IMLebanon

“خبزك كفاف يومك” في الأيام الصعبة… أي وظيفة تختار؟

 

هل مهن 1975 تصلح في 2020؟

 

قبل أربعين عاماً، في عزّ الحرب اللبنانية، يوم أقفلت الطرقات بالسواتر الترابية و”أزّ” الرصاص و”طارت” القذائف من “حيّ لحيّ” ومن منطقة الى منطقة، واختبأ من اختبأ في الملاجئ، ووقف من وقف في صفوفٍ طويلة طويلة عند أبواب الأفران، وتتالت الدعوات بوجوب أخذ الحيطة والحذر، حكّ كثيرون أدمغتهم وراحوا يبتكرون أعمالاً تعطيهم “خبزهم كفاف يومهم”… واليوم هناك من “يفرك”، في وقت الحجْر الضائع، الفانوس “التنكي” ويحلم بخروج مارد يقول له: شبيك لبيك عبدك بين يديك… فماذا قد يطلب أصحاب الفوانيس التنكية؟ وظيفة؟ وهل مهن 1975 تصلح في 2020 وقد تصلح في 2025 و2030؟

 

والدي، رحمه الله، وكان “شايف حالو”، باع السمك على قارعة الطرقات، عند أوتوستراد جل الديب- أنطلياس، في حربي الإلغاء والتحرير كي لا تعوز يده الشمال يده اليمين. جارتنا راحت تصنع الشوكولا اللذيذ بالبندق وجوز الهند وتبيع الكيلوغرام الواحد،”شغل البيت”، بسعر يزيد قروشاً قليلة عن الكلفة وتشتري بالربحِ الخبز والجبن قوتاً يومياً. زوجها باع الخضار. وذاك الرجل، المحامي، ذو الرأس الذي لا ينحني إشترى ماكينة تحيك كنزات الصوف، وزميل لنا كانت والدته “تخبز” المرقوق وهو يبيعه على أحد الأرصفة… هكذا مرّر اللبنانيون الأيام الصعبة في الثمانينات والتسعينات ومن بقي منهم حياً، حتى اللحظة، شاهد على حقبة آنفة وحقبة سالفة. فهل علينا في الأيام الصعبة الجديدة الإستعانة بمهن الأمر الواقع التي جعلت أهالينا يصمدون؟

 

نطرح هذا الموضوع بعدما “هطلت” علينا، مثل مياه “الشتي”، الأخبار عن أيام صعبة آتية، في ظلّ اقتصاد محلي وعالمي “أعرج”. فماذا سيعمل الجيل الجديد؟ ماذا على أربعين ألف طالب يتخرجون سنوياً من جامعات لبنان أن يختاروا كـ”مهنة عمر”؟ ننصحهم بالهجرة؟ ننصحهم ببيع الخضار وزراعة الأرض وبيع السمك وحياكة كنزات الصوف وصناعة الشوكولا؟ ليس سهلاً أبداً أن يكون الشاب قد أصبح شاباً في هذا الوقت الصعب وعليه أن يختار مهنة تعطيه “قوته كفاف يومه”، وهو الذي كانت أحلامه قبل وقت قصير تلامس نجوم السماء.

 

الإختصاصي في قانون الإقتصاد الدولي الدكتور حبيب قزي قريب جداً من طلابه، يتحدثون معه حين يشاؤون وينصحهم “من قلبه وضميره” حين يطلبون المشورة وباله مشغول جداً عليهم “كما هم وأكثر”. فبماذا نصح أستاذ القانون الدكتور حبيب قزي، الذي اختبر العمل في لبنان وفي الخارج، الطلاب الجدد الذين ينهون دروسهم اليوم “أونلاين” ولا يعرفون ماذا سيفعلون بعد حين؟

 

يبدأ الأستاذ من طبيعة دروس الأونلاين في بلادنا ويصفها بـ”الكوارث” ويبحث جاهداً لإدارة تأثير كل ما يدور حولنا اليوم على اتجاهات الشباب والشابات في المستقبل القريب ويقول: نعاني من تأخير في كلّ شيء اسمه تعليم عن بعد، وجامعاتنا ليست مؤهلة لاستقبال “دروس الأونلاين” بدليل أن كل واحدة أجرت إشتراكاً مختلفاً عن سواها. هناك جامعات “أبرمت” اتفاقيات مع مايكروسوفت لإتمام هذه الدروس. وهناك جامعات تعتمد “زوم” أو “غوغل”… لا شيء ثابتاً ولا شيء موحداً. وليست هنا كلّ القصة فلا قانون يعترف في لبنان بشهادة الأونلاين لذا لا بُدّ لمجلس النواب من إصدار قانون سريع يُشرّع فيه الأونلاين إذا أراد أن ينطلق الطلاب قريباً في سوق العمل.

 

لا تتوقف القصة هنا، عند هذا الحدّ، فالصفوف في الجامعات اللبنانية تضم عدداً كبيراً من الطلاب، يصل في بعض الجامعات الى 500 أو 600 طالب في الصف الواحد. ولكم أن تفكروا كيف قد يستوعب هؤلاء “أونلاين” ما لا يتمكنون من استيعابه في أحيان كثيرة في حضورهم الجسدي والذهني في الصفوف المكتظّة. ويستطرد قزي بالقول: مستحيل أن نتمكن من تلبية حاجات الطلاب أونلاين، ناهيكم أن الطالب يتابع دروسه وهو في “البيجاما” في سريره. نحن إنطلقنا بهذا النظام في لحظة صعبة ومن الصفر أما في الخارج فسبقونا بأشواط.

 

التعليم عن بعد “مش ماشي حالو” لكن ماذا عن الشباب الذين يبنون اليوم مستقبلهم؟ هل نتركهم لحالهم؟ هل نقول لهم إزرعوا الأرض ونقطة على السطر؟ هل ستكون هناك قيمة لشهادة من سيتخرج في 2020؟

 

الثابت أن قيمة شهادة الأونلاين كما نتعامل في لبنان معها ستكون أقل بكثير من قيمة الشهادة الأكاديمية الحقيقية. أما بالنسبة الى الإختصاصات فلنتكلم عن مهنة المحاماة التي يوجد في كلّ بيت في لبنان من يحمل، أو سيحمل، شهادة بهذا الإختصاص. فهل المحاماة مهنة “فيها شغل”؟ هل هي مهنة للمستقبل؟ وماذا عن المهن التي ستكون قادرة على “فتح بيوت”؟

 

 

من الواضح، بحسب الدكتور حبيب قزي، أننا نتجه الى تخفيض عدد وظائف الدولة، وبالتالي يفترض بالشباب والشابات، وحتى إشعار آخر، ألّا يدرسوا اختصاصات تخوّلهم فقط العمل في الدولة. الدولة لن تتمكن من استيعاب أعداد المتخرجين الجدد. وبالتالي يجب الإنتقال كليا من ذهنية الوظيفة العامة الى القطاع الخاص. هناك من درس الحقوق وكان ينوي الإنخراط، عبر امتحان مجلس الخدمة المدنية، في وظيفة ما؟ فلينسَ هذه الفرضية كلياً وليتمسك بالإختصاصات التي سيجد فيها عملاً في شهادته للمحاماة. ويستطرد قزي: “هناك محامون “ميتين من الجوع” خصوصاً من يعملون في حقول المدني والجزاء والأحوال الشخصية. عددهم كبير واختصاصاتهم “ما بتطعمي خبز”. لذا، على الشباب والشابات اليافعين أن يشددوا على تعلّم اللغات الأجنبية والإختصاصات الدولية في سبيل أن يفتحوا آفاقا على الخارج. هذا ليس معناه طبعا حثهم على الهجرة لكن أن يتمكنوا من فتح باب كلما سُدّ في وجههم باب”.

 

فلنبقَ في اختصاص المحاماة لنتعرف على الإختصاصات الدولية في الإختصاص الحقوقي العام؟ يجيب أستاذ مادة قانون الإقتصاد الدولي: هناك قانون التحكيم الدولي، هو مهم جداً، والمادة التي تُدرّس في لبنان هي ذاتها بنسبة 80 الى 90 في المئة في الخارج. هي مادة “انترناسيونال”. التخصص في قانون الملكية الفكرية في هذا الزمن هو مُجدٍ أيضاً. وهو مطلوب كثيراً في الخارج خصوصاً بعد أن أصبحت كل المسائل متعلقة بالتكنولوجيا الجديدة والثورة الصناعية الرابعة. فليتخصص طلاب المحاماة، ممن يريدون التعلم في الخارج، في قانون الذكاء الإصطناعي. هذا الإختصاص ليس موجوداً في لبنان حتى اللحظة. وهناك قانون الإستثمار الدولي. وهذا الإختصاص سيشهد عملاً كثيراً خصوصاً إذا كان لبنان يستعدّ الى “القيامة” من جديد والتفاوض مع المستثمر الخارجي.

 

أنسوا أن تصبحوا قضاة أو أساتذة أو موظفي دولة… هذا في لبنان، حيث المشاكل مضاعفة والمصائب مضاعفة… لكن ماذا عن الآفاق المفتوحة أو المسدودة في العالم؟ وهل صحيح أن ما بعد “كورونا” ليس كما قبل “كورونا”؟ طبعاً، في هذا الوقت بالذات يعيش العالم، وليس لبنان وحده، الإنعدام الوظيفي بسبب جائحة كورونا. لكن ماذا عن الوظائف التي حافظت على استدامتها في هذا الزمن الصعب؟

 

 

شركات الشحن والتوصيل إستمرت تعمل. وها هي أمازون قد عينت في الشهرين الماضيين 100 ألف عامل. شركة “يو بي أس” لا تزال هي أيضاً تعمل. الشركة العالمية out school عملت هي أيضاً على توسيع طاقتها بسرعة ووظفت الآلاف من المعلمين لتلبية الطلب المتزايد على دروس الأونلاين. شركات الإجتماعات والإتصال عن بعد “زوم” تقوم حالياً بالتوظيف، ومثلها شركة “سلاك” ومايكروسوفت. مهنة رعاية الأطفال قد تبرز في الأيام المقبلة خصوصاً أن أمهات كثيرات سيضطررن للعودة الى أعمالهن قبل عودة الثقة تماماً باندثار كوفيد-19، في حين أن دور الحضانة ستبقى مقفلة الى أجل بعيد. هذه النقطة لا بُدّ أن يفكر بها طلاب الجامعات والشباب اليافعون الذين سيحتاجون الى “ما يسدّ الرمق” وإلى مال صعب المنال في الأيام الصعبة الآتية.

 

في هذا الوقت العصيب، زمن “كورونا” وزمن القهر واستيلاء الدولة على مال العباد والأزمات المفتوحة لم يعد هناك ما يعيب في العمل. أصلاً العمل ليس معيباً. لذا فلنبحث أكثر عن المهن المتاحة والمهن التي ستصمد في السنين المقبلة.

 

هو وقت غريب عجيب الذي نعيشه. ومن سيتخرج في 2020 سيُسجل إنجازه في فصول التاريخ المدهشة. هذا المتخرج هو من اتكل في إنجازه على “فايس تايم” وقدّم امتحاناته عبر الإنترنت، وشارك في احتفالات frat الملحمية الإفتراضية تحت الأرض. لكن ماذا بعد 2020؟ سيكون غريباً جداً أن تكون خريجاً جامعياً حديثاً يبحث عن وظيفته الأولى في مثل هذه اللحظة غير المسبوقة. لن تجد، أقله في المدى المنظور، معارض مهنية ولن تستطيع مقابلة رب العمل، على “فنجان قهوة” لتخبره عن نفسك وقدراتك وما يمكنك أن تفعل. ستكون أيها المتخرج الجديد كمن يمشي في حقل ألغام وقد تشعر بالوحدة في حين كنت تنظر، منذ وقت قصير، الى النجوم وتحدق في الغيوم وتشعر أنك ممسك بحياتك كمن يمسك العصا من طرفيها. لكن، هل معنى هذا أن تستسلم؟ لا، لا يجب أن تتوقف لمجرد أنك لن تستطيع مقابلة ربّ عمل شخصياً بل افتح الانترنت وابدأ في كتابة “نبذة” عنك. ماذا عليك تضمينها؟ ينصحك العاملون بتدوين كل مشاركاتك في هذه المرحلة الصعبة في العمل الإجتماعي: في الصليب الأحمر، في الدفاع المدني، في توزيع المساعدات الغذائية، في المشاركة في إعطاء الطلاب في بيوتهم الدروس الخصوصية… كلها محطات ستكون محط تقدير حين يقرأ، من يبحث عن موظف، نبذتك. وإذا كانت نحو ثمانين في المئة من الوظائف المتاحة تُعطى الى أشخاص بعد مقابلات مباشرة معهم فسيتحول منح نحو ثمانين في المئة من الوظائف، في الفترة المقبلة، الى من عرف كيف يُحوّل الحجْر الى عطاء. حضورك على الإنترنت سيُميزك. ونصيحة واحدة من الخبيرات في الإرشاد المهني: لا تُخفِ حياتك الشخصية عن العالم الإلكتروني بل حاول أن تثير عبر ما تضع من صور وفواصل وآراء “مجتمع الإنترنت”، فهذا سيكون سبيلك من أجل فتح أبواب أمامك.

 

هل تعرفون أن إحدى كليات الهندسة في لبنان استقبلت في سنتها الأولى 900 طالب وطالبة ينوون أن يصبحوا مهندسين ومهندسات؟ ماذا سيفعل هؤلاء إذا نجحوا؟ ومثل الهندسة محاماة وطب أسنان وصحافة وعلاقات عامة… نحن قادمون على مشاكل هائلة.

 

نحن، في لبنان، كنا في عنق الزجاجة وظيفياً وأتى الفيروس التاجي ليُبدل الأمور أشدّ تبديلاً. تغيّرت اللعبة الوظيفية بالكامل. قطاعات كثيرة تضررت ومن فقد وظيفته سيجد صعوبة شديدة في العثور على وظيفة جديدة. وهذا يعني أن ليس من تخرجوا حديثاً وحدهم في فوهة المجهول بل كلنا. لا سفر، لا مهرجانات، لا أحداث رياضية، لا حفلات موسيقية، لا فنادق ولا مطاعم ولا حتى “نراجيل”… هناك من يقول، ستعود الأمور الى مجاريها بعد أن “يموت” الفيروس التاجي لكن هناك من يقول أنها لن تعود أقله في المدى المنظور.

 

دعونا نتفاءل ونقول: كل إنسان سينال “رزقته”… لكن علينا أن نعرف المزيد والمزيد عن وظائف المستقبل. الفائزون في المعركة الوظيفية الكبرى هم شركات الإنترنت و”الرياديون” و”الرياديات” الذين اخترعوا عملاً من لا شيء. مثل تلك الفتاة التي اخترعت علامة شوكولا خاصة بها، وذاك الشاب الذي اخترع تطبيقاً هاتفياً يصل ما بين المستشفيات وشركات التأمين، وتلك المرأة التي اخترعت علامة قبعات لا تشبه أي قبعات. التفرد عبر الإنترنت سيكون مطلوباً في المستقبل. حاولوا إذا كنتم من “المبتكرين” صناعة ألعاب فيديو عبر الإنترنت. هذه الوظائف آمنة وكلفتها “صفر”. ستفقد، في المرحلة المقبلة، المتاجر الكبرى ومراكز التسوق وتجار التجزئة مواردهم وسيستغنون عن الموظفين ولن تكونوا قادرين، إذا كانت عينكم على وظيفة ما في هذا الإطار، على العمل. شركات السفر لن تعود إليها الدينامية بسهولة ولن يجرؤ أحد (ممن ادّخروا دولارات في خزائنهم)، حتى وقت طويل، على حجز رحلة بحرية. من سافر منكم الى الولايات المتحدة الأميركية لا بُدّ أن يكون قد قصد Maycis وبهره هذا المتجر الضخم الذي يعمل في كل فرع منه الآلاف. هذا المتجر إستغنى عن كثير من العاملين فيه. 75 في المئة من فنادق نيويورك ستكون فارغة هذا الصيف. فندق البريستول التاريخي في لبنان أقفل. 80 مليون وظيفة في الولايات المتحدة الأميركية في خطر. ونحن أسوأ من أميركا. لذا علينا أن نفكر بذكاء.

ما رأيكم بالوظائف الأقل تواضعاً؟ شركات “الديليفري” ستكون بحاجة الى موظفين. شكلوا شركتكم الخاصة إذا أردتم. العاملون في مجال الكهرباء وفي نقل الركاب والتسويق الإلكتروني والفنيون في الصيانة سيكون عليهم طلب إضافي.

 

تريدون عملاً؟ كونوا أذكياء… العالم مأزوم ولبنان في ضيق مزدوج لا يضاهيه ضيق. لكن، تذكروا أنكم لن تموتوا من الجوع. وأن العالم قد يشهد في الفترة المقبلة وظائف لم تكن في بال أو في خاطر أحد.

 

المطلوب… والمعروض!

 

 

سُئل في دراسة عالمية، ما هي أفضل المهن في 2020 فأتت الأجوبة: طبيب الأسنان، ممرضة، إختصاصي تقويم أسنان، إختصاصي في أمراض النطق واللغة ومطور البرامج.

 

وسُئل، أي مهن ستكون مطلوبة في 2022 وأتت الأجوبة: باحثون علميون، أطباء بيطريون، خبراء بيئة، مدققو حسابات، محللو نظم الحاسوب ورجال أعمال.

 

وعادت وطرحت الدراسة السؤال التالي، ما هي الوظائف التي فيها فرح وأجورها مرتفعة والأجوبة أتت: مصمم ألعاب فيديو، ناقد غذائيFoody، مدير إعلانات أو تسويق، باحث في الإعلام الإجتماعي و»هاكر» أخلاقي. والهاكر الأخلاقي هو الذي يبحث عن الثغرات في المواقع وفي الحسابات البنكية لكن تحت ضوابط أخلاقية، أي عندما يجد ثغرة ما يعلم عنها صاحب الموقع ويتقاضى مالاً «بشرف».

 

ورداً على سؤال، ما هي الوظائف التي لن تعود موجودة بعد سنين، كان الجواب: وكلاء السفر وأمناء المكتبات والبريد السريع والصرّافون وصناعة الطباعة والحكام الرياضيون، والصحافيون الذين ستحلّ مكانهم برامج الذكاء الإصطناعي، وسائقو سيارات الأجرة وستحل مكانهم سيارات ذاتية القيادة، والعاملون في التسويق عبر الهاتف لتحل مكانهم الروبوتات.

 

وماذا عن الوظائف التي لن تزول أتى الجواب: الأعمال الترفيهية، مدراء إدارات الطوارئ، اختصاصيو الصحة النفسية، اختصاصيو السمع، تقويم العظام والأطراف الصناعية والاختصاصيون الإجتماعيون في الرعاية الصحية.