تتزايد ردود الفعل الغاضبة على القرار الذي اتخذه الرئيس الاميركي دونالد ترامب بالإعتراف بالقدس «عاصمة أبدية» لإسرائيل وبنقل السفارة الاميركية من تل أبيب الى القدس.
وكانت لافتة مواقف الإجماع اللبناني الرافضة القرار، كما استوقفني بالذات موقف الرئيس نبيه بري الذي تمثّل بداية باستغرابه عدم مبادرة الدول العربية الى عقد مؤتمر قمة لدرس القرار الاميركي وأبعاده وكيفية التصدّي له، وكذلك دعوته مجلس النواب الى الاجتماع بعد ظهر اليوم الجمعة لبحث قرار ترامب، فنوجّه التحيّة الى دولته على هذه المبادرة.
في أي حال نرى أنّ قضية القدس ستبقى في الوجدان وفي النضال حتى تتحرّر… ومهما حاولت إسرائيل تغيير معالم المدينة ومهما حاولت أميركا أن تنقل سفارتها الى القدس فلن تستطيع إسرائيل أن تعيش بسلام والأيام المقبلة ستثبت ما نقول.
على كل حال، هناك أخذ ورد في موضوع القدس وهناك آراء مختلفة حول هذا الموضوع:
فالبعض يعتبر أنّ بيانات الإستنكار والشعب تكفي أو تعبّر عن موقف، إلاّ أنّ المواطن العربي والمسلم لم يقتنع بفاعلية وبجدية البيانات والشعارات لأنّ المطلوب اليوم خطة طويلة المدى لتحرير القدس… والبعض الآخر يقول لماذا لا نقطع العلاقات مع أميركا ومع أي دولة أخرى قد تحذو حذو الولايات المتحدة الاميركية.
موضوع قطع العلاقات مع أميركا موضوع قديم جديد بالرغم من أنّ تجربة قطع العلاقات لم تعطِ النتائج المطلوبة ولكن كما يقولون «فشة خلق».
من ناحية ثانية وأنا أتذكر اللقاء الذي عقد عام 1974 بين المرحوم الرئيس سليمان فرنجية ووزير خارجية أميركا في ذلك الوقت السيئ الذكر هنري كيسنجر… يومها تم الاجتماع في قاعدة رياق العسكرية، سأل كيسنجر الرئيس فرنجية: مَن برأيك يجب أن يحكم القدس؟ فأجاب الرئيس فرنجية مباشرة: المسلمون، سأله كيسنجر: لماذا؟
فأجابه الرئيس فرنجية رحمه الله: لأنّ اليهود لا يعترفون بالمسيحية ولا بالإسلام لأنهم جاؤوا تاريخياً قبلهم، والمسيحيون يعترفون باليهود ولكنهم لا يعترفون بالمسلمين لأنهم جاؤوا قبل الإسلام… لذلك لكي يستطيع اليهودي والمسيحي أن يمارسا طقوسهما الدينية يجب أن تكون القدس تحت إشراف وإمرة المسلمين الذين يعترفون باليهود وبالمسيحيين…
ومن أهم ما قرأت، أمس، حول تداعيات قرار ترامب، الآتي ملتزماً بالشعار الأثير «القدس عاصمتنا – القدس عاصمة فلسطين»:
ماذا يعني أن تُصبح القدس عاصمة «إسرائيل»؟
الى كل من يسأل ماذا يعني أن تُصبح القدس عاصمة «إسرائيل» وأن تعترف الدول رسمياً بذلك:
1- إلغاء كل القرارات الدولية بالحفاظ على الموروث الثقافي الاسلامي والمسيحي ونسبه الى أهله، بحجة أنّ القدس أصبحت عاصمة لإسرائيل ولها الحق في السيطرة والتوسّع وبناء عاصمتها بالشكل الذي تريد.
2- نسف كل الحقوق المطالبة بـ حرية زيارة الفلسطينيين والعرب للأماكن المقدسة في المدينة بحجة الحفاظ على أمن العاصمة والتي تمثل أمن واستقرار الدولة.
3- رفع جميع الوصايات الدولية والعربية والإسلامية عن مدينة القدس بعدما أصبحت عاصمة لإسرائيل، والتي ترفض أن تكون عاصمة الدولة تحت وصاية أحد لأنه شكل من أشكال الاحتلال.
4- بناء قواعد عسكرية في القدس ودخول الجيش الاسرائيلي بشكل رسمي الى جميع أرجاء المدينة كيفما شاء ومتى شاء.
5- التهديد بشكل مباشر بهدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل المزعوم.
6- طرد كل من لا يملك هوية إسرائيلية من المدينة وتجريدها من سكانها الاصليين.
7- إلغاء جميع أوراق الطابو والوثائق الرسمية لأملاك أهل مدينة القدس وسيطرة إسرائيل عليها باعتبارها أملاك دولة. (…)
عوني الكعكي