يعاود المبعوث الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان مهمته التي اوكلها اليه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في لبنان بهدف حل العقد التي تحول حتى الساعة من انتخاب رئيس للجمهورية.
فلودريان العليم بخفايا مشاكل وازمات الساحة الداخلية سيحاول من خلال زيارته بيروت حث، دفع، وتحذير، المسؤولين من خطورة الاوضاع في منطقة الشرق الاوسط، وتداعياتها على دول المنطقة لاسيما الدول المجاورة لإسرائيل.
وكشفت مصادر اوروبية في العاصمة الفرنسية ان مهمة لودريان تختلف عن المهمات السابقة التي أجراها في بيروت، وهي تأتي اليوم بعد سلسلة اتصالات ومشاورات أجراها ماكرون مع مسؤولين وقيادات دولية واقليمية لتجنيب اي تدهور او تطور عسكري عند الحدود مع اسرئيل، لما له من انعكاسات مؤذية على الوضع الداخلي والسياسي في ظل استمرار الانقسام والتخبط بين المسؤولين في لبنان، وعدم التوافق على شخصية تتولى قيادة البلاد.
الا ان المراجع العليا لم تعبر عن قرب التوصل إلى حل أزمة الرئاسة، بل على العكس عبرت عن اشمئزازها من لامبالاة المسؤولين في كيفية التعاطي مع هذا الملف، مع التشدد على ضرورة إعطائه الأولوية المطلقة، خصوصا مع الكلام المسرب من جهات دولية حول إمكانية عقد مؤتمر للسلام في الأشهر الأولى من العام المقبل.
وتوقعت المصادر ان يشرح لودريان للمسؤولين خطورة ان يبقى لبنان من دون راس مع الكلام الجاد عبر متابعين ان جهودا دولية واقليمية، تجري على قدم وساق وبوتيرة عالية جدا، تصب في اطار حل النزاع العربي الاسرائيلي، والدعوة الى عقد مؤتمر دولي للسلام ينهي ازمات هذا الصراع الذي دام لسنوات.
فلبنان المعني مباشرة بهذا الصراع، لا يمكن ولا يجوز أن يكون مغيبا او مستغيبا في المؤتمرات الدولية كما في القرارت الحاسمة، وبالتالي فإن الإسراع في الاتفاق على انتخاب رئيس للجمهورية من شأنه ابعاده عن شرب كأس امر من الذي يتجرعه اليوم.
لودريان الذي سيمكث 3 أيام في بيروت سيحاول إحداث خرق ما في الجدار الرئاسي عبر تشجيع كافة الأطراف إلى التقارب والتحاور للاتفاق على رئيس، الا ان الكرة تبقى في الملعب اللبناني، الذي هو وحده القادر على انقاذ بلاد الأرز من الوقوع في الرمال المتحركة.