الله يجزيهم الخير أولئك الذين دعوا الى الصلاة والدعاء للطلب من رب العالمين بأن ينقذ القدس.
لا نقول هذا الكلام لأننا غير مؤمنين، بل على العكس فإنّ حديث الرسول صلّى الله عليه وسلم «اعقلها وتوكّل» واضح ومعناه ان علينا دراسة أية معركة قبل الدخول فيها. على كل حال هناك سؤال يطرح نفسه هو: هل إسرائيل لها مصلحة في وجود غزة ولماذا؟
لسبب بسيط لو عدنا الى الاتفاق الذي حصل منذ أيام المغفور له الشهيد ياسر عرفات، الذي قتلته إسرائيل بالسم، ومنذ ذلك اليوم، أي منذ أيام عرفات كانت هناك مصلحة إسرائيلية لوجود فصيل فلسطيني متطرّف لا يقبل بما يقبل به الرئيس ياسر عرفات، وذلك لسبب بسيط جداً وهو عدم إقامة دولة فلسطينية. لأنّ وجود طرف فلسطيني يرفض إقامة دولة ضمن شروط إسرائيلية، بل العكس فإننا نرى أنّ إسرائيل حريصة على جماعة «حماس». ولكن يبقى أن نطّلع على هذا التقرير الذي جاء في تلفزيون الـ»m.b.c» الاميركي يقول: الحرب القادمة هي حرب بين إسرائيل وإيران. ويقول التقرير الذي نشره المحلّل العسكري «بوب هامرايت Bob Hamright» ان الولايات المتحدة باتت على قناعة ان الوضع في الشرق الأوسط لن ينتهي إلاّ بحرب شاملة إسرائيلية – إيرانية، وأنّ الولايات المتحدة الاميركية تعتقد أنّ إسرائيل ستلحق الهزيمة بإيران وبـ»حزب الله» في لبنان… وبالنسبة الى سوريا والعراق أكد أنهما ليسا قادرين على القتال ضد إسرائيل، وأنّ إسرائيل تملك 600 طائرة من طراز «F-16» و»F-15»، وأننا أي الولايات المتحدة، سلمنا إسرائيل مؤخراً 15 طائرة من طراز «F-35 الشبح» القادرة على تجنّب إلتقاط الرادار لها، وهي تحمل قنابل ثقيلة وصواريخ موجّهة بالليزر بعيدة المدى.
كما أنّ إسرائيل تملك غواصات «دولڤن» الألمانية القادرة على الإبحار تحت المياه وصولاً الى الخليج العربي وإغراق السفن البحرية الإيرانية من دون أن تستطيع إيران ضرب هذه الغواصات. حيث هناك تفوّق إسرائيلي على البحرية الإيرانية… وإذا كانت إيران و»حزب الله» لديهما صواريخ لقصف إسرائيل، فإنّ الأخيرة لم تستعمل في الحرب الماضية صواريخها الـ»أرض- أرض»، وهي صواريخ «S-35» الأميركية التي يصل مداها الى 2500 كلم، وبالتالي فإنها قد تضرب إيران بهذه الصواريخ وستضرب معها أيضاً «حزب الله» بهذه الصواريخ التي لا يمكن ردّها أو صدّها، وهي دقيقة الإصابة للأهداف.
إنّ إسرائيل -كما يشير التقرير- تملك حوالى 50 ألف صاروخ للمدى البعيد، يمكن أن تستعمل نصف هذا العدد ضد إيران، وستقوم الولايات المتحدة الاميركية بتزويد إسرائيل بالمزيد من هذه الصواريخ لتأمين الإحتياط اللازم والدائم.
يضيف التقرير: إنّ الجيشين الاميركي والاسرائيلي مقتنعان بعدم القيام بأي هجوم بري على لبنان، بل غارات جوية مكثّفة وإطلاق صواريخ تُستعمل للمرة الأولى على مواقع «حزب الله»، وعلى البنى التحتية.
يبقى أيضاً سؤالان:
السؤال الأول: هل انتهى دور «حماس» في غزة والذي هو في الحقيقة لمنع قيام الدولة الفلسطينية، خصوصاً أنّ إسرائيل تستفيد من الخلاف الفلسطيني – الفلسطيني، لتقول إنها تريد إقامة دولتين في فلسطين: دولة فلسطينية في الحدود التي تحدّدها إسرائيل الى جانب دولة الكيان الصهيوني التي إسمها «إسرائيل».
السؤال الثاني: من دون التذكير، فإنّ الخميني، الذي كان هارباً من نظام الشاه، ويعيش في العراق خوفاً وهرباً من نظام الشاه تم نقله الى فرنسا وتحديداً الى باريس، ليتم تحضيره ليأتي الى طهران فتخلى الاميركيون عن الشاه، من أجل أن يتسلم الحكم هؤلاء المتطرفون دينياً، وأصحاب مشروع تقسيمي بين المسلمين، إذ يطالب آية الله الخميني بتشيّّيع العالم العربي، وأن يصبح المسلمون السنّة من العرب شيعة. من هنا جاءت حرب ضروس لمدّة 8 سنوات بين إيران والعراق.
وبعدما ساهمت إيران بخراب العالم العربي بادعاء زعمائها انهم يسيطرون على 4 عواصم عربية هي: بغداد وصنعاء ودمشق وبيروت… وبعدما دمّر الايرانيون هذه البلاد، فهل نعتبر أنّ المهمة التي جاء من أجلها نظام «الملالي» في الامبراطورية الفارسية قد انتهى؟ وهذا ما يفسّره كلام مراسل تلفزيون الـ «m.b.c» الاميركي.
باختصار، الله يستر من الأيام المقبلة.