IMLebanon

استباقاً لزيارة لودريان

 

 

لم يعد حلول الموفد الرئاسي لو دريان في ديارنا، بعد أيام معدودة، موضع اهتمام كبير، فقد استبقه أفرقاء الداخل بمواقف واضحة في محاولة من أصحابها لأن يضعوه أمام الأمر الواقع، بدلاً من أن يضعهم، هو، أمام القرارات الصعبة.

 

على صعيد القوات اللبنانية وسائر أطراف المعارضة الموقف واضح وثابت منذ انطلاق المبادرة الفرنسية، حتى من قبل تكليف الرئيس إيمانويل ماكرون موفدَه لودريان المهمة المستحيلة: إنهم ضد المبادرة! قالوها بألسنتهم مباشرة أو مداورة. وجدوا فيها «خدمة ملتبسة»، (كما قال أحدهم) لحزب الله، وطبعاً للثنائي الشيعي. ولم يطرأ أي تعديل على هذا الموقف، اللهمّ رفضُ المعارضين المشاركة في «الاستجواب الخطي» الذي استدعاهم إليه الفرنسي من خلال مجلس النواب.

 

أمّا الثنائي الشيعي فكان موقفه متمايزاً عن شعاراته المبدئية، فهو لم يعارض إقدام لو دريان على طرح الأسئلة وحسب إنما ذهب الى الأبعد، إذا وافق على الإجابة عن أسئلة باريس، وحسب مصادره والإعلام المقرّب منه، فإنه أنجز مسودة الأجوبة عن تلك الأسئلة، وستكون جاهزة ليناقشها مع لودريان في «الفصل الأخير» من مهمته في لبنان.

 

التيار الوطني الحر جاهر، منذ اليوم الأول لمبادرة إيمانويل ماكرون، بمعارضتها في شِقَّيها: الرئاسة الأولى لرئيس تيار المردة الوزير سليمان فرنجية، والرئاسة الثالثة للسفير نواف سلام، أي معادلة 8 آذار و14 آذار.

 

ولم يطرأ أي تعديل على هذه المواقف الثابتة لمختلف الأطراف، باستثناء العنصر الجديد المتمثل بالحوار الدائر بين التيار الوطني الحر وحزب الله الذي يدعمه الرئيس نبيه بري خصوصاً اذا كان سيؤول الى تأييد رئيس التيار جبران باسيل ترشيح فرنجية للرئاسة. وهذا الحوار، وفق معلوماتنا يدور في الاتجاهات الآتية:

 

1 – استمر الحوار متوقفاً عند لقاء يتيم (بين باسيل وصفا) الى ما قبل عشرة أيام، اذ أُجري تزخيمه وأصبح متواصلاً بلقاءات أو اتصالات بين قياديين من الطرفين.

 

2 – يسير الحوار في اتجاهين: لا يزال باسيل على رفضه فرنجية وقائد الجيش العماد جوزاف عون من جهة، وتمسك الحزب بفرنجية واتفاقه مع باسيل على رفض القائد من جهة ثانية.

 

3 – بدأت بوادر موافقة حزب الله على المناقشة في مرشح آخر (دون أي تعهد من حارة حريك حتى الآن) يلتقي عليه الجانبان ولا يكون مرفوضاً من الأطراف الأخرى ويمكن البحث فيه مع جان – إيف لو دريان الذي بات واضحاً أن مهمته الجديدة تخرج عن منطلَق المبادرة الفرنسية، انسجاماً مع ما توصلت اليه «الخماسية» في اجتماعها الأخير في الشهر الماضي والذي ادى الى تعديل في المبادرة الفرنسية كشرط لحصول باريس على دعم العواصم الأربع الأخرى (واشنطن والرياض والقاهرة والدوحة).