حمادة: لبنان على وشك الشلل التام { بويز: الوضع الإقليمي سينعكس على الاستحقاق الرئاسي
خطفت قمة جدة نهاية الأسبوع الماضي الأنظار دوليا وإقليميا ومحليا من حيث مستوى المشاركة وما أسفرت عنها من مواقف مهمة تشير الى إمكانية رسم خارطة جديدة على صعيد العلاقات الدولية، واللافت في هذه القمة ان لبنان الذي لم يكن حاضرا بشكل مباشر حضر في بيانها الختامي من خلال التأكيد على أهمية الحفاظ على استقراره وبسط سيادة الدولة على أراضيه وضرورة إجراء الإصلاحات للخروج من أزمته إضافة الى الاستعداد لمساعدة الجيش اللبناني والقوى الأمنية من أجل القيام بمهمات الحفاظ على الأمن والاستقرار، ولكن، وعلى الرغم من هذا الاهتمام الدولي بلبنان، فإن حكامه لا يزالون يتصرفون بأنانية واضعين مصالحهم الخاصة كأولوية، متناسين هموم مواطنيهم ومستهترين بمطالبهم بعد أن باتوا في قاع جهنم يتخبطون بآلامهم.
وعن بيان القمة وقراءته لما تضمنه من مواقف تتعلق بلبنان يصف الوزير السابق والنائب مروان حمادة لـ«اللواء» بيان جدة بأنه جدّي يذّكر اللبنانيين ببديهيات هم على مسافة بعيدة عنها، بينما العالم كله يقدم الوصفات القيّمة لمعالجة الوضع اللبناني بدءاً من السيادة وصولا الى الإصلاح.
ويقول حمادة: «في هذا الوقت فإننا لا نزال نرى الحكم اللبناني وتحت رعاية «حزب الله» مستمر في اعتماد سياسة القطيعة والشتيمة مع دول الخليج وعلى كل وسائل اعلامه بينما الجمهورية على وشك الانهيار الكامل».
ويحذّر النائب حمادة بأنه إذا لم يلتفت القيّمون خلال أيام الى خطورة الوضع اللبناني بدءا من ميشال عون إذا بقي لديه ذرّة من الوعي والأخلاق، كما يقول، وصولا الى كل الطاقم الذي يتولى تشكيل الحكومة والصراع حولها وإذا لم يستمعوا جيدا الى بيان جدة الذي هو بيان العالم كله حول لبنان وليس بيان السعودية والخليج والدول العربية ولا الولايات المتحدة، فان البلد متجه الى شلل تام وعصيان مدني دون إعلانه بشكل مباشر، حيث سيتوقف كل شيء وسنشهد انكفاء الناس في منازلهم ومناطقهم، معتبرا ان البلد حاليا هو عشية شلل تام بدأنا نشعر به على صعيد كافة القطاعات.
حمادة الذي يتمنى أن يعيد كل المعنيين قراءة البيان الذي صدر عن القمة والمتميز بلهجته المعتدلة المتوازنة دون استفزازات لأحد، يعتبر بأن موقع لبنان قد لا يُعد موقعا أساسيا وهو قد يختفي.
ويرى حمادة ان الحل هو في انتخاب رئيس للجمهورية من الصنف الذي يليق بلبنان بمسيحييه ومسلميه، داعيا الموارنة لتقديم مرشحين يتمتعون بالكفاءة والأخلاق والقانون وهم كُثر.
بويز
في المقابل، يعتبر الوزير السابق فارس بويز لـ«اللواء» بأن البيان الذي صدر عن قمة جدة مبدئي وعام لأنه لم يلحظ آلية للتنفيذ، حيث انه توجه الى الدولة اللبنانية التي هي عاجزة أصلا عن تطبيق ما يطلب منها خصوصا انها أثبتت عدم استطاعتها في ظل الواقع السياسي الحالي القيام بتنفيذ أي قرارات ان كانت صادرة عن مجلس الأمن أو حتى القيام بالإصلاحات المطلوبة، مشيرا الى ان الظرف السياسي الحالي غير قابل للتغيّير من قبل الدولة والتوجه لها ليس مجديا في الوقت الراهن حتى أيضا التوجه الى فريق الذي يتحكم بالأمور لأنه من الواضح انه لم يستطع القيام بشيء بنّاء.
واعتبر بويز ان مستقبل ما يحصل في المنطقة غير محسوم بعد لأنه لا يتخطّى الكلام، والتوجهات غير واضحة ونهائية رغم الحوارات التي تتم بين بعض الدول العربية وإيران والتي لم تسفر بعد عن حلول معينة بسبب غموض سياسة الولايات المتحدة الأميركية من حيث ما يمكن أن تقوم به، ويرى الوزير السابق ان انعكاسات حرب أوكرانيا على السياسة الروسية في المنطقة والعلاقات الروسية مع عدد كبير من دول المنطقة أمر هام جدا ، إضافة الى ذلك ما يتعلق بموضوع النفط لانه حتى ان الزيادة لكمية النفط والتي طالبت بها الولايات المتحدة ليست بالأمر الأكيد بالنسبة الى بعض الدول العربية التي تنتظر منها أكثر من ذلك على المستوى السياسي.
ويبدي بويز خشيته من ان عدم بلورة صورة الوضع الإقليمي قد يكون له تأثير على الوضع الداخلي وتحديدا الاستحقاق الرئاسي الذي قد لا يتم في موعده باعتباره مرتبط بالوضع والواقع الإقليمي، مما قد يدفع البعض لاعتبار انه طالما ان الوضع الإقليمي غامضا فإن الاستحقاق الرئاسي يتم أخذه بعين الاعتبار وان انتخاب رئيس الجمهورية قد لا يحصل بشكل سلس وطبيعي وفي موعده المحدد مما قد يدفع بعض الأفرقاء لإجراء مقايضة على ذلك في قضايا أخرى من خلال شد الحبال ومن خلال عملية قيصرية.
ويأسف بويز لعدم قيام الدولة اللبنانية بأي مبادرة إيجابية من أجل تخفيف حدّة الأزمة الاقتصادية الاجتماعية عن الشعب اللبناني لا سيما ان الحوار مع صندوق النقد الدولي لم يسير بشكل طبيعي والإصلاحات لا تزال معلقة في ظل غياب الدولة التام ومنذ سنتين عن القيام بما هو مطلوب منها وبالتالي فإن الأزمة المعيشية والمالية تتفاقم، علما انها مترابطة مع الاستحقاق الرئاسي المتعثر.