IMLebanon

جزين مصدومة: رأس اللائحة العونية خارجها

عرس نيابي.. وعزاء بلدي

جزين مصدومة: رأس اللائحة العونية خارجها

 

«تنزّه» المرشّح امل أبو زيد في جزين فحصد رقما نيابيا سيضيفه ميشال عون الى رصيد «تياره» ليبني على الشيء مقتضاه.

لكن «النزهة الربيعية» في النيابة، قابلتها نكسة مؤلمة جدا في البلدية، برغم وقوف «القوات» هذه المرّة الى جانب «البرتقاليين». العونيون تقبلوا «التبريكات».. و«العزاء» في الوقت نفسه.

بفارق صوتَين، سقط رئيس البلدية المنتهية ولايته ورئيس الاتحاد خليل حرفوش مع ثلاثة أعضاء. العونيون الذين وضعوا يدهم على قلبهم طوال يوم الاحد كانوا يهجسون بكابوس الخروق الى ان حلّت «الكارثة».

الرسالة وصلت، والارقام التي أفرزتها صناديق البلديات والنيابة أتت معبّرة في أكثر من مكان.

هذه المرّة، خاض «التيار» معركته على المقعد الفرعي الشاغر بوفاة ميشال الحلو تحت سقف معطيين أساسيين: تحالف جديد على مسمع ومرأى الجزينيين الذين ذهلوا بمظاهر «العشق» القواتي ـ العوني المدعوم كتائبيا. المعطى الثاني، عدم اتخاذ المعركة طابع التجييش والتجييش المضاد بين «التيار» والرئيس نبيه بري.

ومع اختلاف المشهد مقارنة بالعام 2009 حيث تنافست لائحتان مكتملتان على ثلاثة مقاعد نيابية، نال المرشّح ابو زيد 14653 صوتا، فجاء في مرتبة وسط بين النائب العوني زياد اسود الذي نال في الانتخابات الماضية 15648 صوتا والنائب الراحل ميشال الحلو الذي نال 13285 صوتا، ما يعني أن ابو زيد حصد 1368 صوتا أكثر من الحلو، برغم المستجد المتمثل بتحالفه مع «القوات» و «الكتائب» وزخم تصويت «حزب الله».

أما إبراهيم عازار، حامل إرث والده النائب السابق سمير عازار، المدعوم من عائلات جزينية، فقد نال 7759 صوتا (تفوّق في مدينة جزين على ابو زيد بـ 476 صوتا)، فيما نال والده 10792 صوتا في العام 2009، أما الفارق بين إبراهيم عازار وابو زيد فبلغ 6894 صوتا، خصوصا أن الرئيس نبيه بري لم ينزل بكل ثقله دعما لعازار هذه المرة، بل آثر تنفيس المعركة الفرعية!

عمليا، ثمّة واقع في جزين يرفض بعض خصوم «التيار» الأخذ به. في هذا القضاء المسيحي بغالبيته، أثبت «التسونامي العوني» منذ العام 2009 أنه قادر على جعل عون يختار اي مرشّح لـيكلّله نائبا بلمح البصر. قبل سبع سنوات، فازت لائحة «التيار» بالمقاعد الثلاثة في وجه «القوات» وآل عازار و «الكتائب».

انتصار النيابة «النظيف» (شبه تزكية) نغّصته نكسة البلديات. سقط حرفوش ومعه العونيون انطوان منصور وسليم باخوس ومارون حبيب، فيما خرق من اللائحة المدعومة من آل عازار و «الكتائب» والقومي كل من مرغريت حليم، جورج العرية، زياد عون وجان كلود كرم.

ومن اللافت للانتباه ان زياد عون المحسوب على «القومي» تمكّن من الخرق برغم الاستهداف «القواتي» ـ «الكتائبي» المباشر له، كما ان جان كلود كرم، الذي يعتبر من مناصري «القومي» ايضا، هو الذي أطاح خليل حرفوش بعد إعادة احتساب اصوات عين مجدلين.

أما رأس اللائحة الفائزة، فكان سامر عون الذي اختارته معراب ليتولّى نيابة الرئاسة الى جانب «الريّس» حرفوش، مع العلم ان «القوات» تمثّلت باللائحة بثلاثة أعضاء لم يشملهم الخرق.

وطرح العونيون تساؤلات حول إمكان حصول «عملية انقلابية» على حرفوش من داخل اللائحة مع العلم ان عون نال ضعف الاصوات التي حصل عليها حرفوش!

وبعد شكوك من جانب ابراهيم عازار في أقلام عين مجدلين، رُفعت الاعتراضات الى لجنة القيد، وصدر قرار لاحقا بإلغاء 23 ورقة، فاكتملت لائحة «المخروقين» الثلاثة بانضمام حرفوش اليها.

ويؤكّد عازار في هذا السياق أنه «لو تمّت إعادة الفرز وإلغاء جميع الاوراق المماثلة لتغيّرت كامل النتيجة لمصلحتنا، لذلك، نحن في طور دراسة النتائج والتحقّق منها، وقد نلجأ الى الطعن مجددا»، مشيرا إلى «فارق الأصوات الضئيل جدا بين آخر الرابحين على لائحتهم وأول الخاسرين على لائحتنا، بغضّ النظر عن الخروق الأربعة، ولولا نداءات عون وجعجع لكانت خسرت اللائحة كلها».

وسريعا صوّبت الأنظار نحو آل الحلو الذين هدّدوا بالتشطيب وبتشكيل لائحتهم الخاصة، بعد خلاف مع الرابية بشأن رئاسة البلدية، متسلّحين بأصوات داعمة من عائلات الأسمر ورحيم ومزهر وبو نادر وجزء من عائلة كرم.

يقول الدكتور سعيد الحلو: «لقد اجتمعت العائلة مع «الجنرال» يوم الخميس الماضي وأبلغناه حرفيا ما سنقوم به، وبأن خلافنا معه هو بلدي فقط. فنحن مع التوافق المسيحي ولا نسمح ان ينكسر ميشال عون في بيته، وكما خطّطنا نفّذنا بإبقاء الارجحية لـ «التيار» من خلال 14 عضوا، بينهم 10 عونيين و4 قوات، و4 مستقلين من اللائحة الثانية»، مشدّدا على «اننا لم ننقل البارودة من كتف الى كتف فالعائلة تعتبر من مؤسِسي الحالة العونية ولو أردنا التحالف مع آل عازار لاكتسحنا لائحة «الجنرال». لقد أوصلنا رسالة «ناعمة» من دون خلق مشكلة مع ميشال عون»!

يذكر ان اتفاقا سابقا بين «القوات» و «التيار» قضى بتسلّم حرفوش رئاسة الاتحاد على ان يكون رئيس بلدية لبعا فادي رومانوس نائبه، لكن الانقلاب الذي أطاح «الحصان العوني» خليل حرفوش سيؤدي الى إعادة النظر بالاتفاق، وبالتالي التدقيق في طبيعة الأزمة الداخلية ضمن البيت البرتقالي.