Site icon IMLebanon

من أوباما الى ترامب الى بايدن… «تيتي تيتي»  

 

 

لا نبالغ إن قلنا، إنه ومنذ حكم أوباما مروراً بحكم «المجنون» ترامب وصولاً الى الرئيس الجديد الأصغر جو بايدن، يحقّ القول إنّ النتيجة كانت «تيتي تيتي… متل ما رحتي مثل ما جيتي».

 

هذا المثل ينطبق خلال المسيرة التي أشرت إليها، بالاتفاق النووي الإيراني.. فقد عقدت إيران والدول الست (5+1): الصين، وروسيا، وفرنسا، وألمانيا، وبريطانيا الى الولايات المتحدة الاميركية، مفاوضات من عام 2006 وانتهت في تموز 2015 أي عشر سنوات، من أجل التوصّل الى تسوية شاملة تضمن الطابع السلمي للبرنامج النووي الإيراني، فجاء الاتفاق بعد مخاض عسير.

 

والعجيب الغريب الذي يدعو الى الدهشة، كيف أنّ ستة وزراء دول عظمى، على رأسهم وزير خارجية الولايات المتحدة الاميركية، أقوى دولة في العالم، يجلسون على طاولة واحدة مقابل وزير خارجية إيران… حقاً فأنا وكلما تذكّرت ذاك المشهد أقول في نفسي [فعلاً لقد كان الأمر «مسخرة»]. فعلى من كانوا يضحكون، وبمن كانوا يستهزئون؟ وكيف يمكن أن نصدّق ما نجم عن هذا الاجتماع.

 

إنّ سبب موقفي هذا من المشهد «الساخر»، ما جرى في العراق وفي سوريا أيضاً.

 

بالنسبة للمفاعل النووي العراقي، الذي قصفته إسرائيل ودمّرته عام 1980، فقد أعلنت الدولة المعتدية يومذاك مسؤوليتها عن العملية.

 

أما بالنسبة للمفاعل النووي السوري في دير الزور، فقد قصفته إسرائيل ودمّرته، ولم تعلن مسؤوليتها إلّا في العام 2006.

 

من هنا ومن خلال هذين المشهدين… أطرح السؤال التالي: ماذا سيفعل بايدن اليوم بالنسبة للإتفاق النووي مع إيران؟

 

لقد جرّبت الولايات المتحدة الاميركية الاتفاق النووي مع إيران عام 2015. فهل يمكن القول إنّ هذه التجربة نجحت؟ بالتأكيد… كلا لم تنجح.. لأنّ هناك هدفاً رئيساً لإيران، تعمل لتحقيقه بطريقة «التقيّة»… إذ لا مانع من إبرام أي اتفاق علانية… لكن العمل الحقيقي والتنفيذ الفعلي يكون سراً. لذا فإنّ العمل في المفاعل النووي الإيراني لا يزال قائماً، ولو بوتيرة بطيئة.

 

هذا أولاً، أما بالنسبة لمشروع ولاية الفقيه الهادف الى تشييع الدول العربية، فهو قائم أيضاً وجارٍ ومستمر. خاصة وأنّ المرشد الأعلى للثورة الإيرانية آية الله علي خامنئي، أعلن في أكثر من مناسبة، هو وأركان الحكم في إيران «انه يسيطر على أربع عواصم عربية هي: بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء».

 

وهكذا كانت تجربة الرئيس باراك أوباما، إذ لم يؤثّر الاتفاق على المشروع الايراني بل عزّزه ودفع به الى الأمام.

 

ثم جاء دونالد ترامب عام 2017 ورفض الاتفاق وزاد العقوبات ولا نذيع سرّاً، أنّ هذا ما حدث علانية أيضاً لكنْ كما يقولون جرت الأمور تحت الطاولة وبقيت إيران تصدّر منتجاتها الى الصين والهند، ولو بكميات أقل، وبقي الدعم الذي تعطيه لمشروع التشييع قائماً وعلى خلفيّة دعم ميليشيات شيعية في البلاد العربية، وإعطائها السلاح والمال، كما يحصل مع «حزب الله» في لبنان، ومع مجموعات الحشد الشعبي وأنصار الله في العراق وغيرها، كذلك ما يحدث في سوريا من نشر للتشيّع، وإعطاء المال للذين ينتقلون من «السنّة» الى «الشيعة».

 

الى اليمن، والأهم الاكتشاف الجديد وهم الحوثيون الذين يتحدّون «أصعب شعب في العالم» وهو الشعب اليمني الذي من الإستحالة أن يُحْكَم بالقوة، ولا نبالغ أنّ الرئيس المقتول علي عبدالله صالح، كان الوحيد الذي استطاع أن يحكم اليمن لوقت طويل… فهو حكم من سنة 1978 حتى تنازل عن الحكم في 27 شباط من العام 2012.

 

انتهى ترامب وحاول أن يفرض أشد العقوبات على إيران وظلت الأمور على حالها باستثناء حقيقة واحدة، أنّ الشعب الايراني كان يعاني من العقوبات ما زاده فقراً، وتراجع الاقتصاد بشكل مخيف، وأصبح 60% من الشعب تحت خط الفقر، وكانت الدولة توزّع 40 مليون حصة غذائية، وانهارت العملة إذ كان كل دولار يساوي 5 تومان فصار كل دولار بـ360 ألف تومان.

 

وبالرغم من كل ذلك وبفضل نظام يحكم بقوة الحديد والنار بقي المشروع النووي الايراني على «قيد الحياة»، قائماً يعمل سرّاً وبشكل شبه دائم.

 

وهنا نحن اليوم أمام إحتمالين لا ثالث لهما:

 

إما العودة الى الاتفاق النووي الايراني، وإما الإبقاء على انسحاب الولايات المتحدة من هذا الاتفاق، تكملة لما فعله ترامب.

 

فماذا سيفعل جو بايدن أمام هذين الإحتمالين؟

 

بصراحة أقول: لا أرى أنّ هناك شيئاً سيتغيّر… لسبب بسيط جداً، هو أنّ الاتفاق بين الولايات المتحدة وإيران، والذي جاء بالإمام الخميني بغية تدمير العالم العربي، وسلبه ثرواته، لا يزال قائماً… وستبقى مفاعيل هذا الاتفاق طالما في الوطن العربي، ثروة غازيّة ونفطيّة.