Site icon IMLebanon

مرحلة تحوّلات في المنطقة… ولبنان على رصيف الانتظار!

 

يشكّل رحيل دونالد ترمب مبعث ارتياح بذاته، ويؤشر الى مرحلة جديدة مختلفة مقبلة على المنطقة برمتها. وقد استعدت لها دول الخليج وتحسّب لها العرب والايرانيون على حد سواء. في الاساس يمكن الحديث بثقة عن بذور اولى بدأت تغرسها دول عربية على طريق العلاقة الخليجية مع ايران. بدأت بعض الدول في الخليج كما ايران تستشعر الحاجة الى تبدل في مناخ العلاقة المتوترة.

 

واذا كان الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن لم يعلن اي موقف على صلة بملفات المنطقة او لم يتخذ اي اجراء تجاه ايران، الا أن الاخيرة تنظر بايجابية الى تولي الرئيس الجديد وهي وضعت للتعاطي معه استراتيجية عبّر عنها وزير خارجيتها جواد ظريف يوم أعلن مؤخراً عن سياسة خطوة مقابل خطوة اي ان الايراني ينتظر خطوة من الاميركي كي يلاقيه بخطوة مشابهة. تقييم إيراني ايجابي للمرحلة المقبلة عنوانه ايا كان الرئيس الجديد وسياسته فلن يكون بسوء الرئيس السابق نفسه مع اريحية لتصريحات بايدن والمقربين منه فضلاً عن تعيين اطراف سبق وان شاركوا في اعداد الاتفاق النووي كأنطوني بلينكن. تقول مصادر مطلعة على موقفه، ان الايراني لم يعد يشترط العودة الى الاتفاق النووي حيث وجود العراقيل أمر محتمل ولكنه يريد خطوات تتعلق برفع العقوبات يملك الرئيس بايدن صلاحيات برفعها ان اراد.

 

ما تتخوف منه ايران دخول اطراف جديدة تشترط ان تكون شريكة في اي اتفاق جديد مع ايران مما يعقد جهود الوصول الى حل. كما يتحدث الايراني عن مرحلة مبادرات تشارك فيها اطراف عديدة اوروبياً وعربياً.

 

وليس على مستوى ايران فحسب بل ان المنطقة برمتها تستعد لتحولات بالجملة على مستوى العلاقات في ما بينها وبين طهران بدليل المصالحة السعودية – القطرية التي حصلت مؤخراً بوساطة كويتية. والمعروف ان لقطر علاقات وطيدة مع طهران ويمكنها ان تلعب دوراً على مستوى ترتيب العلاقة بين ايران والسعودية المتوجسة من العلاقة المستقبلية مع الاميركيين.

 

لا تخفي مصادر ديبلوماسية وجود قناعة بأن الحل في الشرق الاوسط والخليج يحتاج الى تسويات حتى مع سوريا لوجود قناعة خليجية ان الرئيس السوري بشار الاسد باق لسنوات طويلة، والمفيد الاستعداد لتولي مرحلة إعادة إعمار سوريا، وبهدف ضمان التهدئة تبرر دول الخليج التطبيع مع اسرائيل. وما خروج بعضها من الحرب في اليمن الا محاولة لوضع حد للتصعيد مع ايران. ولا شك ان العلاقة الجيدة مع روسيا لها دورها مستقبلاً في ترتيب العلاقة بين الامارات وسوريا.

 

على عكس السعودي، تبدي الامارات مرونة في التعاطي مع لبنان الذي قد ينعم بالتهدئة جراء اي اتفاق مع ايران. واذا كان الاماراتي والخليجي عموماً التزم الابتعاد عن الملف اللبناني فالاسباب كثيرة ومن بينها مؤخراً ان بعض دول الخليج لم يكن مطمئناً للدور الفرنسي في لبنان ولديه قناعة ان الفرنسيين انما يبحثون عن مصلحتهم في التنقيب عن النفط على الحدود البحرية اللبنانية، بعد ان يبلغ ملف المفاوضات البحرية مع اسرائيل خواتيمه الايجابية لنية “حزب الله” تسهيل هذا الملف خصوصاً بعد الاتفاق مع ايران.

 

مؤخراً وبعد تكليف الرئيس سعد الحريري تشكيل الحكومة، لم تعد تخفي الامارات دعمها للرجل وهي ابلغت هذه الحقيقة مسبقاً الى رئيس مجلس النواب نبيه بري، ولذا هي في صدد دعمه والبداية منح لبنان من خلاله مليون لقاح ضد كورونا. ويعول الحريري ذاته على دور للامارات في تليين الموقف السعودي تجاهه والذي لا بد ان يحصل في ظل التحولات التي ستقبل عليها المنطقة.

 

معالم تفاؤل لا تلغي وجود تحفظات ومخاوف. ربما كانت نقطة الضوء رحيل دونالد ترامب وتسلم خلفه جو بايدن، لكن هل يمكن اغفال ان فريق عمله بغالبيته من الاميركيين اليهود بمن فيهم زوج نائبة الرئيس. جرعة تفاؤل يحتاجها الجميع سواء كانت ايران او دول الخليج بعد ان انهكهم جنون ترامب.

 

وفي خضم مرحلة التحولات الجارية في المنطقة، يقف لبنان على رصيف الانتظار حيث لا تزال المبادرة الفرنسية في غرفة العناية وليس معروفاً ما اذا كانت الايام المقبلة ستشهد إعادة انتعاش لهذه المبادرة لا سيما في ضوء اي اتفاق ايراني – اميركي مرتقب، لكنّ الأمل في ذلك لا يزال ضئيلاً والمطلوب أقله حتى الآن أن تبقى ولو مجرد شعار يستظل تحته المسؤولون في لبنان.