يريد الأمين العام السابق للكتلة الوطنية جان حواط الترشح مرّة جديدة إلى الانتخابات النيابية، في مواجهة ابن شقيقه زياد حواط. هذه الدورة الأخيرة التي يُشارك فيها حواط، تحت عنوان «معارضة كلّ ما يعيق إقامة الدولة والمؤسسات»
كتاب «ريمون إدّه. رجل في وطن»، موضوعٌ على طاولة غرفة الجلوس، في منزل الأمين العام السابق لحزب الكتلة الوطنية جان حواط. الاختيار مقصود، للتأكيد على النهج السياسي الذي يلتزم به المحامي الثمانيني. يبدأ حديثه من القانون الانتخابي «الغريب العجيب»، الذي جعل المُرشحين على اللائحة نفسها «يخافون من بعضهم البعض»، قبل أن يحسم: «طبعاً، أنا مُرشح إلى الانتخابات النيابية».
ليست المرّة الأولى التي يخوض فيها حواط الاستحقاق الانتخابي، ولو أنّ الحظّ لم يحالفه سابقاً. قد تكون «أشهر» محاولاته في عام 1996، حين خالف إرادة «العميد» إدّه مقاطعة الانتخابات، وترشّح رغماً عنه «لأنني مُقتنع بأنّ المقاطعة كانت مسيئة للوطن والكتلة الوطنية. لست نادماً». يُصر على تكرار التجربة في 6 أيار المقبل لأنني «منذ نشأتي، والعمل السياسي موجودٌ في منزلنا، وأنا أنتمي إلى حزبٍ نزيه ووطني، سأكون مُرشحه». هل هذا السبب كافٍ وحده، ليدفع الناخبين إلى الاقتراع لك؟ «لسنا طارئين على الحياة السياسية. لا نتوسل العمل من أي طرف، ولا نزال من موقعنا نُدافع عمّا اكتسبناه بجهدنا الشخصي وممارستنا الوطنية».
جان حواط ليس المرشح الوحيد في العائلة، فقبل أشهر أعلن حزب القوات اللبنانية تحالفه مع ابن شقيقه، زياد حواط. يُشكّل ترشيح رئيس بلدية جبيل السابق دافعاً لعددٍ من الجُبيليين، حتى يُطالبوا بـ«التغيير» وترشيح أسماءٍ جديدة وشابة، عوض المُرشحين التقليديين، كجان حواط. «أقيس الشباب بالخبرة والأداء، ليس كلّ شخص عمره صغير يكون أهلاً للترشح». يقول إنّه واثقٌ من «العلاقة السياسية مع الناخبين. إذا لم يختاروني يكون دوري قد انتهى».
كبقية القوى السياسية، لم يحسم حواط تحالفاته الانتخابية، لكنّه يتحاور مع النائبين السابقين فريد هيكل الخازن وفارس بويز والمحامي فادي روحانا صقر (من بلدة قرطبا). ماذا عن النائب السابق فارس سعيد، وريث الكتلة الدستورية، ونجل النائبة نهاد جرمانوس التي حاربت ريمون إدّه؟ «أُفضل أن تكون التحالفات مدروسة، وأن يتوفر نوعٌ من الوئام والانسجام بين المُرشحين»، يجيب حواط، لكنّه يشير إلى أنّ «الصوت التفضيلي يُبرّر للناس بعض التحالفات، شرط الحفاظ على قناعاتنا الوطنية». صاحب ميثاق الشرف، الذي وقّع خلال سنوات الحرب الأهلية لحماية جبيل ومنع «الحزبية المتطرفة» والتهجير، يرفض أي خطاب انتخابي مُعادٍ للطائفة الشيعية، «رغم رأيي أنّ سلاح حزب الله يجب أن يكون جزءاً من الدولة». ويطرح نفسه مُرشحاً «لمعارضة كلّ ما يعيق إقامة الدولة والمؤسسات».
نجح التيار الوطني الحر، منذ الـ 2005، في فرض نفسه مرجعية سياسية أولى في كسروان ــ جبيل. أما فارس سعيد، فـ«مرجعية» سياسية وخدماتية، حافظت على وجودها الشعبي رغم خسارة المقعد النيابي. وزياد حواط، استفاد من رئاسته للبلدية، حتى يؤسّس لحيثية خاصة به. انطلاقاً من هنا، من الصعوبة أن يتمكن أي طرف ثالث من إحداث خرقٍ ما. لا يوافق جان حواط على ذلك. يعتبر أنّ «التيار» يتراجع بعد «عدم تمكّن العهد القوي من إحداث تقدّم في ملفات مثل الكهرباء والبيئة وغيرهما». أما القوات اللبنانية، «فهي بالأساس وهجٌ من دون عديد. الآن غابت هالتها، وانقسم جمهورها في جبيل بين زياد (حواط) وفارس (سعيد)». مُبرّر قيادة معراب لاختيار زياد حواط، أنّه قيمة مُضافة للائحة وبإمكانه تجيير نسبة كبيرة من الأصوات. «لو كان قيمة مُضافة، لما حملوه (القوات) على الاستقالة من البلدية. اختاروه لشقّ عائلة حواط»، يقول عم زياد.
يُعارض «العمّ» قرار ابن أخيه خوض الانتخابات، لسببين. الأول، أنّه «استفاد منّي، ثمّ تنكّر لي. كنا قد اتفقنا على أنّ هذه ستكون آخر دورة أترشّح خلالها، والمستقبل بعدها لزياد. عرفت بخبر ترشّحه من الناس». أما السبب الثاني، فهو «أنّه مُرشح القوات اللبنانية. خالف التوجه السياسي للعائلة، وقضى على مستقبله السياسي، بعدما كان ثاني أهمّ رئيس بلدية في لبنان، بعد بيروت».