IMLebanon

فرعية جزين النيابية: مواجهة بين «العونيين» و«العازاريين»

تتحضّر جزين لمعركة نيابية حامية بين مختلف المكونات السياسية والحزبية والعائلية، حيث يتنافس أربعة مرشحين على المقعد الماروني الشاغر بوفاة النائب الراحل ميشال الحلو، وهم المحامي ابراهيم سمير عازار (من جزين). ورجل الاعمال امل بو زيد (من مليخ ـ قضاء جزين)، العميد المتقاعد صلاح جبران (من مزرعة المطحنة ـ قضاء جزين) والناشط السابق في «التيار الوطنيّ الحرّ» باتريك رزق الله (من قيتولي ـ قضاء جزين).

تختلط معايير المعركة بحسب كلّ طرف. إذ يراها «تيّار الاعتدال» الذي يرأسه النائب السّابق سمير عازار، بأنّ هدفها شدّ عصب الحلف الجديد بين عازار والقوى السياسية والحزبية والعائليّة بهدف تأسيس أرضيّة للمعركة النيابيّة المقبلة بعد عام، خصوصاً أنّه قرّر خوض معركة المقعد الماروني بالمرشح ابراهيم عازار.

ويبدو واضحاً أنّ «التسونامي العوني ـ القواتي» لم يؤثّر على قرار «تيّار عازار» بخوض المعركة حتّى النهاية ومن دون تراجع، وذلك لإثبات الوجود كون هذا البيت ما زال حاضراً في جزين وحاضناً لقاعدته السياسية والعائلية والشعبية من دون أن يكون بمقدور مثل هذه البيوت أن تسلّم الراية بسهولة، وهذا ما ظهر باللقاء الذي عقده عازار في دارته، حينما أعلن نيّته خوض المعركة المفتوحة النيابية والبلدية.

وعليه، تمكّن عازار من نسج علاقات تحالفية مع المرشح السابق للنيابة في جزين فوزي الاسمر و «الحزب السوري القومي الاجتماعي» و «حزب الكتائب»

والعديد من العائلات ومنهم قسم كبير من آل عون (سمير وريمون عون اللذين يمثّلان ثقلاً عائلياً وسياسياً).

وفي حين كان رئيس حزب «الكتائب» النائب سامي الجميل قد استقبل مرشّح «التيار الوطني الحر» أمل أبو زيد وأعلن رسمياً تأييده التوافق على أبو زيد، فإن المعطيات المحلية تقول إن حزب «الكتائب» ترك الحرية لناخبيه في الانتخابات النيابيّة. أما في الانتخابات البلدية فإن لائحة «إنماء جزين أولا» المدعومة من التحالف الذي يضم عازار الانفتاح والاعتدال، تضم في عدادها 2 من «الكتائب».

اما بالنسبة لعائلة الراحل فريد سرحال فما زال الموقف ضبابياً .

الانتخابات بعيون التحالف بين «الوطنيّ الحرّ» و «القوّات اللبنانيّة» هي أشبه بـ «اختبار نوايا» لمعرفة القدرة التجييرية ومدى التزام «القوات» بمرشّح «التيار» أمل أبو زيد، ومعهما النائب السابق ادمون رزق الذي حسم خياره بالانضمام اليهما مع بعض العائلات.

وعليه، لن تكون المعركة النيابيّة والبلديّة سهلة، خصوصاً أنّ «العونيين» الذين حصدوا ثلاثة مقاعد نيابيّة وربحوا الانتخابات هم اليوم أمام امتحان إثبات قوّتهم الفعليّة، وما يضيف عليها من تحالفه مع «القوّات».

ولكنّ هناك من يتخوّف أنّ هذه القوّة الانتخابيّة قد تتضعضع الأحد، مع تشتّت أصوات «العونيين» بين المرشحين أبو زيد وباتريك رزق الله والعميد جبران ليتقاسموا القاعدة الانتخابية نفسها.

هذا السبب ليس الوحيد الذي يتخوّف منه بعض المتابعين، الذين يضيفون إليه عقبة «العصبيّة الجزينيّة» التي قد تواجه أبو زيد، وتتمثّل بكون الجزينيين «لا يهضمون» كثيراً مسألة تمثيلهم في البرلمان من قبل شخصيّة من خارج المدينة.

في المحصلة، يبقى الصوت الشيعي في قرى اقليم الريحان (قضاء جزين) هو العامل المرجح للمعركة. وإذا كان خيار مناصرو «حركة أمل» الفعلي مع عازار، فإنّ الرّهان يبقى على «حزب الله» وعمّا إذا كان سيصوت بكل ثقله الانتخابي للمرشح أبو زيد أم أنّه سيترك الخيار لناخبيه.

وينتخب في جزين وقضائها حوالي 58 ألف ناخب: 35 ألف ماروني (في جزين وحدها أكثر من 8750)، و12 ألف شيعي، و10 آلاف كاثوليكي، و1000 من الأقليّات، بينهم أكثر من 600 من السنة و250 دروزا والباقي من الارثوذكس والسريان والانجيليين.