“إن الرئيس الأميركي العجوز هو صورة عن أميركا التي بدأت تدخل مرحلة الشيخوخة أو دخلتها”. ما إن تلفّط سماحة المرشد الأعلى بهذه الجملة حتى تهاوت الأسهم في بورصة نيويورك للأوراق المالية، المعروفة قديماً باسم the big board،وسقط ما لا يقل عن 200 عميل بذبحات قلبية مفاجئة بأقل من ثلاث دقائق. مجزرة. وكما في بورصة نيويورك كذلك في الـ “ناسداك” الكائنة في محلة التايمز السكوير التي شهدت هبوطاً حاداً، في المقابل إنتعشت بورصة طهران بشكل لم تعرفه منذ العام 1967 وفتح محمود ودرز رئيس بورصة طهران قنينة شمبانيا “حلال” إحتفاء بسقوط الشيطان الأكبر وزفّ إلى موظفيه بدء التداول بأسهم مسيرات رعد إخوان.
وبدأت الكنيسة الكاثوليكية في سكرانتون بنسلفانيا تبحث في إيفاد كاهن رفيع الشأن كي “يمشح” العجوز بايدن ويناوله البرشانة ويصلي على رأسه، كما بدت إيرلندا في حال وجوم لحظة سمعت من مصدر شديد الإطلاع والبأس الإلهي أن ابنها البار دخل بسن اليأس.
السيّد يتنمر على سنّ فخامة الرئيس جوزف بايدن المتقدّم في وقت لا يزال الدردبيس الأمريكي البالغ من العمر ثمانين حولاً يمارس ركوب الدراجات الهوائية بشكل دائم كشاب في العشرينات. يفضل بايدن دراجة “سانتا كروز” على درّاجة سانتا كلوز…الشيعي.
وينط الرئيس العجوز، منذ تسلّمه الرئاسة، من بلد إلى بلد، غير عابئ بمعوقات العمر ونصائح الأطباء. وإذا حصل فراغ رئاسي لسبب سيكون بايدن حاضراً مع حكومة كاملة المواصفات.
ويجد الرئيس الأميركي العجوز وقتاً لمشاهدة مباريات نيويورك يانكيز في البيسبول وسائر بطولات كرة القدم الأميركية، وقد نراه في مباراة إستعراضية قريباً.
لا يتلعثم الرئيس العجوز وهو يقرأ خطبه. لسانه يبرم في فمه كما يجب. سمعه جيد. يستطيع صعود الأدراج والنزول بثقة ولا يخشى التعثّر بالسجاجيد. يعرف ما يحصل حوله. يتكل على فريق عمل محترف ولا يصغي إلى صهره الدكتور هوارد كيرين في مسألة تشكيل الحكومات أو تعيينات الفئة الأولى. يستشير بايدن صهره كطبيب فقط.
بايدن عجوز؟ كيف لو شاهد المرشد الأعلى العزيز هنري كيسنجر في كامل تألقه الذهني وهو في الـ99 لجزم أن زوال أمريكا مسألة أشهر. وماذا لو زاح نظره عن بايدن وحدّق في كمالا هاريس؟ بالفعل الله مكمّلها معها هي صورة اميركا اليوم التي تنقل العالم والعلم مئات السنين إلى الأمام لا إلى الوراء.
أميركا عجوز؟ وماذا عن لبنان الداخل بقوة في سن اليأس؟