تفاصيل تُكشف للمرة الأولى من التّأسيس إلى السّجن.. و«اللدّ» بينهما
«الجيش الأحمر الياباني»: فلسطين قضيتنا.. حتى بعد الممات
2015-05-30 – أبرز عمليات «الجيش الأحمر»
ليس «الجيش الأحمر الياباني» تفصيلاً في تاريخ القضية الفلسطينية. ففي ذروة العمل الفدائي في بداية السبعينيات، كرّست الملامح الآسيوية لعدد من منفذي العمليات ضد إسرائيل، البعد الأممي للقضية الفلسطينية، ولفتت أنظار العالم إليها كقضية حق تعني كل شعوب الأرض وليس من احتلّت أرضهم وطردوا منها فحسب.
وبالرغم من أن هذا الحزب لم يعد موجوداً منذ نهاية الثمانينيات، ورسمياً منذ العام 2001، إلا أن حكايته التي نحت في أحيان كثيرة نحو الأسطورة، ما تزال حتى الآن، لغزاً ومادة رئيسية يتناولها المؤرخون والأفلام والأقلام في كل أنحاء العالم.
ولأن الحزب كان يعتمد على العمل السري في معظم فترات عمله، فقد تعدّدت الروايات بشأن مسيرته واختلفت بشكل جذري أحياناً. حتى أن التضارب في المعلومات لم يستثن البديهيات كتاريخ تأسيسه واسمه.
كانت الفكرة حينها أشبه بالخرافة. ما الذي يجـعل أناساً من «العالم الآخر» يتركون خلفهم كل قضـاياهم ليناصروا القـضية الفلـسطينية.. لا مناصـرتها فحسب، بل تقديم أرواحهم فداءً لها.
ولكن كما كل الأمور الكبيرة والأحداث المصيرية، فإنه لا يمكن عزل الصدفة، عن قرار ثلة من الشيوعيين اليابانيين المجيء إلى لبنان والتأسيس لحركة فريدة من نوعها في العالم عرفت بـ «الجيش الأحمر الياباني».
البداية كانت من طوكيو. في العام 1969 انشقت مجموعة من الناشطين عن «حزب البند» اليساري، لتشكل «فصيل الجيش الأحمر» (يختلف عن «الجيش الأحمر الياباني» الذي أُسس في ما بعد في بيروت).
وكانت فوساكو شيغينوبو قيادية في هذا الفصيل الثوري ومهمتها الأساسية تتعلق بالعلاقات العامة والعلاقات الخارجية.
لم يمض عامان حتى كان معظم قياديي الفصيل قد اعتقلوا، بعدما سبق أن أقام معظمهم في كوريا الشمالية، إثر اختطافهم طائرة من طوكيو والتوجّه بها إليها.
بدأ «فصيل الجيش الأحمر» يصبح مشتتاً، بعد أن تخلى من تبقى من أعضائه عن النشاط العملي لمصلحة الإيغال بالنظريات الإيديولوجية. لم تجد فوساكو نفسها في ما تبقى من الفصيل الذي لم يعد ثورياً. انتقلت إلى كيوتو التي كانت مركزاً لحركة ثورية أخرى تدعى «بارتيزان»، فالتقت أوكودايرا تسويوشي الذي لم تفارقه حتى استشهاده أثناء تنفيذ «عملية اللد»، التي تصادف ذكراها الـ43 غداً (31 أيار 1972).
ولأن الاثنين كانا يتشاركان الأفكار نفسها، فقد أصرّا على البحث عن الطريق التي تعبّر تعبيراً صادقاً عن مناهضتهما للامبريالية وللظلم. التقيا أكاديمياً شغوفاً بالعالم العربي في كيوتو، فتكامل الثلاثة. الاستاذ الجامعي بما يملكه من أفكار تحررية تتعلق تحديداً بالقضية الفلسطينية، والثوريان اللذان كانا أكثر قدرة على تنفيذ هذه الأفكار، خاصة بعدما اقتنعا بها، إثر لقاءات عديدة كانت تتم في المعابد منعاً للفت الأنظار.
صار فوساكو وأوكودايرا يعتبران أنه لا يكفي للثائر الأممي أن يحصر كفاحه داخل اليابان، أو يكون على علاقة مع حركات تحرر عالمية، فحسب، فقررا الانتقال إلى الشرق الأوسط، بهدف التعرف إلى القضية الفلسطينية عن قرب وتبيان إمكانيات دعمها.
في نهاية شهر شباط 1971، صارا في بيروت مع معلومات واضحة عن الحركات الشيوعية الفلسطينية. كانت الوجهة الأساسية مكتب «مجلة الهدف»، المقر الإعلامي لـ«الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين».
ساعات طويلة، تبعتها أيام وأيام من المناظرات والنقاشات الصعبة، التي كانت تزداد صعوبة بسبب عامل اللغة أولاً، والشكوك في حقيقة أهداف الضيفين ثانياً.
بعد الكثير من الجهد، وصل الثائران إلى مرادهما، فاختارا المهام التي يستطيعان المساعدة بها. أوكودايرا يساهم في التدريب العسكري وفوساكو تسعى للتعريف بالقضية الفلسطينية في اليابان، من خلال الرسائل الموجّهة إلى بعض الرفاق القدامى ومن خلال المقالات التي كانت تنشرها في مجلات عديدة.
الثورة تستدعي اليابانيين
بعد نحو عام من الإقامة في بيروت، وصل الخبر القاسي لفوساكو وأوكودايرا. كان مَن تبقى من أفراد في «فصيل الجيش الأحمر» قد توحدوا مع أفراد من «حزب الشباب الشيوعي» المنشق عن «الحزب الشيوعي الياباني». تشكل على الأثر حزب «الجيش الأحمر المتحد»، الذي كان أعضاؤه مأخوذين بالأفكار الإيديولوجية التي وصلت إلى حد التطرف. وصاروا في معسكراتهم يعاقبون بعضهم البعض بتهم على شاكلة «عدم الالتزام بالعقيدة»، والتي كانت تؤدي في معظم الأحيان إلى مقتل المعاقَبين.
لم تكن هذه المعلومات لتكشف لو لم تهاجم الشرطة أحد المعسكرات وتعتقل معظم أعضاء الحزب، ثم تكتشف عن طريق الصدفة عدداً من المقابر لضحايا التعذيب.
صدم فوساكو وأوكودايرا بابتعاد الأفكار الثورية في اليابان عن معناها الحقيقي، خاصة بعدما عايشا الثورة الفلسطينية، التي وجداها تنعكس على كل مفاصل الحياة وتبنى على أساس متين من التعايش.
كل ذلك أدى إلى قناعة لا لبس فيها: دعم الفلسطينيين في قضيتهم هو التطبيق الأنسب للشعارات الإيديولوجية. لذلك، شهدت تلك الفترة تواصلاً مكثفاً مع الرفاق الذين بقوا في اليابان. كتب الثنائي سلسلة رسائل في النقد الذاتي والفكر الثوري، فيما عمدت فوساكو إلى إصدار بيان موجه لمن تبقى من «فصيل الجيش الأحمر» تعلن فيه انفصالها، وتعرب فيه عن استيائها الشديد لسلوك هذا الاتجاه واستعمال الأفكار التي يؤمنون بها في غير محلها، وبما أدى إلى مقتل ضحايا على أيدي رفاقهم لا عن أيدي أعدائهم.
لم يكتف أوكودايرا بما أنجزه بل حسم أمره، مقرراً تقديم حياته في سبيل المعاني الحقيقية للثورة والتضحية.
كان الاثنان قد اتفقا: لا مجال لأي خط رجعة.
«الجيش الأحمر» بيان لا تنظيم
في هذه اللحظة بالذات بدأ أوكودايرا التعمّق مع مسؤول العمليات الخارجية في «الجبهة الشعبية» وديع حداد بالتخطيط لـ «عملية اللد»، فيما بدأت فوساكو بتكثيف رسائل التوعية الموجهة إلى اليابانيين، إن من خلال تقارير صحافية أو من خلال التواصل المباشر مع الناشطين، والتي استكملتها بتنظيم وصول متطوعين يابانيين إلى لبنان، توزعوا بين التطوع الاجتماعي في المخيمات (أطباء، معالجون بالوخز بالإبر، ممرضون، فنانون ومعلمون..) وبين التطوع العسكري مع «الجبهة الشعبية».
انقلبت الدنيا رأساً على عقب بعد «عملية اللد» التي نفذها أوكودايرا (باسم) برفقة ياسوكي ياسودا (صلاح) وكوزو أوكوموتو (أحمد).
لم يكن أحد على علم بالعملية سوى منفذيها وحداد. ولأن كوزو بقي على قيد الحياة، فقد كانت المرة الأولى التي يكشف فيها عن دور عسكري لليابانيين مع «الجبهة الشعبية»، وتحديداً مع «فرع العمليات الخارجية».
بين ليلة وضحاها، صار كل المتطوعين في المخيمات بخطر. وفي المقلب الآخر، تسللت أصداء التعذيب الذي يتعرض له كوزو إلى «الجبهة الشعبية» من خلال ما تنشره الصحف الإسرائيلية. كانت تلك الصحف قد بدأت تشير إلى أن المعتقل اعترف بانتمائه إلى «الجيش الأحمر» (كان عضواً سابقاً في «فصيل الجيش الأحمر»)، فبدأت التحليلات تكثر عن وجود تنظيم اسمه «الجيش الأحمر الياباني» ومقرّه لبنان.
تبدلت الأولويات لدى حداد. صار يبحث عن طريقة لمساعدة كوزو قدر الإمكان. وبعد أن كانت الجبهة قد أصدرت بيانين تتبنّى فيهما العملية، طلب من شيغينوبو أن تكتب بياناً على عجل، تعلن فيه مسؤولية ما يُسمّى «الجيش الأحمر الياباني» عن العملية. كتبت البيان وتلاه المخرج السينمائي الشهير ماساو أداتشي (ما يزال يخرج الأفلام، إلا أنه ممنوع من الخروج من اليابان)، الذي قرّر البقاء في لبنان بعد «عملية اللد». قبل ذلك لم يكن يهدف إلا إلى دعم القضية الفلسطينية من خلال فنه، لكنه لم يشأ مغادرة لبنان بعدها، حيث بقي في بيروت إلى أن ألقت السلطات اللبنانية القبض عليه في العام 1997 مع عدد من اليابانيين (من بينهم أوكوموتو) بتهمة حمل جواز سفر مزوّر، حيث رُحّل إلى اليابان وحُكم لمدة سنتين بالتهمة نفسها.
بعد «عملية اللد» والبيان الذي أصدرته فوساكو، صار الحديث عن «الجيش الأحمر الياباني»، والذي سُمّي أحياناً «الجيش الأحمر العربي»، أمراً واقعاً، بالرغم من أنه، حتى تلك اللحظة، لم يكن هنالك أي تنظيم بهذا الاسم. كما لم يكن حتى مجرد فكرة.
«عملية لاهاي» بداية جديدة
كانت «عملية لاهاي» العملية الأخيرة التي يشارك فيها يابانيون تحت لواء «العمليات الخارجية» في «الجبهة الشعبية». كان هدفهم حينها حجز رهائن في السفارة الفرنسية لتبادلهم مع رفيق لهم يُدعى ياتسوكا فورويا، سبق واعتقل قبل أشهر في باريس.
أما سبب الاعتقال، فيعود إلى لحظة وصلت إلى حداد حقائب مليئة بالدولارات المزوّرة، أرسلها يساريون أوروبيون، كجزء من خطة عالمية تهدف إلى نشر هذه الدولارات في أكثر من مكان، في آن واحد، بما يؤدي إلى الإخلال بالنظام المالي العالمي القائم على الدولار.
رفض حداد الفكرة، معتبراً أنها ابتعاد عن القضية الأساس، وطلب من فورويا، إعادتها إلى أوروبا، فاعتقل. ولاستعادته خطّطت «الجبهة» لعملية لاهاي التي قادها كارلوس. وبالفعل، نجحت المجموعة، التي ضمّت ثلاثة يابانيين، في دخول السفارة الفرنسية واحتجاز السفير وعدد من الديبلوماسيين، وكان مطلبهم الإفراج عن رفيقهم وطائرة تقلهم إلى مكان آمن، إضافة إلى فدية مالية. وبعيداً عما يُحكى عن سوء التنسيق الذي رافق مرحلة المفاوضات مع الفرنسيين، إلا أن العملية استطاعت في النهاية أن تحقق هدفها، واستطاعت المجموعة مع المحرَّرين الوصول بطائرتهم إلى سوريا، بعدما لم يتمكنوا من النزول بها في اليمن الجنوبي، وجهتهم الأولى.
فتحت العملية باب النقد الذاتي أمام اليابانيين، الذين كانوا ما زالوا يعملون تحت لواء «الجبهة»، للبحث في طريقة تخدم القضية بشكل أكثر فاعلية. كانوا واثقين أن عملهم كأفراد يشتّت جهودهم، فقرّروا توحيدها. وأعلنت فوساكو شيغينوبو تأسيس «الجيش الأحمر الياباني» في العام 1974، بهدف «محاربة الإمبريالية العالمية والاحتلال الإسرائيلي».
منذ ذلك الحين، اقتصرت العلاقة بين «الجيش الأحمر» و «الجبهة الشعبية» على التنسيق، إلا أن العمليات صارت تنفّذ بشكل مستقل، وتركزت على خطف الطائرات واحتجاز الرهائن لمبادلتهم بسجناء. أما الهدف الأهم، بالنسبة لـ «الجيش»، فكان جذب اهتمام الإعلام والرأي العام العالمي، ومن ثم توجيه البيانات التي تضيء على القضية الفلسطينية وخطر الإمبريالية العالمية.
في هذا الوقت، كانت الحكومة اليابانية قد استغلت عملية لاهاي لمحاصرة اليابانيين الناشطين في لبنان بمذكرات توقيف دولية، كان أبرزها موجّهاً ضد فوساكو التي اتهمت بالتدبير للعملية، إضافة إلى أوسامو ماروكا، الذي صار لاحقاً القائد العسكري للجيش الأحمر، والذي اعتقل في العام 1989 في اليابان، وتوفى في العام 2011 في السجن متأثراً بأمراضه. علماً أن عدداً من الناشطين رفع منذ مدة دعوى ضد الحكومة اليابانية يتهمها فيه بالتسبب بقتله من خلال إهمال علاجه.
لبنان يحاكم المناضلين
في نهاية الثمانينيات بدأت فوساكو التفكير في توسيع أنشطة الحزب، ورفده بعدد أكبر من الأعضاء، إضافة إلى تأسيس قاعدة شعبية له في اليابان. أما القرار الأبرز، فكان التخلي عن العمليات الخارجية، والاكتفاء بمساندة العمليات في الداخل الفلسطيني، إضافة إلى دعم المقاومة في لبنان.
بقيت فوساكو معظم التسعينيات تعمل لتحقيق هدفها، محققة اختراقات مهمة في اليابان، حيث كسبت القضية تعاطفاً ملحوظاً. إلا أن العام 1997 كان محطة مفصلية في مسيرة «الجيش الأحمر» الذي كان يئن تحت وطأة الانتكاسات المتلاحقة التي مُني بها اليسار العالمي، والتي بدأت بانهيار الاتحاد السوفياتي وسقوط جدار برلين.
عمدت الحكومة اللبنانية إلى اعتقال خمسة أعضاء من «الجيش»، من بينهم كوزو أوكاموتو الذي كان يعيش في لبنان منذ عملية التبادل التي خرج بموجبها من السجن الإسرائيلي في العام 1985.
وبعدما رحّل لبنان أربعة من السجناء إلى اليابان، بعد مرور ثلاث سنوات على سجنهم في سجن رومية، مستثنياً كوزو الذي نال اللجوء السياسي، لم تتمكن المحكمة اليابانية من إثبات أي تهمة على المتهمين، فحاكمت معظمهم بتهمة حمل جوازات سفر مزورة، ومنهم ماساو أداتشي، فيما حُكم واكو هارو (أحد المشاركين في عملية لاهاي) بالسجن المؤبد لاتهامه بالمشاركة بأعمال عسكرية.. وما يزال في السجن حتى الآن.
فوساكو تحلّ الحزب من سجنها
في العام 2000 حصلت نقطة التحــول الأهم في تاريخ «الجيش». وبشكل مفاجئ، أعلنت اليابان عن اعتقال فوساكو شيغينوبو في طوكيو. وهو ما شكل مفاجأة لأقرب المقربين منها والذين لم يكونوا على علم أنها غادرت بيروت أساساً.
التهمة كانت ما تزال حاضرة منذ أكثر منذ نحو 30 سنة: التدبير لعملية لاهاي. في العام 2005 صدر الحكم على مؤسِّسة «الجيش الأحمر الياباني» بالسجن عشرين عاماً. وهي ما تزال في السجن الانفرادي منذ 15 عاماً، ومن المفترض أن تنتهي محكوميتها في 2023 (لا تحتسب كل فترة المحاكمة من ضمن مدة الحكم).
في جلسة النطق بالحكم، أكد القاضي عدم ثبات التهم الموجهة لها وغياب أي دليل لتورطها. لكنه مع ذلك، اعتبر أنه «لا بد لها كقيادية أن يكون لها دور».
بعد سنوات من وجود شيغينوبو في السجن، ولاسيما في ٢٠١٢، بدأت فرنسا تحضير ملف اتهامي ضد كارلوس تتهمه فيه بالتهمة نفسها: التدبير لعملية لاهاي، لكن ذلك لم يساهم في إعادة تحريك ملف فوساكو صاحبة السبعين عاماً.
ولدت تحت شجرة التفاح
وبالرغم من إصابتها بالسرطان، داخل السجن، إلا أنها أصدرت حتى تاريخه ثمانية كتب تتعلق بحياتها الثورية، آخرها صدر في العام 2012 بعنوان «موسم ثورتنا: من ساحة النضال الفلسطيني»، وأولها صدر في العام 2001 كتقرير يؤرخ بإيجاز لفترة غيابها خارج اليابان، كانت المحكمة قد طلبته من فوساكو الساعية لإعطاء الجنسية لابنتها.
وبالفعل، فقد شكّل هذا التقرير الذي تحوّل لاحقاً إلى كتاب بعنوان «قررت أن ألدَكِ تحت شجرة التفاح» بطاقة العبور الأولى لابنة فوساكو مي التي حصلت على الجنسية اليابانية على الأثر، بعد أن ولدت وعاشت نحو 27 عاماً في بيروت، متخفّية خلف أسماء وجنسيات وهمية.
في جلسة المحاكمة الأولى، أصدرت فوساكو بياناً أعلنت فيه حلّ الجيش الأحمر الياباني رسمياً. كان ذلك في نيسان 2001.
لم يفصل الزمن، أو حلّ الحزب، بين هؤلاء اليابانيين وبين قضيتهم التي عاشوا وسجنوا وماتوا لأجلها. حتى الموت لم يمنع بعضهم من العودة إلى لبنان ومخيماته الفلسطينية.
بعد موت ماروكا في العام 2011، تم إحضار بعض عظامه ليُدفن في القبر الرمزي لشهداء «عملية اللد» في مخيم شاتيلا، تنفيذاً لوصيته. وكذلك نفّذت وصية رفيقه تاكاو هيموري الذي توفى في العام 2002، بعدما أحرق نفسه احتجاجاً على الاجتياح الإسرائيلي للضفة الغربية، ودفنت حفنة من رماده في المكان نفسه.