IMLebanon

القدس لا تزال تنتظر «فيلق القدس» [1]  

 

 

كان أوّل ما قامت به الثورة الاسلامية الايرانية، حين تسلمت الحكم بتنحي الشاه، أن قامت بعدة أمور أهمها:

 

1- إقفال السفارة الاسرائيلية في طهران واستبدالها بسفارة فلسطين، وهكذا كانت أوّل سفارة لفلسطين تُقام في إيران.

 

2- إنشاء ما يسمّى بالحرس الثوري الذي تعتبره الثورة ذراعها العسكري.

 

3- إطلاق لقبي «الشيطان الأكبر» على أميركا، و»الشيطان الأصغر» على إسرائيل.

 

4- إطلاق شعار «الموت لإسرائيل. والموت لأميركا».

 

5- يقوم النظام الاسلامي الجديد على تشييع العالم العربي، على أن يكون ضمن مشروع ديني يسمّى بولاية الفقيه.

 

6- تخصيص فرقة من الحرس الثوري ووضع اللواء قاسم سليماني قائداً لما سمّي بـ»فيلق القدس»… الغاية من إقامة هذا الفيلق طبعاً كانت استقطاب المجتمع الاسلامي في العالم، لما للقدس من رمزية خاصة تعني المسلمين.

 

وهكذا ومنذ عام 1991 يوم تأسّس هذا الفيلق لا نزال ننتظر متى سيحرّر هذا الفيلق القدس.. والسؤال الأهم: ماذا فعل هذا الفيلق من أجل القدس؟ وهنا أطرح مجموعة من الأسئلة:

 

أولاً: هل تدمير الدولة العراقية وتقسيمها بين أهل السنّة وبين الشيعة وبين الأكراد هو لمصلحة العراق أو لمصلحة القدس أو لمصلحة العرب؟؟؟

 

ثانياً: هل القضاء على الثورة السورية من أجل بقاء نظام بشار الأسد مقابل قتل مليون سوري وتهجير 12 مليون سورياً وتهديم الدولة السورية ووضعها في وضع مأساوي، وهي بحاجة الى 1000 مليار دولار لإعادة إعمار ما هدمته الميليشيات الطائفية الشيعية التي جاء بها النظام الايراني بدءاً بحزب الله، الى الشيعة الافغان، الى إنشاء ميليشيات شيعية عدة في العراق هو في مصلحة القدس وسوريا؟؟؟

 

وهل تدمير اليمن ودعم ميليشيا الحوثيين بالمال والسلاح، وإرسال الطائرات المسيّرة والاعتداء على الاراضي السعودية هو في مصلحة القدس؟؟؟

 

وأخيراً، لقد كانت البداية عندما دخلت إيران الى لبنان عام 1983 تحت شعار تحرير جنوب لبنان من الاحتلال الاسرائيلي.. وبالفعل وبتسهيلات كانت منظمة من قبل النظام السوري، ولغاية وفاة الرئيس حافظ الاسد كان الامر صحيحاً، اما بعد ذلك فأصبح الحزب تحت إمرة وتوجيهات آية الله وجماعة الملالي فقط، وما جعلني أتذكر هذا الوضع عندما قرأت في إحدى الصحف عن عملية قام بها «الموساد» الاسرائيلي في قلب العاصمة الايرانية، حيث قامت فرقة من «الموساد» بإنزال في طهران وألقت القبض على ضابط في الحرس الثوري في الوحدة 860 من «فيلق القدس» واسمه منصور رسولي وحققت معه واعترف بخطة اغتيال ديبلوماسي اسرائيلي وجنرال أميركي وصحافي فرنسي.

 

وبالفعل فإنّ تسريب الشريط المصوّر عن اعترافات «رسولي» أقنع أعضاء الكونغرس الاميركي وبعض المترددين في الادارة الاميركية ان إبقاء اسم الحرس الثوري الايراني في القائمة السوداء أمر ضروري ولا يجوز التراجع عنه. هذا، وقد كشف مسؤول أمني كبير أمام قناة التلفزيون الرسمي في اسرائيل «كان 11» وقناة إيران انترناشيونال الناطقة بالفارسية ان فرقة تضم رجالاً من «الموساد» و»الشاباك» الاسرائيلي قامت قبل عدة شهور بدخول الاراضي الايرانية ومداهمة منزل منصور رسولي الضابط في الوحدة 860 من فيلق القدس واحتجازه والتحقيق معه وتصوير اعترافاته بشريط فيديو وكمكافأة له على معلوماته الرهيبة التي أدلى بها تقرّر إطلاق سراحه.

 

[يتبع غداً]