IMLebanon

أفشل قمّة في تاريخ القِمم العربية  

 

 

لا أبالغ حين أقول إنّ القمة التي عقدت في المملكة العربية السعودية، وتحديداً في مدينة جدة، هي أفشل قمة في تاريخ القمم العربية، وذلك للأسباب التالية:

 

أولاً: كيف يُدعى الى القمة رئيس دولة قتل مليوناً وخمسماية ألف مواطن من مواطنيه وهجّر نصف شعبه، أي 12 مليون سوري.

 

ثانياً: قد لا أكون أعلم الأسباب التي أجبرت ولي عهد المملكة على اتخاذ مثل هذا القرار… ولكن ليسمح لنا أن نقول له إنها خطيئة وليست خطأ.

 

ثالثاً: هل يمكن لولي العهد أن يقول لنا: ماذا أخذ من إيران مقابل دعوة الرئيس السوري؟

 

رابعاً: على افتراض أنّ السبب الرئيسي لدعوة بشار الأسد هو ان إيران سوف تساعده في ايقاف حرب اليمن وحلّ مشكلة الحوثيين… فهل هذا معقول؟

 

خامساً: هنا ألفت ولي العهد الى ان الايرانيين مشهورون بما يسمّى «التقيّة»، والتقيّة بالنسبة للإيرانيين وبخاصة للنظام الحاكم في إيران الذي هو حكم الملالي أمرٌ ضروري وملحّ، وبالتأكيد فإنّ الشعار الأول لحكم ولاية الفقيه والمهدي المنتظر ان يقولوا شيئاً ويفعلوا عكسه.

 

سادساً: يُقال إنّ دعوة الرئيس الأوكراني زيلينسكي كانت لعدة أسباب: أولها إرضاء للاميركيين خصوصاً انه وبعد «اتفاق الصين» يبدو ان الاميركيين «عينهم حمراء» على النظام السعودي… وأما بالنسبة لصفقة طائرات الـ»بوينغ» الـ121 طائرة التي اشترتها المملكة من أميركا بمبلغ يقدّر بحوالى 37 مليار دولار فهذا غير كافٍ على ما يبدو.

 

والسبب الآخر لدعوة الرئيس الاوكراني هو تغطية لدعوة الرئيس السوري، حيث تبيّـن ان الاعلام عندما وصل الرئيس الاوكراني أصبح هو الخبر الوحيد، ولم تأتِ أي وسيلة إعلامية على ذكر أي خبر عن الرئيس السوري.

 

سابعاً: نحب أن نلفت ولي العهد أيضاً الى تصريح أنتوني بلينكن وزير خارجية أميركا حين قال إنّ إيران لا تزال ترسل الاسلحة الى الحوثيين من صواريخ ومسيّرات وغيرها من الاسلحة.

 

ثامناً: إذا كانت نيّة ولي العهد تحسين العلاقات مع إيران، فلماذا لا يعقد اتفاقاً حول مساعدة «حزب الله» التابع مئة بالمئة لإيران لتأمره إيران بالتوقف عن مساعدة الحوثيين على صعيد التلفزيونات التي تبث من الضاحية الجنوبية لبيروت، الى التدريب على الاسلحة وبالأخص على الصواريخ والمسيّرات التي قصفت بها «أرامكو» ومدينة الرياض العاصمة.

 

أخيراً، قد يكون لنا بعض الملاحظات على مشاريع ولي العهد، إن كان بالانفتاح على صعيد المطاعم والاهتمام الشديد الى حد المبالغة في موضوع هيئة الترفيه التي أصبحت الحكومة الثانية في المملكة، أو بالنسبة للفنادق ودور السينما والأسواق الجديدة.. فهذا شيء جميل… كذلك السماح للمرأة بأن تقود سيارتها، وأن تصبح المملكة في تنافس مع دبي التي أصبحت في هذه الأيام أكثر انفتاحاً من بعض العواصم الاوروبية وبعض دول أميركا.

 

وهكذا فإننا سوف ننتظر لنرى هذا «اللعب» بين الاميركيين والصينيين والروس، وإلى أين سيؤدي؟

 

ولا بد لنا من طرح بعض الاسئلة التي يمكن أن تعطينا أسباب فشل قمة جدة:

 

أولاً: ماذا حققت القمة على صعيد حرب السودان، غير اتفاق هدنة فقط ولمدة محدودة جداً؟

 

ثانياً: ماذا حققت القمة على صعيد انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان غير الكلام الانشائي الذي يتمنى ويردد ان ليس عندنا ڤيتو على أحد ولكن مشكلتنا هي مع حزب الله؟

 

ثالثاً: ماذا حققت القمة بالنسبة للشعب السوري المظلوم؟ وهل سيقبل الرئيس السوري إرجاع ١٢ مليون مهجر، بعدما كان هو نفسه سبب تهجيرهم؟

 

رابعاً: حسب المعلومات فإنّ الاتفاق بالنسبة لليمن يحتاج الى ثلاث سنوات… ونسأل أخيراً: هل هذه هي إنجازات القمة؟