لانتخابات دائرة كسروان جبيل رمزية سياسية. ففيها يخوض التيار الوطني الحر الاستحقاق في وجه حلفاء سابقين، وفيها أيضاً مرشح لحزب الله. رغم ذلك، النتائج الجبيلية شبه محسومة، فيما المعركة شرسة في كسروان على مقعدين مارونيين من أصل خمسة
حُسمت معركة جبيل الانتخابية باكراً. المقعدان المارونيان سيذهبان على الأرجح الى مرشح التيار الوطني الحر النائب سيمون أبي رميا ومرشح القوات النائب زياد حواط، ومن شبه المحسوم أن يذهب المقعد الشيعي الى مرشح حزب الله رائد برو. عليه، انتقل الصراع الأحزاب في هذه الدائرة إلى كسروان، حيث التنافس على 5 مقاعد مارونية. في الدورة الماضية، تنافست 5 لوائح في كسروان ــــ جبيل، ففازت التيار بثلاثة مقاعد كسروانية (روجيه عازار وشامل روكز ونعمة افرام) ومقعد في جبيل لأبي رميا، وحجز حزب القوات مقعداً في كسروان (شوقي الدكاش) وآخر في جبيل (حواط)، وفاز النائب فريد الخازن بالمقعد الخامس في كسروان والراحل مصطفى الحسيني بالمقعد الشيعي في جبيل بكسر الحاصل.
بين 2018 و2022 تغيّر الكثير ولا سيما ما يتعلق بالتيار الوطني الحر. فحلفاء الأمس كافرام وروكز ومنصور البون، هم خصوم اليوم، كلّ ضمن لائحة منفردة. فيما يخوض التيار وحزب الله بعد افتراقهما في 2018 الانتخابات ضمن لائحة واحدة شبه منجزة، تتألف من: الوزيرة السابقة ندى البستاني، ربيع زغيب، بسام سلامة، أنطوان كريدي، فيما لا يزال المقعد الخامس غير محسوم. وتشير المعلومات الى مفاوضات بالتواتر مع النائب السابق منصور البون لم تفض الى أي نتيجة. اذ يتخوف التيار من أن يعيد البون سيناريو افرام وشامل نفسه بالانسحاب من التكتل فور فوزه. في المقابل، يرشح التيار في جبيل كلاً من: أبي رميا والنائب السابق وليد الخوري (صهر آل افرام)، إلى جانب برو.
وتبدو نواة لائحة التيار أكثر تماسكاً من لائحة القوات التي تعيد ترشيح نائبها شوقي الدكاش، كارين البستاني، شادي فياض، وأنطوان صفير، فيما لم تحسم أيضاً المرشح الخامس. وفي جبيل، ترشّح القوات حواط الذي فقد بعض رصيده جراء ذوبانه في القوات، (فضلاً عن أن الكتلويّين الذين انتخبوه في الدورة الماضية سيعطون أصواتهم هذه المرة للائحة افرام المتحالف معهم)، وحبيب بركات، ومحمود عواد عن المقعد الشيعي.
اللائحة الثالثة يرأسها افرام بالتحالف مع مرشح الكتائب سليم الصايغ، وتضمّ: جولي دكاش، وجدي ثابت، نجوى باسيل وأمير المقداد عن جبيل، فيما تُرك المقعد الكسرواني الخامس شاغراً بانتظار جلاء التحالفات، ولا سيما لائحة منصور البون ــــ فارس سعيد اللذين لا يزالان يحاولان تشكيلها من دون اتضاح نواتها بعد. فبعد رهانهما على التحالف مع مجموعة «سوا» (بهاء الحريري)، حاول سعيد التفاوض مع القوات ثم مع افرام من دون الوصول الى اتفاق. لذا يُرجّح إما أن ينسحب سعيد من المعركة لينضمّ البون الى لائحة الخازن أو أن ينضمّا إليها معاً، علماً أن لائحة الخازن باتت شبه مكتملة (شاكر سلامة المستقيل من الكتائب، سليم الهاني المقرب من بهاء الحريري)، العونيان السابقان شامل روكز وتوفيق سلوم، إلى جانب إميل نوفل وطوني خير الله وأحمد المقداد في جبيل.
وإلى هؤلاء جميعاً، تجرى مشاورات للإعلان عن لائحة سادسة للمجتمع المدني لم تكتمل بعد، قوامها: فراس أبي يونس ورانيا صليبا ونديم سعيد.
3 مقاعد مارونية في كسروان محسومة سلفاً للتيار والقوات وافرام
في محصلة هذه «العجقة»، ثمّة 3 مقاعد مارونية في كسروان محسومة سلفاً، أحدها للتيار (البستاني) والثاني للقوات (الدكاش) والثالث لافرام. فيما الصراع على المقعدين المتبقيين: ينال الخازن أحدهما إذا نالت لائحته حاصلاً، ليبقى المقعد الخامس رهن كسور حواصل اللوائح. أما خسارة الخازن فتعني انخفاض الحاصل واحتمال تقاسم التيار والقوات المقعدين المارونيين المتأرجحين، علماً بأن خبراء انتخابيين يؤكدون أن التراجع في جمهور التيار تقابله إضافة قوامها المؤيدون للمرشح وليد الخوري وللوزير السابق جان لوي قرداحي الذي وعد بتجيير أصواته للائحة العونية، إضافة الى أصوات حزب الله التي سترفع من مجموع أصوات اللائحة. أما الصراع الصامت، فيدور على المقلب الآخر بين لوائح القوات وافرام والمجتمع المدني وفارس سعيد (إذا نجح في تشكيل لائحة) على أصوات المستقلين الذين يدورون في فلك 14 آذار، والذين يتوقع تشتّتهم بعدما كانوا «بلوكاً» مؤثراً في الدورات السابقة.
الطاشناق والتيار «طلاق حبّي» في المتن
فيما لم يُحسم بعد تحالف الطاشناق والتيار الوطني الحر في دائرة بيروت الأولى، توافق الطرفان على خوض الانتخابات في المتن الشمالي على لائحتين منفصلتين يشكل الطاشناق إحداهما بالتحالف مع ميشال الياس المر، ويرجح أن ينضم إليهما مرشح الحزب القومي أنطوان خليل، فيما ستضم لائحة التيار مرشحاً أرمنياً.
من جهة أخرى، انضم إلى لائحة الكتائب في المتن الشمالي المرشح سمير صليبا، أحد الناشطين في المجتمع المدني والذي كان ينسق مع «مواطنون ومواطنات في دولة» ومجموعات أخرى لتشكيل ائتلاف للمعارضة. فيما لا تزال «ممفد» عاجزة عن تشكيل لائحة مع اشتراطها على المرشحين الانضمام الى مجلس وطني مدني.