ليس عندي أي اعتراض على المساعي التي تقوم بها فرنسا، بدءاً برئيس الجمهورية إيمانويل ماكرون الذي جاء في 3 آب عام 2020 إثر انفجار مرفأ بيروت، وعقد اجتماعاً مع جميع الفرقاء السياسيين.. وكانت طاولة حوار قال بعدها: «اتفقنا على 90% من الأمور وباقي 10% لتشكيل حكومة بقيادة الرئيس سعد الحريري».
%10 أعلن عنها رئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد ان هناك عشرة في المئة غير موافق عليها وهي الانتخابات المبكرة التي طرحها الفرنسيون.
طبعاً يبدو ان 10% أهم من 90% لأنها تغلبت عليها ولم تتشكل حكومة…
جاء مرّة ثانية بتاريخ 3 كانون الأول 2020، وحاول أن يقرّب وجهات النظر بين الفرقاء المتخاصمين، ولكنه أيضاً أصيب بخيبة أمل وعاد الى فرنسا خائباً.
انطلاقاً من ذلك نقول: إنّ رئيس جمهورية فرنسا التي تعتبر نفسها دولة عظمى، لم يستطع المساعدة على تشكيل حكومة في لبنان، فكيف له أن يشكل أو يساعد أو يقرّب وجهات النظر لانتخاب رئيس للجمهورية.
نقول هذا الكلام لمناسبة الزيارة التي يقوم بها ولي عهد المملكة العربية السعودية الأمير محمد بن سلمان الى فرنسا، والتي تتضمّن برنامجاً محدداً يبدأ بالاستعداد لاستضافة «اكسبو 2030». ومن المقرر عقد حفل الاستقبال الرسمي لترشح الرياض لاستضافة الـ»اكسبو» غداً في باريس. ويقام حفل الاستقبال لممثلي 179 دولة من أعضاء المكتب الدولي للمعارض المنظمة المسؤولة عن معرض «اكسبو» الدولي.
كما يأتي هذا الحفل ضمن إجراءات الترشيح لاستضافة الرياض هذا المعرض، وهو يهدف الى التعريف بجاهزية العاصمة الرياض، وخططها ومشروعاتها لاستضافة الـ»اكسبو» المذكور، تمهيداً للتصويت لاختيار المدينة المضيفة لهذا الحدث في اجتماع الجمعية العمومية التالي الذي سيعقد في شهر تشرين الثاني هذا العام.
وتأتي زيارة ولي العهد الى فرنسا ومشاركته في هذا الحفل لتعكس حرص المملكة العربية السعودية على استضافة هذا الحدث، إذ ستمثّل هذه الاستضافة فرصة مثالية للرياض لمشاركة قصتها في تحقيق تحوّل وطني غير مسبوق.. هذا وسيدعم حضور ولي العهد فرص الرياض بالفوز بأصوات الدول، لما له من مكانة وتقدير.
انطلاقاً من برنامج ولي العهد هذا، يتبيّـن لنا، وكما أكدت مصادر موثوقة، بأنّ قضية لبنان وانتخاب رئيس جديد للجمهورية ليس وارداً في برنامج زيارته، وأنّ هناك الكثير من الملفات التي يحملها معه ويريد العمل عليها بجدية أكثر.
نأتي الى زيارة مسيو لودريان الذي استدعي من «المستودع» بعد نفض الغبار عنه، حيث كان مخبّأ، وكلّف بمهمة تكاد تكون شبه مستحيلة.. انطلاقاً من معرفتنا بوضع فرنسا ومدى تأثيرها على الملف اللبناني… نقول إنّ هذه المهمة التي كلف بها تكاد تكون شبه مستحيلة، رغم ما لهذا الرجل من مكانة وقيمة في فرنسا… وفي تصريح له عام 2020 وتحديداً في 27 آب، حذّر من اختفاء لبنان إذا لم ينخرط سياسيّوه في إصلاحات في جميع النواحي، على أن تكون هذه الاصلاحات عاجلة.
طبعاً: «على من تقرأ مزاميرك يا داود»… إشارة الى انه كان قبل ذلك في 7 أيار 2021 قد حذّر أيضاً من الانتحار الجماعي خلال وجوده في لبنان أيضاً.
اما قمّة التهديد فجاءت قبل مجيئه بيومين الى بيروت، حيث يتوقع أن يصل يوم الاربعاء، إذ هدّد بإجراءات بحق مسؤولين لبنانيين، قائلاً: «إنها مجرّد بداية».
عجيب غريب أمر المسؤولين الفرنسيين بدءاً بالرئيس ماكرون الى عدد كبير من رجالات الدولة.. والأسوأ منهم القضاء الفرنسي الذي تبيّـن انه يصلح لدولة متخلفة من دول أفريقيا التي لا يزال شعبها يعيش في الأدغال.
أقول هذا الكلام لأنه تبيّـن لي ان الضجة التي أثارها وزير العدل حول تعيين محاميين للدفاع عن حقوق الدولة اللبنانية أمام المحاكم الفرنسية. إنّ لبنان عيّـن محاميين، طبعاً هناك الكثير الكثير من علامات الاستفهام حولهما، ولكن تبيّـن انه لا توجد قضية مرفوعة حتى نعيّـن محاميين.. والسؤال هنا: ما هو الهدف من هذه الضجة وهذه القضية؟
طبعاً الوزير معروف الى أي فريق سياسي ينتمي، وهو يحاول أن يلبّي رغبات فريقه السياسي وأوامر وزير القصر والصهر التافه والمخرّب.