Site icon IMLebanon

اجتماعات لبنانية تواكب زيارة الرئيس الاميركي

 

 

خلال الايام الماضية عقدت اجتماعات دولية بالغة الاهمية من منتدى دافوس الدولي الذي ناقش الحرب الاوكرانية واثرها على الاقتصادات وتحديات الطاقة، و عقد اجتماع دولي في برلين يوم الجمعة الماضية لمواجهة ازمة الغذاء العالمية وذلك عشية انعقاد قمة الدول الصناعية السبع في بافاريا الالمانية، الى انعقاد منتدى الدوحة الاقتصادي بمشاركة صانعي السياسات الاقتصادية في المنطقة والعالم، الى منتدى سان بطرس بيرغ الدولي في روسيا و قمة دول بحر قزوين في تركمانستان، وجاءت قمة الدول الصناعية السبع بمثابة الاعلان عن اعادة تجديد المنظمة والشروع في وضع استراتيجيات استباقية تحاكي تحديات صعود اقتصادات جديدة كالصين واعتبار التنافس الجديد بين الرأسمالية الديموقراطية والنظم الاستبدادية حسب تعبير الدول السبع التي اقرت تقديم 600 مليار دولار لاعادة تحديث البنى التحتية في الدول الفقيرة والمتوسطة وتعزيز الشراكة الرأسمالية الديموقراطية، بالإضافة الى ما ناقشته قمة الناتو في اسبانيا من مخاطر الحروب العالمية الجديدة النووية والرقمية والشروع في تطوير وزيادة القدرات الدفاعية التقنية والبشرية وانضمام كل من السويد و فلندا الى الحلف، وذلك بعد انتهاء القمة الاوروبية التي قبلت ترشيح اوكرانيا للانضمام الى الاتحاد الاوروبي.

 

الاجتماعات الدولية والإقليمية سيكون لها تاثير على مستقبل المنطقة وتحالفاتها وتوازناتها السياسية والامنية، وما سينتج عن تلك الاجتماعات سيقرر مستقبل لبنان والمنطقة، ومما يؤكد بان عملية الانسحابات الاميركية والغربية من المنطقة قد طويت لمصلحة سياسات جديدة قد تعيد التموضع بقوة في المنطقة واعتبار حوض البحر المتوسط جزءاً لا يتجزأ من الامن الغربي السياسي والاجتماعي والاقتصادي وكونه ايضا المورد الاقرب للطاقة، وشهدنا ذلك من خلال تجدد الاهتمام الاوروبي بالشان الليبي وكذلك توقيع الاتحاد الاوروبي في مصر مع منتدى غاز شرق المتوسط اتفاقات تزويد اوروبا بالطاقة، وكذلك المفاوضات اللبنانية مع الموفد الاميركي حول ترسيم الحدود المائية والتي اسست لنجاح الموفد الاوروبي الى طهران بعقد المفاوضات الغير مباشرة بين اميركا وطهران في الدوحة حول الاتفاق النووي والتي تزامنت مع انعقاد اجتماع وزراء الخارجية العرب في بيروت قبل القمة العربية القادمة في الجزائر.

 

زيارة الرئيس الاميركي القادمة الى المنطقة واجتماعه في جدة مع قادة دول بلاد الشام الجديدة مصر والاردن والعراق وقادة دول مجلس التعاون الخليجي، حيث سيتم طي حقبة الرئيس ترامب وسياساته الارتجالية مع اسرائيل لجهة الاعتراف بضم الجولان والقدس الشرقية والغاء الاتفاق النووي مع ايران وتدمير القطاع المصرفي اللبناني وخسارة المدخرات وتبسيط الصراعات العميقة والمعقدة و اكلاف نزاعات عشرات السنوات وتقويض التحالفات الدولية الاقليمية وجعلها مجرد صفقات وعمليات بيع وشراء مما ادى الى اهتزاز صورة اميركا في العالم.

 

تجاهل المشاركة اللبنانية بالاجتماعات خلال زيارة الرئيس الاميركي الى المنطقة امر غير منصف بحق لبنان الذي تحمل الحروب والنزاعات والقتل والتهجير والدمار على مدى سبعة عقود نتيجة الصراعات والنزاعات والاحتلالات والاختبارات الاميركية والاوربية والسوفياتية المفجعة، والتي ادت الى العبث باستقرار وسكينة الشعب اللبناني وتعطيل تجربته الوطنية وما اكثر الشواهد والاثباتات والنكبات، من هنا فانني اتمنى ان يبادر ما تبقى من عقلاء في لبنان الى عقد اجتماعات افتراضية تواكب زيارة الرئيس الاميركي الى المنطقة من اجل التأكيد على دور ومكانة لبنان في تأسيس النظام الاقليمي الجديد وذلك قبل فوات الاوان.