لا يمكن أن يكون القرار الذي أصدره، أمس، الرئيس الأميركي دونالد ترامب صادراً عن رئيس يتحمّل مسؤوليته تجاه السلم العالمي، كي لا نقول تجاه الشعوب وحقها في أرضها وأمنها وسلامها واستقرارها.
إنّ جيوش العالم كلها، والتحالفات مهما بلغت من القوة والبأس لن تستطيع أَنْ توقف ردود الفعل المنتظرة على هذا القرار بالغ الخطورة الذي اتخذه رئيس أكبر دولة عظمى في العالم، والمفترض فيه أن يكون الحكم الذي يشرف على الأمن والسلام العالميين بينما هو حقق نزواته ونفّذ ما كان قد التزم به في معركته الانتخابية، وما هو ملتزم به تجاه اللوبي اليهودي الذي هو في صلب القرار الأميركي سابقاً، واليوم بالذات، مع صهره اليهودي.
إنّ ردود الفعل المنتظرة ستكون غير محدودة العواقب.
صحيح أننا لا ننتظر العجائب ولا مجرّد تصرفات عادية تتجاوز الكلام المعلوك يدلي به حكام ومسؤولون عرب ولكن الشعب العربي ستكون له انتفاضات عديدة وفي تقديرنا أنها ستبدأ بالظهور اليوم من دون أن يعرف متى تنتهي وكيف تتجه.
لقد حرّك ترامب بقراره الخطير وكر الدبابير وبات منتظراً أن يستفيد من هذا القرار ويتغطى به ليس فقط المناضلون الحقيقيون إنما أيضاً الذين يعتمدون الإرهاب وقد لا يكون غريباً أن نشهد موجات متعددة من العمليات الشديدة الأثر في مختلف أنحاء العالم.
لقد تخلّى ترامب عن مليار و500 مليون مسلم مقابل الإرتهان لأقل من 14 مليون يهودي في جميع أنحاء العالم مع العلم أنّ سياسة الإدارة الأميركية تكلف المواطن الأميركي أعباء كبيرة لدعم دولة إسرائيل وفي المقابل هي تبتز العرب والمسلمين وتستفيد من أموالهم وخيراتهم.
في تعليق فوري على قرار ترامب الإعتراف بالقدس عاصمة أبدية لإسرائيل ونقل سفارة واشنطن من تل أبيب الى القدس الشريف قد يتعذّر توقّع المدى الذي ستبلغه ردود الفعل على هكذا قرار إنما الجاهل وحده من لا يستقرئ الأبعاد الخطيرة.
فليت البلدان العربية ومجموعة الدول الإسلامية تتداعى جميعاً الى مؤتمر كبير تتناول فيه القرار المتهوّر بكثير من الروية والدقة والحكمة والصلابة في آن معاً لاتخاذ القرارات الحاسمة لحفظ ما يمكن حفظه من حقوق ومقدسات ولتثبت هذه البلدان أنّ للقدس ربّاً يحميها وأيضاً شعوباً ودولاً تحرص عليها.
فالقدس… القدس يا عرب ويا مسلمون.
عوني الكعكي