IMLebanon

«اياك يا جان قهوجي»…

هذا التحذير قاله بالحرف الواحد وبالصوت والصورة الجنرال المتقاعد ميشال عون في خطابه بعد الاجتماع الاستثنائي لـ«تكتل التغيير والإصلاح» يوم السبت الماضي موجهاً اياه الى قائد الجيش العماد جان قهوجي.

لم أصدّق عندما سمعت هذا الكلام يصدر عن قائد سابق للجيش، ولم يخطر في بالي أنّه يمكن أن يتصرّف قائد سابق للجيش بهذا الاسلوب الذي لم أجد في حياتي مثيلاً له.

عادةً من يرد أن ينال احترام الناس يجب أن يحترمهم بدوره، فتحت أي نظرية، أو تحت أي أدب مخاطبة يصدر هذا الكلام؟ أكيد مَن يحترم نفسه لا يمكن أن يتفوّه بهكذا كلام.

ثم عندما يتخرّج الضابط يقسم بالله العظيم أن يحمي أرض وعلم بلاده وأن يدافع عن أهله وشعبه وأرضه ووطنه حتى الشهادة، فهل المطلوب من قائد الجيش ألاّ يلتزم بالقسم الذي أدّاه إكراماً لميشال عون؟

كذلك يفاخر عون بالجيل الذي ربّاه في الجيش، بالله عليك يا جنرال أعطني واحداً فقط ممن أنت ربيتهم؟ مَن؟ إميل لحود، أم جميل السيّد؟ أم مصطفى حمدان أم جورج الصغير؟ أبمثل هؤلاء تفتخر؟

إذا كان من مفخرة في الجيش اللبناني، فمع احترامي وتقديري للجميع، يمكنني الإشارة الى الرئيس المؤسس فؤاد شهاب وسواه أمثال اسكندر غانم وميشال سليمان وآخرين بالطبع ليس المجال متسعاً لتعدادهم.

ثم أنّ الجنرال يقول إنّه نظيف وعفيف وظريف، البيت الذي يسكن فيه يُقال إنّه قُدّم إليه هدية، لماذا قدّمه صاحبه الى ميشال عون؟… كثيرون يحتاجون الى مساكن فهل يقدمها لهم، أو تراه لغاية في نفس يعقوب؟

ثم يقول إنّه ربح دعوى أقيمت ضده، وأنّه بالتالي لم يأخذ أموال الدولة… ولكن ماذا نفعل في فضيحة صحيفة «لو كانار انشينيه»؟ وهي تحويل 50 مليون دولار باسم زوجته؟!.

وليته يقدم للشعب بيانات واضحة حول مالية الدولة (الواردات والنفقات) في المرحلة التي تولّى فيها المسؤولية كرئيس للحكومة الانتقالية في آخر عهد أمين الجميّل… فلعل الأرقام تبيّـن الحقيقة.

ويتهم الحكومة بأنّها حكومة نفايات… يعني: هل انّ جبران باسيل هو إحدى نفايات هذه الحكومة وكذلك الياس بو صعب هو إحدى النفايات الحكومية؟

أما قمة التزلف والمصلحة الذاتية ففي كلامه عن أنّ «حزب الله» يحمي لبنان.

فيا جنرال بالأمس كنت تريد تكسير رأس حافظ الاسد وتتهم سوريا ليلاً ونهاراً وكنت ضد سلاح المقاومة، فهل لأنّ «حزب الله» أصبح الحامي لأنه يسخر منك ويقول لك إنّه سيساعدك لتصبح رئيساً للجمهورية؟ فلو كان الحزب صادقاً لما كان ميشال سليمان وصل الى الرئاسة، ولما كانوا باعوك في الدوحة بأبخس الأثمان.

على كل حال نشكر غبطة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الذي يكفي ردّه على عون في موضوع الحماية، إذ قال غبطته إننا نرفض أي حماية من أي كان لأنّ ما يحمينا هو الدولة اللبنانية والجيش اللبناني… وهو الرد الذي جاء سريعاً على كلام الجنرال.

ويا ليت الأخت أرزة الجميّل تعطينا ملف الجنرال!