كل ما يتحرك إنتخابيا في دائرة كسروان – جبيل من أحزاب وتيارات وشخصيات أصبح يصب في خانة المعارضة!! وهذا النهج العشوائي المتّبع في مسألة الانتماء، لطالما تم إستعماله في مرحلة قريبة من الاستحقاقات، ذلك أن الناس «تساير» وتمشي بشكل دائم وراء ما هو معارض للسلطة القائمة أو الاحزاب القريبة من الحكم فقط لحظة الاقتراب من الانتخابات، فالربح يكمن في هذه الزاوية السياسية المناهضة للوضع القائم ، فكيف والواقع الراهن في البلد يشير بإنهيار لكامل المؤسسات الرسمية والدستورية.
وتعمل مصادر مراقبة في هذه الدائرة على تكبير الصورة لرؤية حسنة من هذا المصطلح «المعارض»، وعلى تقسيم الجماعة المعارضة الكاملة الى أقسام عدة، إنما بدرجات متفاوتة وفق المشهد التالي :
1- التيار الوطني الحر، وهو في وضعية «المعاون» للحكم القائم في البلد، ويمكن تسميته بحزب السلطة المتواجدة أقله في الوقت الحالي، إنما هذه المصادر تنقل عن عونيين «أن التيار معارض لنهج الحكم منذ «تهشيله» عن ملفاته المزمع تنفيذها من مشاريع وقوانين»، لتلفت أن التيار يضع اللوم على أفرقاء متعددين تحت مسمى «ما خلونا» نعمل وعطّلوا كافة المقترحات والمشاريع، ويمكن أن يكون التيار على حق من وجهة نظره، حيث الحقيقة لا تزال نسبية في عملية التعطيل القائمة في البلاد، وهو لطالما دافع عن مواقفه لكنها لم تكن مقبولة لدى الطرف الاّخر، وتلفت المصادر الى أن الوضع السياسي الانتخابي في كسروان – جبيل للتيار قائم على معارضة السلطة الحالية، ويتحدث بلسان واضح من قبله حول وجوده في المعارضة منذ العام 2005 حين توافق جميع من في السلطة ضده بلائحة واحدة ، إنما هذه المصادر لا تعفي على الاطلاق مسؤولية التيار عن جزء من إنهيار البلد.
2- «القوات اللبنانية» تضع نفسها أيضا في خانة المعارضة وبشكل أوسع وأكبر من غيرها حسب المصادر، وهي لطالما نادت «بتغيير هذه السلطة القائمة، مع تحميلها كل ما جرى في البلاد من ويلات»، إلا أن المصادر عينها تجد في «فلفشة» أوراق «القوات» ما يقرّبها من السلطة في فترات عديدة في الحكومات والوزارات التي تولتها في الكثير من المحطات، فيما يبدو صوت «القوات» أعلى من حيث الشكل، وهي لا تهادن في مسألة معارضتها للنهج القائم وحتى الدعوة الى سقوط المنظومة بأكملها، وتخوض «القوات» في كسروان وجبيل المعركة الانتخابية على خلفية واضحة لا لبس فيها وصولا الى القول أنها «أصل» المعارضة».
3- حزبا «الكتلة الوطنية» و «الوطنيين الاحرار» في قلب المعارضة في المنطقة، لكن نقص التنظيم والتعبئة جعلهما في خانة الضعفاء حسب المصادر، فيما من المفترض وواقع الحال أنهما بعيدان عن مصادر القوة في العمل الانتخابي ولا وجود للوائح خاصة بهما، مع العلم أنهما «أم الصبي» في معارضة الواقع القائم ومنذ الطائف بالتحديد، وتضع المصادر اللوم على قيادة الحزبين في عدم تقديم «الكتلة» و «الاحرار» أية لائحة صافية لهما، إنما هناك مرشحين لـ «الكتلة الوطنية»، لكن وضعيتهما «بالإعارة» في لوائح شخصيات مستقلة لا يجعلهما يستندان الى قوة ذاتية تدفع بهما الى مصاف أحادية التصرف وحرية القرار الحزبي.
4- وفي الدائرة شخصيات مستقلة عن الاحزاب، إستطاعت الخروج بلوائح معارضة بعد إستقالتها من المجلس النيابي، ووفق الاسماء المتداولة للدخول فيها، تبدو الوجوه جديدة وتنتمي الى منصات «الحراك المدني» و «الثورة» ، وتلفت المصادر الى أن اللائحة بحد ذاتها وحسب بعيدة كل البعد عن كل ما يمت الى السلطة بصلة.
5- هناك لائحة الشيخ فريد هيكل الخازن، وهي «مختلطة» ما بين المستقلين والمعارضين حسب الوجوه «الكتائبية» السابقة وشخصيات إستقالت من «التيار الوطني الحر» وصولا الى النائب المستقيل العميد شامل روكز، وتطلق المصادر عليها لائحة «الوسط المستقل»، وفيها من أصحاب البيوتات الكسروانية، معطوفة على الإنتماءت «الكتائبية» و «العونية» وحتى «الحراك المدني» الممثل بشخصية في هذه اللائحة.
دائرة كسروان – جبيل وحسب الشعارات المرفوعة من مختلف أحزابها وشخصياتها، تنادي بالمعارضة للنهج القائم في البلاد، وما كان يصح من تحالفات في الماضي بات ضاراً في الاستحقاق المقبل، والجميع يحاول التأقلم مع صرخات الناس، منهم من إستلحق نفسه على اّخر نفس، وغيرهم ممن عاشوا على الاستقلالية والمعارضة بحق، فهل هناك من ينال «جائزة» المعارضة عن جدارة في كسروان وجبيل؟!