IMLebanon

هل تفتح تسمية أزعور باب التسوية؟ وهذا سيناريو “اللقاء الديموقراطي” غداً 

 

 

 

تتّجه الأنظار نحو ما سيقدم عليه “اللقاء الديموقراطي” غداً، حول موقفه من الإستحقاق الرئاسي، وعلم من مصادر مقربة منه أن الأمور محسومة بعيداً عن أي تدخل أو إملاء سيقوم به جنبلاط، ولهذه الغاية فإن المشاورات التي قام بها رئيس اللقاء النائب تيمور جنبلاط، بعيداً عن الأضواء مع نواب اللقاء وبعض القوى المعارِضة، أفضت إلى اعتماد سيناريو قد يكون هو القرار أو الحل الذي سيرسو عليه موقف اللقاء، من خلال تسمية الوزير الأسبق جهاد أزعور. وبالتالي، أن مَن يريد أن يقترع بالورقة البيضاء فالخيار متروك له. وهذا المنحى سيتخذ لعدم استفزاز او قطع العلاقة مع “الثنائي الشيعي”، وإبقاء الروابط والعلاقات التحالفية والوثيقة قائمة بين رئيس الحزب “التقدمي الإشتراكي” المستقيل وليد جنبلاط ورئيس المجلس النيابي نبيه بري، حيث تشير المصادر إلى أن بري تبلّغ الموقف الجنبلاطي ويتفهّمه، ولن يكون هناك أي مشكلة بينهما ، في حين أن ترشيح أزعور لم يكن مفاجئاً، باعتبار جنبلاط هو مَن طرحه في بداية مشاوراته ولقاءاته، وكان أولها مع حزب الله، وصولاً إلى كافة المرجعيات السياسية والروحية، ومن كلا الطرفين.

 

من هنا، ليس ثمة مفاجأة ستحصل من خلال البيان الذي سيُعلَنه ويُعَمّمه “اللقاء الديموقراطي” بعد ظهر غد الثلاثاء، إذ ستكون تسمية أزعور مرفقة بعناوين وإشارات لافتة ، بحسب المصادر، حيث ستؤكد عناوين البيان على ضرورة التوافق، وعدم الدخول في اصطفافات وانقسامات وتحدٍّ بين هذا الفريقين المعنيَين، الأمر الذي سيفاقم من حجم المشكلات القائمة. وبالتالي، يمكن القول أن البيان سيكون “مشكولاً” بمعنى ترك مساحة للتوافق والتلاقي على مرشح إجماع، فيما يرى وليد جنبلاط أن لا مجال إلا بتسوية تشمل كل الأطراف والقوى السياسية والحزبية، في خضم حالة التشرذم والإنقسام.

 

لذلك، تتابع المصادر إن ما سيصدر غداً لن يكون بياناً فضفاضاً داعماً لترشيح أزعور، بل مدروساً وفيه عبارات تفتح المجال لإعادة النظر بكل ما يجري اليوم من عدم وجود حلّ للمشكلة، خصوصاً أمام التحديات التي تحيط بالبلد على كافة الأصعدة. في حين ينقل، بأن جنبلاط ونجله أمام مرحلة في غاية الدقة، ولذا قرّرا عدم الدخول كطرف إلى جانب هذا أي فريق، لحساسية الوضع ودقّته، ناهيك إلى الخصوصية التي تحيط بأمن الجبل واستقراره وعناوين أساسية دفعتهما إلى تجنّب أي صدام سياسي، أو أن تميل دفّتهما إلى فريق على حساب آخر.

 

وفي سياق متّصل، سيكون الأسبوع الحالي محطة لشتى أنواع السجالات وإطلاق المواقف من هذه الجهة وتلك، الأمر الذي سيُعمِّق الخلافات والإنقسامات. وثمة من يتحدث في مجالسه، وبناء على معطيات ومعلومات متقاطعة من بعض الأجهزة الأمنية، بأن هذه الإصطفافات والتحدّيات قد تؤدي إلى إشكال أمني كبير، وبناء عليه فإن الذين لديهم المعلومات وما يجري داخلياً وخارجياً، يؤكدون بأن ذلك سيدفع ببعض القوى الداخلية والخارجية إلى اللجوء للخيار الثالث، الذي سيكون في طليعته قائد الجيش العماد جوزيف عون، على خلفية تجنيب البلد أي صدام أو زعزعة للإستقرار، لا سيما أنه يحظى بإجماع لا يستهان به في الداخل، ورغبة لدى معظم الدول المنضوية في اللقاء الخماسي وسواها.

 

من هنا، فإن تسمية المعارضة لازعور ليس معناه أن الإستحقاق الرئاسي بات في لمساته الأخيرة، أو أن الرئيس بري سيدعو إلى جلسة انتخاب بعدما بات هناك مرشحين، بل ذلك سيفتح باب التسوية وتكثيف الإتصالات كي لا يحدث أي صدام سياسي وأمني. وعلى هذه الخلفية، فإن كل الخيارات والسيناريوهات متاحة وتُدرس بعناية على المستويين الداخلي والخارجي، مع ترقّب بعض المحطات في دول عربية وأوروبية، حيث هناك مؤتمرات ولقاءات قد يُعقد على هامشها أكثر من اجتماع للتداول بشأن الإستحقاق الرئاسي في لبنان، ما ستتوضح معالمه خلال الأيام القادمة.