IMLebanon

الردّ على جو بايدن

 

 

في مقابلته التي أجرتها معه “مجلة أتلانتك” الأميركية والتي نُشرت يوم الخميس الماضي اختصر  وليّ العهد السّعودي الأمير محمد بن سلمان واقع العلاقات الأميركيّة ـ السعوديّة القائمة بمعادلة واضحة “كما لدينا فرصة في تعزيز مصالحنا مع واشنطن، لدينا فرصة في خفضها”، وكلام وليّ العهد يجعلنا أمْيَل لتصديق ما تداولته بالأمس معظم المحطات والوكالات والمواقع الإخباريّة نقلاً عن صحيفة “وول ستريت” الأميركية بأنّ وليَّ العهد السّعودي محمد بن سلمان ووليّ عهد أبو ظبي محمد بن زايد رفضا تلقّي اتّصال هاتفي من الرّئيس الأميركي جو بايدن، إن حدث هذا فهذه ستكون لحظة مهمّة ومؤاتية جدّاً لتصويب السّلوك الأميركي تجاه حلفائها العرب الذين جرت معاملة مصالحهم وأمنهم الاستراتيجي بلامبالاة حتّى لا نقول بازدراء من قِبل الرّئيس جو بايدن منذ دخوله إلى البيت الأبيض!

 

في 16 أيلول (سبتمبر) من العام 2019 غرّد الرّئيس الأميركي السّابق دونالد ترامب عبر تويتر ـ بعد أزمة الهجوم الذي تعرّضت له “أرامكو” في السعودية ـ أنّه “لسنا بحاجة إلى نفط وغاز الشرق الأوسط لأنّنا أصبحنا أكبر منتج للطّاقة في العالم”، قد يكون الدّرس الأوكراني مفيداً جدّاً للولايات المتّحدة ورئيسها ومعهما العالم إنّ النّفط والغاز في الشّرق الأوسط ضرورة يجب أن يحسب لها العالم ألف حساب خصوصاً أميركا وحلفائها، بالطّبع لم يصدّق وليَّا العهد الخليجيّان الكذب الأميركي الذي يبرّر فيه البيت الأبيض انخراطه مع إيران في التوصّل إلى اتّفاق نووي من دون أدنى مراعاة لأمن حلفائه والمدن العربيّة التي تتفاخر إيران بالسّيطرة عليها، ومن السّخافة بمكان تصديق مقولة صحيفة “وول ستريت” بأنّ “البيت الأبيض عمل على إصلاح العلاقات مع السّعودية والإمارات، إذ أنّه يحتاجهما إلى جانبه في وقتٍ ارتفعت أسعار النّفط إلى أكثر من 130 دولاراً للبرميل للمرة الأولى منذ 14 عاماً تقريباً”، لم يتذكّر جو بايدن حلفاءه واستمرّ في ممارسة سياساته القاتلة للشّرق الأوسط ولمنطقة الخليج العربي، ولم يفت الصحيفة الأميركيّة التّأكيد أنّ “السعودية والإمارات هما المنتجان الرّئيسيّان الوحيدان للنّفط اللّذان يمكنهما ضخّ ملايين البراميل الإضافيّة من النّفط، وهي قدرةٌ إذا تمّ استخدامها، يمكن أن تساعد في تهدئة سوق النّفط الخام في وقتٍ تكون أسعار البنزين الأميركية عند مستويات عالية”!

 

حسناً، ليس من الضّروري تهدئة مخاوف العالم ولا بأس في أن تضغط المجتمعات في الغرب على حكوماتها وأن تتكبّد الشّركات مبالغ طائلة، فالسيّد الأميركي الحقير لا مشكلة لديْه في اللهاث اليوم خلف فنزويلا المحاصرة من أجل نفطها فقط لمعاقبة الرئيس الرّوسي وفرض المزيد من العقوبات عليه ، مرّة جديدة يثبت الغرب الأميركي والأوروبي للعرب جميعاً أنّ هؤلاء ليسوا بحلفاء وليسوا بدول تحترم من تحالفهم ولا تكترث بمصالحهم ولا ضير عندها في أن تنقلب عليهم حتّى في اللحظة التي تناسب تبدّل مصالحها وتحالفاتها، هذه فرصة مؤاتية جدّاً لإعادة الأميركي إلى حجمه الطبيعيّ، الحاكم الأوّل للعالم جبان نذل يفهم بلغة الخوف أكثر بكثير من لغة التحالف والمصالح، هي فرصة ليحمي العرب بها ضهورهم من الخيانة الأميركيّة التي يتعرّضوا لها في فيينّا على حافّة توقيع الاتّفاق النّووي مع إيران التي تنتظر أن يقدّم لها الأميركي هذا الاتّفاق على طبق من ذهب لتنقضّ على دول الخليج وما تبقّى من العالم العربي!