«هذه الورشة ليست صفقة القرن بل فرصة القرن»، لا أحد صدّق جاريد كوشنر عندما حاول خداع الجميع بوصفه «صفقة القرن» بـ»فرصة القرن»، في «زمن الأصهرة» تمرّ علينا الأعاجيب ونسمع العجب العجيب، من شدّة اليأس الذي يعتري منطقتنا الجميع «مخجول» وعاجز حتى عن قول كلمة حقّ، وإن تبدّى الرّفض فضفاضاً على الطريقة العربية الدّائمة.. «كلام.. كلام وبسّ»!
عقليّة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تطبع «ورشة» أو «فرشة» المنامة، المليارات تحتل عقل ترامب وتسيطر عليه، وجملته المفضّلة «أدفعوا» حضرت بـ 50 مليار دولار علّها «تزغلل» العيون، والدفع من جيب عرب الخليج مضمون فهم الدول المانحة وهم المستثمرون بنحو 50 مليار دولار في المنطقة، 28 ملياراً للضفة الغربية وقطاع غزة الذي يموت جوعاً، و7.5 مليار للأردن الذي يعيش أزمة خانقة تهدّد استقراره بسيف التظاهرات والاحتجاجات، وتسعة مليارات لمصر التي تستدين حتى العظم من صندوق النّقد الدولي، وستة مليارات للبنان الذي يتسوّل أموال الدول المانحة في «سيدر» وهو على وشك إعلان إفلاسه وانهياره اقتصادياً، ويقول لنا كوشنير الصهر الأميركي إنها «فرصة القرن»!
قد يكون «أظرف» ما سمعناه بالأمس من المنامة قول كوشنير إنّ أميركا والرئيس ترامب لم يتخلّيا عن شعب فلسطين، مع طرحه معادلة خياليّة لشعب تمت مصادرة أرضه وتاريخه وحقه واغتصاب كيانه بفلسفة «كوشنيريّة» مفادها أنّه: «يمكن تحقيق السلام فقط بتحقيق الرّخاء للشعوب»، أيّ شعوب؟ وهل هذا هو «الرّخاء» أم شيء آخر؟!
حضرت في عقلي طوال يوم أمس «ستّي أم عطا»، قصيدة الشاعر تميم البرغوثي التي تختصر اللحظة الفلسطينية والعربيّة والدوليّة، هي أفضل ما يقال في مقام فضيحة «شاه منامة»:
«طمنوا ستي ام عطا بإنه القضية
من زمان المندوب وهي زي ما هية
لسة بنفاصل القناصل عليها
زي ما بتفاصلي ع الملوخية
لكن اطمني وصلنا معاهم
بين ستة وستة ونص في المية
بطلع لهم يا ستي حيفا ويافا
ولنا خرفيش وسيسعة برّية
ولنا دولة يحرسها طير السنونو
يا ام عطا ولبسّوه رتب عسكرية
والسنونو إلو نمو اقتصادي
والسنونو إلو خطط أمنية
والسنونو عم ينبذ العنف ويعلن
إلتزامه الكامل بالاتفاقية
ولنا برضه يا ستي سجادة حمرا تالسنونو يأدّي عليها التحية
والنا قمة يدعو إليها السنونو
يعقدوها في الجامعة العربية
حيوا برج الحمام وحيوا حمامه
من ملوك المحبة والأخوية
يا حمام البروج ويا موالين
يا دوا الجرح ويا شفا البردية
يا شداد الخطر على أعادينا
وحبكو إلنا حب قيس للعامرية
راح أقول اللي قالوا طوقان قبلي
أخو فدوى وابن الأصول الزكية
في يدينا بقية من بلادٍ
فاستريحوا كي لا تضيع البقيّة».