تيار المردة سليمان فرنجية ليُعلِن انسحابه من انتخابات الرئاسة، إلا أنه خالف التوقعات باستمراره بالترشّح رغم تلميحه بتسمية مرشح بمستوى المرحلة مما اعتبره البعض أن المقصود هو قائد الجيش، وفق ما قال للمعاون السياسي للرئيس بري علي حسن خليل عندما زاره موفدٌ من بري ليُخبره بتراجع حظوظه.

 

تقول المصادر إن جنبلاط يعمل بهذا الملف ضمن سياق ومسار واضح، يتجاوب مع الإشارات الخارجية ويسعى ليكون سبّاقاً بطرح اسم يتمحور حوله المناخ العام ليقول بذلك للأميركي والفرنسي أنا مستعد للسير بهذا الإسم لرئاسة الجمهورية إذا فعلاً هناك قرار بتسميته، فـقائد الجيش حظوظه مرتفعة في التاسع من كانون الثاني وفق حسابات الإدارة الأميركية الحالية أي إدارة بايدن بحسب المصادر. لذلك قال المستشار الأميركي لشؤون المنطقة العربية والشرق الأوسط مسعد بولس الذي عيّنه الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب إن الملف يحمل تأجيل شهرين أي بعد تسلّم ترامب منصبه رسمياً ما يعني أن لديهم مرشح آخر وهذا ما يحصر فرصة عون في اليوم الذي حدده رئيس مجلس النواب نبيه بري.

 

هذه الإشارة الأميركية تلقفها رئيس حزب القوات اللبنانية خاصة بعد فشل حصول لقائه مع بري، بحيث تقول المصادر إن جعجع يعتقد أنه قد يكون له فرصة مع ترامب وهذا ما نمّى عنده طموح الرئاسة خاصة بعد سقوط النظام في سوريا، هذه العوامل الثلاثة التي يَرتكز عليها جعجع بالملف الرئاسي، لذلك هو قد يسعى لتعطيل جلسة التاسع من كانون الثاني بغض النظر إن كان يستطيع أم لا.

 

هذا الخيار ليس مطروحاً حتى اللحظة عند التيار الوطني الحر الذي يرفض بشكل قاطع خيار قائد الجيش للرئاسة، لكن رغم ذلك فهو يعلم أن خيار المقاطعة يُنمّي أحلام جعجع وهذا ليس في مصلحته ويُعتبر السيناريو الأسوأ لديه، لذا فإن الخيار المُتاح بأسوأ الحالات هو حضور الجلسة لتأمين النِصاب لكن دون انتخاب، بحال تم التوافق على عون.

 

باسيل الذي التقى برئيس مجلس النواب وتَقاطع معه على أكثر من اسم للرئاسة تقول مصادر التيار إن التركيز لا يزال على المواصفات التي يتم إسقاطها على أشخاص من بينها مدير مخابرات الجيش السابق جورج خوري المرفوض من القوات اللبنانية، لكن حتى اللحظة لا يُعرف الهدف من طرح إسمه إن كان جدياً أو للمناورة وفق ما تقتضيه المرحلة الحالية، خاصة وأن موقف الثنائي ليس واضحاً حتى اللحظة من العماد جوزيف عون بحال طُرح اسمه للتوافق وفق المصادر.

 

بكل الأحوال تسمية جنبلاط لقائد الجيش لا تَعني أنه سيصل الى سدة الرئاسة ولو كان متقدِّماً في الوقت الحالي، خاصة وأن استمرار ترشيح فرنجية يُبقي تبنّي حزب الله له رغم الحديث عن أسماء أخرى تَخرج من عين التينة وإبلاغ بري لفرنجية بذلك، لكن تبقى المعضلة المسيحية بوجه العماد عون كما كانت بوجه فرنجية وتحتاج لتسوية كبيرة تتضمنها تعهدات وضمانات للسير بها من قِبل أطراف تحمل بيدها إسما للرئاسة، لذلك لا يُمكن اعتبار يوم التاسع من كانون الثاني يوم انتخاب رئيس للجمهورية وإنما يوم جلسة عادي مِن الممكن أن تكون نتيجتها كسابقاتها، إلا إذا حصلت تغيّرات ممكن أن تقلب المشهد وتحسم الملف بشكل نهائي.