IMLebanon

بايدن للداخل وترامب للفضيحة  

 

لا يقلّ تغيّب دونالد ترامب عن حفل تنصيب خليفته جو بايدن عن حماقاته المتواصلة التي ارتكبها طوال أربع سنوات من رئاسة دخلت في تارخ الولايات المتحدة الأميركية من الباب السلبي. وربما لو تصرّف طبيعياً لكان الأمر يدعو إلى العجب العُجاب، كون الرئيس المغادِر غير مألوف في كلّ شيء، فالرعونة هي الصفة التي لازمَته ولم يتخلَّ عنها حتى اللحظة الأخيرة.

 

لسنا هنا لندّعي معرفةً في ما ستكون عليه ولاية الرئيس الجديد بايدن وهو الكاثوليكي الثاني بين 46 رئيساً وأولهما كان جون كينيدي كما هو معروف. وهذا لا يعني أي شيء في مفهوم القيادة وعلى صعيد الممارسة، بدليل أنّ ترامب عارض زواج المثليين كما عارض الإجهاض، بينما بايدن يؤيّدهما خلافاً لموقف الكنيسة الكاثوليكية في العالم كلّه.

 

وإذا كان المكتوب يُقرأ من عنوانه، فإنّ بايدن سيركّز على الشأن الداخلي الذي استأثر بـ»خطاب القسَم» إذا صحّت التسمية على طريقتنا في لبنان، و»خطاب التنصيب» كما يسمّونه في القاموس الأميركي، باستثناء إشارة سريعة إلى الخارج عندما تحدّث عن أميركا التي ستواصل القيادة «ليس عن طريق قوّتنا بل عن طريق الدور الذي نقوم به». وما عدا ذلك فقد ركّز على قضايا الداخل بدءاً بأزمة الديموقراطية وخصوصاً الوحدة الداخلية، وهي إشارة واجبة الوجوب في ضوء التطوّرات الأخيرة التي نجمَت عن تصرّفات دونالد ترامب الذي رفضَ نتائج الإنتخابات الرئاسية. وكان لفيروس كورونا نصيبه اللافت في الخطاب.

 

هكذا طرح بايدن نفسه «رئيساً للأميركيين كلّهم» داعياً إلى فتح صفحة جديدة. ولكن هذا لا يُفسَّر بأنه لن يكون معنياً بالشؤون الخارجية، إنما على طريقة باراك أوباما وليس على طريقة سلفه «الحردان» الذي ختَم ولايته في الدقائق الأخيرة أي في اللحظات التي كان الرئيس الجديد يستعدّ للقسَم وبدء الولاية الجديدة، بفضيحة مدوّية يخجل من القيام بمثلها حكّام دول الموز ودول الأدغال، بإصداره مرسوماً بالعفو عن أحد أصدقائه المحكوم بسرقة الأموال العامة بتهرّبه من تسديد الضرائب والمستحقّات المتوجّبة عليه للدولة. فعلاً إنها وصمة عار تصِم عهد ترامب الذي نختم بإثنتين من مآثره: الأولى، بسحب أميركا من مسؤوليّتها تجاه منظمة الـUNRWA بهدف الضغط لتوطين اللاجئين في لبنان وسواه، والثانية بتقديم القدس الشرقية وأجزاء من الضفّة والجولان إلى الصهاينة. أما عقوباته على حلفاء إيران، فأصابت الشعب اللبناني أكثر مما أصابَتهم.