حذّر الرئيس الاميركي جو بايدن إسرائيل بأنها بدأت تفقد الدعم في جميع أنحاء العالم، بسبب حملة القصف العشوائي في غزّة وارتفاع أعداد الضحايا المدنيين.
وقال الرئيس بايدن: إنّ حكومة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو بحاجة الى التغيير، وإنّ أمامه قراراً صعباً يتعيّن عليه اتخاذه في ما يتعلق بتشكيلة حكومته التي يقودها حزب «الليكود»… كما اتهم بايدن إسرائيل بعدم الرغبة في المضي قدماً في حل الدولتين الذي يحقق للفلسطينيين إقامة دولة خاصة بهم.. وأضاف بايدن: إنّ هذه الحكومة هي الأكثر والأشد يمينية في تاريخ إسرائيل. مشيراً الى ان تركيبتها الحالية تجعل الأمور صعبة أمام إيجاد حل طويل الأمد للصراع الاسرائيلي – الفلسطيني.. وشدّد الرئيس الاميركي على ان إسرائيل لا يمكنها أن تقول «لا» في المستقبل لقيام دولة فلسطينية.
وهذه هي المرّة الأولى التي يخرج فيها الرئيس الاميركي بانتقادات علنية ضد حكومة نتانياهو حول الصراع الحالي في غزّة الذي دخل شهره الثالث، بعدما ظلّ يساند تل أبيب منذ بداية الحرب.
صحيح ان كلام الرئيس الاميركي جو بايدن يأتي لأوّل مرّة على لسان أكبر رئيس دولة في العالم…
وصحيح أيضاً.. أنّ أميركا هي الداعم الأول والأكبر والأهم لإسرائيل.
وصحيح أيضاً وأيضاً ان أميركا أرسلت حاملة الطائرات «إيزنهاور» وحاملة الطائرات «جيرالد فورد» والغواصة النووية «أوهايو».
وصحيح كذلك ان الحكومة الاميركية خالفت القانون الأميركي الذي يفرض عدم إرسال أي أسلحة أو ذخائر إلاّ بعد موافقة الكونغرس الاميركي.
وصحيح أيضاً ان رسالة الرئيس بايدن جاءت متزامنة مع الانتخابات الرئاسية في أميركا، وكما هو معلوم فإن الرئيس بايدن يرغب في تجديد ولايته، والحصول على ولاية ثانية..
وصحيح أيضاً ان الاستطلاعات تبيّـن ان الرئيس السابق دونالد ترامب يتقدّم على الرئيس بايدن في استطلاعات الرأي.
وصحيح أيضاً ان المسلمين في أميركا هذه المرّة سيقترعون ضد الرئيس بايدن بسبب دعمه لإسرائيل… وهذا مرفوض كلياً..
وصحيح أيضاً ان التظاهرات المؤيدة للشعب الفلسطيني، وضد ما يفعله الاسرائيليون في غزّة من قتل وتدمير واعتداءات التي فاقت كل ما هو معقول. ليس هذا فحسب، بل ان يد الإجرام الاسرائيلي وصلت الى الضفة الغربية حيث تدور معارك ضارية في معظم مدن الضفة وبشكل خطير، والإجرام الاسرائيلي وصل الى أقصى مداه.
وصحيح أيضاً ان المعلومات تشير الى ان إسرائيل تحاول أن تقضي على الوجود العربي في القدس، وتطرد أهل القدس من بيوتهم، وتمنع البناء لأهل القدس الفلسطينية.
كل هذا يحصل والعالم يتفرّج على المجزرة التي يتعرّض لها الشعب الفلسطيني.
والأخطر طبعاً ما يجري في غزّة حيث دمّرت المباني بشكل جماعي، ولم يعد يوجد منزل واحد يمكن أن تسكن فيه ولو عائلة واحدة.
وطبعاً هُجّر مليون وثمانماية ألف مواطن الى الحدود مع مصر، تحديداً الى مدينة رفح.
كل هذا وأبطال «طوفان الأقصى» صامدون وخسائر الاسرائيليين من الضباط والجنود والدبابات يفوق التصوّر، حيث وصل عدد المجندين والمجندات الذين قتلوا أو جرحوا الى 6000 إسرائيلي، وعدد الدبابات المدمرة الى 600 «ميركاڤا» فخر الصناعة الاسرائيلية حيث تبلغ كلفة الدبابة الواحدة 10 مليون دولار يقضي عليها صاروخ من «حماس» ثمنه 300 دولار فقط.
الحقيقة نقول إنّ تصريح الرئيس بايدن جيّد ولكنه غير كافٍ خصوصاً انه يطلب من نتانياهو تشكيل حكومة جديدة أقل تطرّفاً.
ونحن نقول للرئيس بايدن: إنّ هناك مثلاً شعبياً مفاده: إن أردت قتل الحيّة فعليك أن تقطع رأسها وليس ذنبها…
ونقول أيضاً إنّ الحكومة ليست فقط هي السيّئة، بل ان رئيسها نتانياهو هو أسوأ من حكومته، وهو المتطرّف رقم واحد في إسرائيل.
لذلك نقول للرئيس بايدن: إنّ رئيس الحكومة والحكومة الحالية يجب أن يذهبا الى الجحيم.
ونقول أيضاً إنّ على الاسرائيليين أن يدركوا ان إسرائيل لن ترتاح وتطمئن إلاّ بإقامة دولة فلسطينية يحكمها من يختاره الفلسطينيون.