رغم خطورة العدوان الاسرائيلي على القنصلية الايرانية في سوريا الذي استهدف قائد فيلق القدس في لبنان وسوريا العميد محمد رضا زاهدي والعميد محمد هادي حاجي ورفاقهما الا ان اتجاه الامور وفقا للعارفين ليس باتجاه الحرب الشاملة …ولكن، اليوم، ستختبر المنطقة سيناريو امني وعسكري خطير جدا يتأرجح على حافة تصعيد الضربات دون الانزلاق الى مواجهة شاملة مما يعني ان الكيان الاسرائيلي سيواجه تصعيدا عسكريا لقوى المقاومة غير مسبوق منذ بداية طوفان الاقصى في تشرين الاول /اكتوبر الماضي على كافة الجبهات.
من الواضح ،ان ايران والمقاومة في المنطقة لن يستدرجوا الى الحرب وفق توقيت العدو ،وان الحسابات العسكرية تختلف عن المزايدات الشعبوية، ولكن الرد ات وسيكون موجعا بحجم الاستهداف والحماقة التي وقع بها العدو وهو ما اكد عليه المرشد الاعلى للثورة الايرانية السيد علي الخامنئي «الكيان الصهيوني الخبيث سيعاقب على يد رجالنا الشجعان وسيندم على هذه الجريمة وامثالها من الجرائم»…
ولكن ثمة سؤالين يطرحان هنا : من هم الرجال الشجعان الذين قصدهم السيد القائد وما تاثير العدوان على القنصلية الايرانية على مجريات الحرب على الجبهة اللبنانية-الفلسطينية؟
مصادر مطلعة في محور المقاومة لفتت الى ان وحدة المسار والمصير تعني ان كل قوى المقاومة في العالم معنية بما قاله السيد الخامئني…حزب الله جزء من هذه القوى مما يعني ان الرد قد ياتي من اية جبهة او من كل الجبهات ،وتابعت المصادر،لقد تغيرت قواعد الاشتباك وما بعد كلمة الامين العام لحزب الله السيد نصرالله اليوم في مناسبة يوم القدس العالمي ليس كما قبلها،كاشفة، انه من المنتظر ان يتم ارساء معادلات ردع جديدة وقواعد اشتباك مغايرة ردا على تمادي العدو الاسرائيلي في استهدافاته وتغييره لقواعد الاشتباك القائمة.
ابعد من ذلك، قالت المصادر ان يوم القدس سيحمل مفاجآت ثقيلة على العدو الاسرائيلي والولايات المتحدة الاميركية على اعتبار ان الضربة الاسرائيلية جرت بتنسيق مع واشنطن رغم نفي الاخيرة علمها بالموضوع ، كاشفة ان الضربة الايرانية التي ينتظرها العدو ردا على استهدافه القنصلية الايرانية قد تحمل توقيعا جماعيا لمختلف فصائل المقاومة وعلى امتداد ساحاتها .
وفقا لتوصيف المصادر، فاننا امام ايام مصيرية ستبدأ من اليوم «يوم القدس العالمي»، مما يعني حكما ان مجريات العدوان الاسرائيلي على القنصلية الايرانية والرد الايراني المنتظر سينعكس حكما على الجبهة اللبنانية ،وان الامور ستتصاعد بشكل مغاير حتى لو استدعى ذلك الذهاب نحو معركة شاملة.
هل يعني هذا الكلام ان يوم القدس العالمي سيكون الشرارة الاولى لتوسعة الحرب وتغيير كل قواعد الاشتباك القائمة ؟
اكتفت المصادر بالقول : لا يمكن لأي طرف توقع المستقبل ، ولكن من المؤكد ان هذا اليوم سيشكل منعطفا اساسيا في مجريات الحرب في غزة وعلى كل الجبهات المساندة منها الجبهة اللبنانية…وفقا لكلام المصادر ذاتها، فان العدو لا يوفر فرصة لاستدراجنا الى حرب شاملة على توقيته، ولكن بعد ما سيقال او يفعل اليوم ، سيحسب العدو الف حساب لكل عمل عسكري سيقوم به..باختصار ،اليوم كل المنطقة تعوم على صفيح ساخن جدا وعلى شفير الحرب الشاملة…
واضافت المصادر ، سابقا ركزت كل جبهات محور المقاومة ومنها حزب الله في لبنان على ان لا احد يريد توسعة الحرب، ولكن ما بعد مجريات اليوم اي يوم القدس العالمي ستختلف كافة المعادلات ولا احد يضمن بعدها كيفية اتجاه الامور.
وبهذا المعنى ، فان العدوان الاسرائيلي على القنصلية الايرانية فتح ابواب جهنم على العدو ، وسيفرض بشكل حاسم وملموس اي بالرد العسكري المناسب والموجع تغيير قواعد الاشتباك ومعادلات الردع ومنع العدو من المس بالخطوط الحمر …وبهذا المعنى ايضا، فان الواقعية تفترض ان الجبهة الجنوبية مع فلسطين المحتلة قد تشهد تصعيدا غير مسبوق على وقع الرد الايراني المنتظر .