IMLebanon

إلى جان إيف: ناطرينك

 

 

 

بعد تقديم ابن ملّتنا المغفور له شارل دباس إستقالته في 24 كانون الثاني 1934، عيّن المفوّض السامي دو مارتيل بصورة موقتة أنطوان بريفا أوبوار رئيساً فرنسياً للدولة، تلاه تعيين حبيب باشا السعد رئيساً للجمهورية لمدة سنة مجاراة لرغبة البطريركية المارونية، والجدير بالذكر أن بين الإستقالة والتعيين الأول ستة أيام. لا 25 شهراً ولا 20.

 

بعد حبيب باشا السعد، الخارج من السلطة وهو في سن السابعة والسبعين تم انتخاب إميل إده، يومها لم يدعُ رئيس مجلس النواب خالد شهاب إلى طاولة حوار تليها دورات متتالية تاركاً اللعبة الديمقراطية تأخذ مجراها، ربح إده الموالي لفرنسا وخسر بشارة الخوري ( الموالي للتاج البريطاني) وتزعّم المعارضة.

 

لبنان تحت سلطة الإنتداب شيء ولبنان «الجيش والشعب والمقاومة» شيء مختلف تماماً.

 

الكونت داميان دو مارتيل شيء وجان إيف لودريان شيء آخر.

 

يأخذ «الإستيذ» جان إيف على البحر ويردّه عطشانَ. موحياً إليه أنه يقدم كل التسهيلات الممكنة لانتخاب… سليمان بك فرنجية. رزق الله على أيامك يا كونت.

 

صحيح لم يكن لبنان بين العامين 1920 و1943 دولة كاملة السيادة. والأصح أن بعمره (104 أعوام) ما كان دولة ولن يكون. الدول تعمل من أجلنا فيما يعمل معطّلو الحياة وخاطفو الدولة على تسريع أجلنا. وهذه عينة من الدول المعنية بشؤوننا.

 

إيران تدير الساحة اللبنانية.

 

بلجيكا ومعها ألمانيا ودول أوروبية تدير ملف النازحين السوريين.

 

أميركا تدير ملف الترسيم الحدودي.

 

خمس دول تدير مشكورة الملف الرئاسي وتدوّر زواياه ويأمل وليد بك ضم إيران كعضو سادس في الخماسية ولا بأس بأن تتحول اللجنة سباعية بقبول كوستاريكا.

 

قطر واليابان وأميركا وبريطانيا تساعد الجيش.

 

الكويت تقرض لبنان.

 

49 دولة تتشارك في تطبيق القرار 1701 الذي يحصّن لبنان.

 

كندا تساعد الأسر الأشد فقراً في لبنان.

 

العراق يساعد وليد فياض.

 

وليد الله يساعدو.

 

بابا روما كل يوم يصلي للبنان.

 

أما فرنسا فهي المفضِلة الأولى على لبنان. ومن ينكر هذا الفضل بلا أصل. وحبذا لو يتكرّم الرئيس ماكرون ويعين لودريان ممثلاً شخصياً دائماً له في بيروت. كل بيوت اللبنانيين مستعدة لاستضافته، من بيت عين التينة لبيت كليمنصو. وعندي في البيت غرفة شاغرة فيا هلا ومرحبا. ولسان حالي:

 

يا هلا بالضيف، ضيف الله

 

ع حساب الروح، إي والله

 

ما منرضى تروح من عنا

 

ما منرضى تروح لا والله

 

لجان إيف، إن أطال غيابه، وحشة! رجاء لا تُطِل الغيبة ففي شهر تموز نحن على موعد مع حدث كبير: ملك الرومنسية في الفوروم دو بيروت وناطرينك.