IMLebanon

جان عبيد وجواب جعجع للراعي: “لو يعلّي الرئاسة وينزّل الحوار”

كصيّاد يوزع قضبان الدبق وينتظر أن تقع عليها عصافير، بل كصياد سمك ألقى شبكته في البحر واستراح، ينتظر جان عبيد الرئاسة أن تأتي إليه إذا كانت هذه مشيئة الأقدار. يعطي وقتاً للوقت والأمل، ويبتسم للأقدار والزوار. الرجل الأنيق اللبق يبرع في نسج علاقاته بمودة يرفدها بثقافة تهوى المقارنات متنقلاً كما يحلو له بين توقع وتذكر. لا تهمل ذاكرته اللماعة تفاصيل صغيرة في حادثة قد تعود خمسين عاماً إلى الوراء وأكثر. يتوقف عند نقطة يقلبها من كل نواحيها ليخلص إلى “لطشة” ناعمة من وحي خبر قرأه في يوم السابق.

هكذا على الباب قبل السلام يسأل جان عبيد زائره باسماً لماذا لا يلبي الدكتور سمير جعحع رغبة البطريرك بشارة الراعي ويبلغ الجنرال ميشال عون أنه لا يريده رئيساً للجمهورية؟ في الحديث يستعيد جواب جعجع (عدد”النهار”، الجمعة 23 الجاري) إن حوار “القوات” مع “التيار العوني” أوسع وأعمق بكثير من موضوع الرئاسة، يذكّره بواقعة طريفة كان طرفاً فيها عام 1965 أيام كان رئيساً لتحرير مجلة “الصياد”. اتصل عبيد برئيس الجمهورية شارل حلو مستأذناً للسفر لياقة إلى القاهرة للقاء وصديقه حتى اليوم محمد حسنين هيكل، أجابه حلو “لماذا لا تمرّ بي؟ سيأتي تقي (الدين الصلح) الجلسة حلوة”.

كان قصر رئاسة شارل حلو في سن الفيل – حرج تابت ، قرب مكتب عبيد اليوم. وتقي الدين الصلح الصديق الحميم لحلو وعبيد كان استقال من وزارة الداخلية إثر انتخابات جبيل الفرعية والشهيرة التي فاز بها العميد ريمون إده بفارق أصوات ضئيل على نهاد سعيد. حمّله الشهابيون (المكتب الثاني) الأقوياء المسؤولية فاستقال.

في الجلسة بادره الرئيس شارل حلو بسؤال عن سعيد فريحة فأجاب عبيد بأنه في القاهرة، وعلّق حلو مازحاً أن فريحة نادراً ما يزور لبنان هذه الأيام. عند ذلك سأل عبيد رئيس الجمهورية لماذا لا يعيّن صديقه تقي بك رئيساً للحكومة فأجابه حلو بخبثنة مهضومة كما يروي أن “تقي بك أهم بكثير من منصب رئاسة الحكومة”. بسرعة بداهته قال تقي الدين الصلح لشارل حلو: “ما بيسوى فخامة الرئيس، تنزّلني شوي، وتعلّي رئاسة الحكومة شوي؟”.

يضحك وهو يروي الطرفة جان عبيد والخلاصة”: بيسوى الدكتور جعجع ينزّل من أهمية الحوار مع الجنرال ويعلّي مستوى رئاسة الجمهورية، ويبلغه إذا كان يريده رئيساً للجمهورية أم لا”.

واليوم؟ متى يحلّ الظرف الملائم لانتخاب رئيس في رأيك؟ “بعد بكير”، يجيب. ويضيف: “الوقت الضائع تملأه قارئات الغيب”. يضحك قبل العودة إلى التوقع السياسي الجدي: “بعد الإنتخابات الإسرائيلية في منتصف آذار، أرجّح أن تعلن الإدارة الأميركية اتفاقاً مع إيران على الموضوع النووي، يفتح ذلك باب البحث في حلول لأوضاع معلقة في المنطقة، منها وضع لبنان”.