IMLebanon

بايدن محبط!

 

 

قرأت كلاماً لمسؤول أميركي ورد فيه أن الرئيس الأميركي جو بايدن «محبَط»، ويُعيد الإحباط الى موقف إسرائيل لأن بنيامين نتانياهو لم يتجاوب مع البيت الأبيض باعتماد هدنة أيام وليس ساعات في غزة.

 

ثمة أمور تدخل في إطار اللامعقول: فمن يصدّق أن واشنطن غير قادرة على إقناع رئيس الكيان الصهيوني بطلب في هذه البساطة. فهو لم يطلب وقف القتال، ولا الانسحاب من غزة، فقط طلب هدنة ثلاثة – أربعة أيام للدواعي الإنسانية.

 

فإذا كانت واشنطن لا تمون على سفَاح العصر بأمر على هذا المستوى من البساطة فبماذا تمون عليه؟!.

 

واشنطن التي لم تكن إسرائيل لتعيش الى اليوم لولا الدعم الذي تقدمه إليها وهو الدعم الخرافي اللامحدود، الذي وصل الى أن يبادر بايدن الى زيارة إسرائيل في الساعات الأولى من الحرب على غزة، والذي من ضمنه مدّ الاحتلال الصهاينة بأحدث وأخطر السلاح الإلكتروني الحديث، واستصدار موافقة من الكونغرس على تخصيص أربعة عشر مليار دولار للكيان المعتدي… وأكثر من ذلك الى درجة أن يقول بايدن: «ليس ضرورياً أن يكون المرء يهودياً ليكون صهيونياً، فأنا صهيوني من دون أن أكون يهودياً» إلى ما هنالك من المواقف المعنوية والعملية المشفوعة بالبوارج والمدمرات وحاملات الطائرات وتوجيه التهديدات المباشرة الى حزب الله وإيران(…) ومع ذلك لم يستطع أن يمون على السفاح بهدنة ثلاثة أيام أو أربعة على الأكثر.

 

فليُصَبْ بايدن بالإحباط وهو الذي أمر بتزويد الاحتلال بالأسلحة المتطورة من الاحتياطي الستراتيجي للجيش الأميركي، ويحق التساؤل ما إذا كان الكيان الإسرائيلي في فلسطين المحتلة هو النجمة الحادية والخمسون في العلَم الإسرائيلي أو أن أميركا هي إحدى الشموع السبع في الشمعدان اليهودي؟!.

 

أن يكون بايدن محبطاً فعلاً فهذا شأنه، وأما أن يكون يمثّل دور الإحباط على أشلاء عشرات الآلاف من الشهداء ودماء أطفال غزة ونسائها وسائر المدنيين فيها، فهذا شأن آخر. وأما أن يكون إحباطه باباً يدخل منه نتانياهو ليمارس لعبة التصعيد ليكسب تأييد المتطرفين في الكيان الصهيوني وليُبعد عنه كأس السقوط أياً ستكون نتيجة عدوانه على غزة، فهذا احتمال وارد، وإن كان سقوطه بعد هذا العدوان الهمجي هو المرجَّح إن لم يكن حتمياً.