Site icon IMLebanon

ماذا سيغيّر جو بايدن؟  

 

 

صحيح أنّ خبر العقوبات على الوزير الذي ـ لا يحبّه في لبنان إلّا العونيّون ـ جبران باسيل هو خبر الأخبار على مستوى لبنان خصوصاً وأنّنا أمام من قدّم نفسه بالأمس وكأنه محور الكون بالنسبة لأميركا، فيما لبنان لا يُقدّم ولا يؤخّر في أحداث العالم، وهي كثيرة هذه الأيام عاد الإرهاب ليطلّ رأسه من جديد في أوروبا، وفي أميركا صورة غير واضحة البتة لما سيكون عليه المشهد بعد الرئيس الخاسر دونالد ترامب من تابع الإعلام العربي كيف خاض معركة انتخاب ترامب أكثر من مؤيدي ترامب في أميركا، اليوم يرتجف الحكام العرب كورقٍ في مهبّ الرّيح فالرّجل الّذي كان يبتزّ أموالهم ونفطهم مدّعيّاً أنّه يواجه إيران بالنيابة عنهم ذهب مع الرّيح وللمفارقة بقيت إيران وأذرعها تعيث فساداً في المنطقة!

 

خلال الحملات الإنتخابيّة تكثر وعود المرشحين الإنتخابيّة، مع جو بايدن كان دعاة حملته الإنتخابيّة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما ووزيرة خارجيته هيلاري كلينتون المرشحة الشرسة في وجه دونالد ترامب، كلاهما خاضا معركة بايدن وكأنها معركتهما الشخصية والثارات بينهما كثيرة، وفي منطقتنا «الديكتاتوريين الأحب» إلى قلب ترامب يبحثون عمّن يثبّت أركان حكمهم في وجه الشعوب، وهل سيكون التطبيع مع إسرائيل كافياً لمدّ حكمهم بأوكسيجين البقاء، نشكّ في ذلك ببايدن أو من سواه!!

 

تتراكم علامات الاستفهام عن التغييرات التي سيلقيها جو بايدن في وجه المنطقة، هل ماتت صفقة العصر وذهبت مع جاريد كوشنير صهر ترامب؟ هل سيجمّد قرار أو سيلغي توقيع دونالد ترامب على إعلان القدس عاصمة لإسرائيل؟ هل نشاهد بايدن يتجرّأ ويلغي هذا الإعلان مثلما مزّق ترامب الاتفاق النووي مع إيران أو ألغى النظام الصحي الذي خاض باراك أوباما حملته الإنتخابيّة تحت عنوانه؟ أيّ تغيير سيحمله بايدن إلى المنطقة؟ ستتضح الأمور بعد حين، وفي هذا الحين تترقّب المنطقة هل سيعود الحديث عن «الديمقراطيّة» التي وإن وجدت مكاناً لها في خطاب وحروب الجمهوريين، إلا أنّها وجدت لنفسها أرضاً خراباً في ثورات الربيع العربي التي جرى توزيعها على دول العالم العربي!

 

ماذا يريد العرب، تحديداً عرب الخليج من بايدن؟ وماذا تريد روسيا من بايدن، هل يتخيل محور الممانعة الشرّير نفسه من بوتين الذي سرت معلومات عن بدوّ علامات مرض الباركنسون على رئيسها فلاديمير بوتين وعن الضغط التي يتعرّض لها من عائلته لترك الحياة السياسيّة؟ وماذا تريد تركيا ومشروعها التوسّعي من بايدن؟ والأهم الأهمّ ماذا تريد إيران من بايدن، بالتأكيد أمامها كومة من المطالب بدءاً من رفع العقوبات انتهاءً بالاتفاق النووي الذي تخادع به العالم لتضمن بضع سنوات تصبح خلالها دولة نووية فيما العرب يضيعون نفطهم وثروات شعوبهم وقبل كلّ هذه كرامتهم بحثاً عمّن يحارب عنهم!!

 

يبقى لبنان.. خاض اللبنانيّون الانتخابات الأميركيّة كعادتهم منقسمين 8 و14 ولكن من دون صفحات إفتراضيّة تحمل عناوين من عيّنة أصدقاء ترامب في لبنان و أصدقاء بايدن في لبنان، خاضوا هذه الانتخابات ونصف بيروت مدمرة وفضائح الفساد تنفجر عبر الشاشات وليس هناك من يحاسب الفاسدين، ولا يزال لبنان عاجزاً عجزاً شديداً عن تشكيل حكومة، والسؤال الذي يفرض نفسه بقوّة، هل سيسمح حزب الله بعد خسارة ترامب بتشكيل حكومة أم أنّه يفضّل الانتظار حتى منتصف كانون الثاني موعد استلام جو بايدن مهامه كرئيس أميركا الـ 46 ؟