IMLebanon

جسر الشغور

عندما كُلّف الرئيس السابق للحكومة نجيب ميقاتي أطلق وزير الداخلية الحالي نهاد المشنوق على تلك الحكومة تسمية «حكومة جسر الشغور».

اليوم سقطت بلدة جسر الشغور في يد المعارضة، وهو ما استوقفنا لما للبلدة من موقع استراتيجي مهم، لأنها المفتاح الى الساحل السوري: اللاذقية والقرداحة مروراً بجبلة وبانياس فطرطوس، وعليه نُسِبَ الى مسؤولين روس نصيحتهم لبشار الأسد بأن ينقل مقرّه من العاصمة دمشق الى اللاذقية…

ونعود الى أساس المشروع الفارسي الذي لا شك في أنّه تعرّض لثلاث ضربات:

الضربة الأولى- ما حققته «الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام» (داعش) على صعيد إقامة دولتها في منطقة الموصل في العراق.

الضربة الثانية- «عاصفة الحزم» التي نجحت في وقف المد الإيراني – الفارسي في اليمن عبر الحوثيين وعلي عبدالله صالح.

الضربة الثالثة- سقوط جسر الشغور بعد إدلب في سوريا وضرب حصار حقيقي فعلي على النظام الذي يتقلص نفوذه بشكل تدريجي وإنما متسارع.

وهكذا أخذ هذا المشروع الفارسي يتهاوى تباعاً إنما في وتيرة متصاعدة.

ونشير هنا الى أنّ هناك حدثاً مهماً شهدته الأمم المتحدة في الأسبوع الماضي يتناول الجريمة الكبرى البشعة في سوريا لدرجة أنّ مسؤولة كبيرة في الأمم المتحدة وصفت ما يجري في سوريا بأنّه جريمة العصر، وأنّه لا يجوز ترك هذه الجريمة تتمادى وعلينا أن نتدخل لوقف المجزرة الرهيبة.

وهكذا فإنّ المؤشرات كلها تدل على أنّ هذا المشروع يسقط على الرغم من ادعاء إيران بأنّها تهيمن على العواصم العربية الأربع: بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء…

والواضح أنّ هذه السيطرة سلبية أي أنّها تخريبية وليست ذات قدرة على الحكم… فما أصاب البلدان الأربعة التي تزعم إيران أنّها تحكمها من أضرار وخراب على الأصعدة كلها يكشف حقيقة أنّ الهيمنة الفارسية هي تخريبية ولا شيء آخر إيجابياً على الإطلاق.

ولكن البشائر متوافرة على أنّه لا بدّ لهذا الليل الفارسي من أن ينهزم أمام ضوء الحقيقة الذي انبثق من «عاصفة الحزم».