Site icon IMLebanon

لا خرق رئاسياً داخلياً… والتعويل على قمّة جدّة 

 

 

يتوقّع أن تكون حصيلة اللقاءات التي عقدها السفير السعودي في لبنان وليد بخاري مع المرجعيات السياسية والروحية، إضافة إلى الحراك الداخلي والخارجي، من صلب ما سيحصل في جدّة على هامش القمة العربية، بعد معلومات دقيقة وصلت إلى مسؤولين لبنانيين، تؤكد على أن لقاءً خاصاً سيعقد على هامش القمة العربية، وعنوانه الأساس يقضي بانتخاب رئيس للجمهورية. وهذا ما بدأت معالمه تظهر خلال مشاورات حصلت بين بعض السفراء الغربيين المعتمدين في لبنان، والذين هم من نواة «اللقاء الخماسي».

 

وبناء عليه، فإن قمة جدّة ستكون مفصلية بالنسبة للبنان، لا سيما بعد تفاقم الخلافات بين المكوّنات اللبنانية، والتهديد من بعض الأطراف بمقاطعة الانتخابات الرئاسية، وعدم التوافق على مرشّح من قبل قوى المعارضة، إلا في حال حسم هذا الخيار نهاية الأسبوع الجاري أو منتصف الأسبوع المقبل، بانتظار تبلور المساعي الجارية على هذا الصعيد، من خلال ما يقوم به في هذا الإطار النائب غسان سكاف المولج بهذه المسألة، في حين أن نائب رئيس المجلس النيابي الياس بو صعب سيعاود، وفق المعلومات، لقاءاته واجتماعاته الأسبوع المقبل بعد عودته من الخارج. لذلك، ما زالت الصورة ضبابية حتى الآن، وليس ثمة ما يشير إلى أي خرق على خط الاستحقاق الرئاسي.

 

وعلى خط آخر، علم أن قمة جدّة ستشهد أيضاً لقاءات بين سفراء الدول الخمس المعتمدين في لبنان، وتحديداً السفيرتين الأميركية والفرنسية دوروثي شيا وآن غريو، إضافة إلى الموفد القطري الذي زار لبنان وزير الدولة في وزارة الخارجية محمد عبد العزيز الخليفي، الذي سيلتقي بدوره بممثلي الدول المشاركة في المؤتمر، مما يعني أن هذه القمة قد تشهد خرقاً كبيراً على صعيد الاستحقاق الرئاسي، بحيث يمكن أن تنبثق منها لجنة من المشاركين لبحث الموضوع اللبناني، في حال لم يتوصل «اللقاء الخماسي» إلى أي خرق أو توافق جراء التباينات الواضحة بين المشاركين، خصوصاً على الخط الفرنسي ـ الأميركي، إذ ينقل أن التباينات بين الطرفين ما زالت قائمة. ولهذه الغاية، فإن قمة جدّة قد تعتمد نمطاً مغايراً حول المسألة اللبنانية بشكل عام، والاستحقاق الرئاسي بشكل خاص، وهذا ما ظهر جلياً من خلال ما تؤكده المصادر العليمة بفعل مواكبتها ومتابعتها للحراك الذي يحصل في الداخل والخارج.

 

وفي هذا السياق، فإن الاتجاه حول الملف الداخلي قد تكون له آليات تقضي بتوسيع رقعة البحث بعد التطورات الأخيرة، وتحديداً بعد التقارب السعودي ـ الإيراني وعودة سوريا إلى الجامعة العربية، وسط تساؤلات حول إمكان عقد لقاء بين الرئيس السوري بشار الأسد ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، ومن خلال مساعٍ تشارك فيها بشكل أساسي إدارة القمّة من الجامعة العربية والمملكة العربية السعودية، أي كيلا يُحرَج ميقاتي أمام بعض الأطراف اللبنانية، لا سيما أن هناك مسائل حيوية ذات أهمية تتمثل بموضوع النازحين، وقد يتحوّل الاجتماع إلى ثلاثي أو رباعي، بمعنى أن كل الاحتمالات والمفاجآت واردة في قمّة جدة.

 

وعلى هذه الخلفية، فإن للبنان فرصة مؤاتية بأن يستفيد من المناخات الإيجابية التي حصلت في المنطقة، والتي قد تتوسّع رقعتها وتشهد أكثر من مفاجأة وتطوّر ولقاء على هامش أعمال هذه القمّة. وربطاً بذلك، ليس هناك أي تعويل على حصول أي تقدم من خلال الاتصالات الداخلية أو المساعي الجارية من قبل البعض إن بو صعب أو سكاف، باعتبار أن التعقيدات كبيرة، وحلّها يتطلب مؤازرة ومساعدة من الخارج، وهذا ليس أمراً مفاجئاً، قبل أن تستفحل الأمور في البلد وتخرج عن مسارها بشكل أكثر خطورة عما هو عليه اليوم.