Site icon IMLebanon

حين انتفض العليّة

 

بانفعال ظاهر إتهم العاقد الحاجبين على الجبين اللجين سيزار أبي خليل مدير إدارة المناقصات جان العلية بالتزوير بملف مناقصة البواخر (2017)، فرد الثاني بنبرة عالية، وببيّنات ووقائع مثبتة على الإتهامات الشخصية ملمحاً إلى نيته مقاضاة الوزير/النائب أمام القضاء لكونه تعرّض لكرامة موظّف بالشخصي، والحصانة هنا لا تحميه، أضف إلى ذلك فالوزير السابق لم يتقدم بدعوى تزوير ضد القاضي العليّة، وهو أمر مرحّب به من قبل الأخير ليقينه أنه لم يقم سوى بواجبه بما يمليه عليه ضميره الوظيفي، وفي إطار القوانين التي يعرفها أكثر من الوزير ومن أمانة سرّه ومن مستشاريه.

 

بدا العلية صادقاً في مؤتمره، و”الصدق شعاع الضمير”. الرجل ليس من النوع الذي ينحني أمام العواصف. لم ينفع التضييق الذي مورس عليه في السابق لمنعه من القيام بعمله، ولا الضغوط المتواصلة لتدجينه نفعت بشيء، فقوة الرجل من قوة حجته ودقته في تطبيق القوانين والجهر بالمخالفات، وليس غريباً ألاّ يقف في صف أبي خليل سوى المحازبين الأوفياء والمحاسيب المزروعين شتلات تزلّف وتملّق في الإدارة، وأن يقف كلّ الآخرين في صف العليّة.

 

حاول “التيار الوطني الحر” غير مرّة تحسين نسل وزرائه، فنجح بالشكل فقط، إذ خلفت السيدة الجميلة اللطيفة ندى البستاني الرجل الذي تعوزه الوسامة والدماثة، لكن المضمون بقي على حاله، والمكابرة على حالها، والنزف على حاله، والروائح الكريهة على حالها، حتى مع ريمون غجر، لم يتحسن شيء، أمر وحيد تحقق ألا هو تعيين مجلس إدارة جديد للكهرباء وإبقاء الـ BOSS في موقعه. أما نتائج الإنجازات التي تحققت في قطاع الكهرباء والمياه، فيلمسها المواطن كل يوم، ولا تحتاج إلى إعداد ملف موثّق. فالأمور بخواتيمها، والخواتيم عتمة.

 

واخترق هذه المشهدية الكالحة ذات يوم موقف طريف. فنائب جزين الدكتور سليم خوري الواصل إلى الندوة النيابية بالغلط ( 708 أصوات تفضيلية) ذكر في مقابلة تلفزيونية سبقت استقالة حسّان دياب “لا نستطيع أن نتخلى عن وزارة الطاقة لأي حزب آخر بعد كل الإنجازات التي قمنا بها حتى لا تنسب نتيجة هذه الإنجازات له”.

 

أهم إنجاز أن “فاطمة غل” والست “إسراء” و”أورهان باي” ستغادر شواطينا قريباً، بعد سبعة أعوام أو ثمانية على تغذيتنا بـ 40 إلى 45% من حاجتنا إلى الطاقة، وأن “كارادينيز” سترفع على الأرجح شكوى للحصول على متأخراتها، وأما معمل سلعاتا “المسيحي” فسيتحوّل على الأرجح مزرعة لبيض الفرّي وقد تسند إدارته إلى أحد مستشاري نيكولا صحناوي، أما “دير عمار” السني فالقصص المنسوجة حوله مثل قصص الحيّات.