IMLebanon

مُعادلة جديدة في المنطقة ترسم هويّة الرئيس المقبل!

 

 

على حبليّ، زيارة الرئيس الاميركي جو بايدن الى المنطقة والمستهلة من «إسرائيل»، وصولا الى القمة الخليجية وما قد تنتهي اليه من نتائج، والقمة الروسية – التركية – الايرانية التي اعلن عن عقدها في طهران بعيد انتهاء الجولة الاميركية وما قد ينتج عنها، يتأرجح الملف اللبناني بكل مندرجاته الحكومية والرئاسية، في وقت بات فيه التشكيل مجرد رهان يملأ الوقت الضائع حتى مطلع ايلول، فيما الاستحقاق الرئاسي هو الآخر بدوره «يوم فوق يوم تحت»، يجمع اصحاب الفصل فيه اوراقهم تمهيدا لطرحها في سوق المزايدات والمساومات، قبل ان تتظهر هوية شاغل قصر بعبدا للسنوات الست المقبلة، وفقا لنهج المرحلة اكانت للتحد ام للتسوية.

 

فالتطورات المتسارعة من «تعثر» المفاوضات النووية في فيينا الى محاولات احيائها في الدوحة، فانقسام المحاور دوليا بين واشنطن وموسكو واحتدام الصراع على المسرح الاقليمي، اخرجت الاستحقاقات اللبنانية على انواعها من ايدي لاعبي الداخل، الذين بات دورهم شبه معدوم، حتى منهم اولئك الذين يعتبرون انفسهم الاقوى، لتأتي زيارة الرئيس بايدن وتزيد من ضبابية المشهد، حيث الانقسام الواضح حول ما ستؤول اليه من خلط للتحالفات وقلب للطاولات في حال كتب لها ان تحقق اهدافها.

 

مصدر ديبلوماسي عربي في بيروت اكد ان نتاج التغيير الحاصل في المنطقة وتبدّل موازين القوى، لا سيما بعد القمة الخليجية- الاميركية التي ستعقد في الرياض بمشاركة مصر والاردن والعراق، كذلك مسار المفاوضات النووية غير المباشرة، ستتظهر حتما في هوية رئيس الجمهورية المقبل الذي سيتماهى مع دور وهوية لبنان، التي ستتحدد في ضوء التطورات الدولية والاقليمية، فالتسوية القادمة ستكون سلة واحدة تشمل الرؤساء الثلاثة ومجموعة من كبار الموظفين في الدولة، قادرين على التعامل كفريق متجانس.

 

ولا يستبعد المصدر اعتذار الرئيس ميقاتي في المرحلة المقبلة عن التشكيل بعد احراجه لاخراجه، اذ ان المسار الفرنسي الذي عملت عليه باريس منذ اشهر، تعرّض لنكسة كبيرة مع العودة الاميركية المباشرة الى الساحة عبر البوابة الخليجية، حيث من الواضح ان ثمة رغبة بتكليف الرياض – القاهرة – عمان، وان بنسب مختلفة، الملف اللبناني بكل متفرعاته السياسية والامنية والعسكرية، خصوصا في حال نجاح فكرة «الناتو العربي».

 

وختمت المصادر بالتأكيد ان الدول المعنية لم تدخل حتى الساعة في مفاوضات حول الاسماء فيما بينها، نتيجة اختلاف فرنسي- اميركي واضح حول «بروفايل» الرئيس المقبل، وسط رغبة ماكرونية بان يكون من خارج الطبقة السياسية الحالية، مقابل اتجاه اميركي بدأ يتبلور حول امكان السير بسليمان فرنجية في حال توافر الظروف التي تسمح بادخال التعديلات اللازمة على الصفقة التي سبق وابرمت عام 2017 والتي اسقطها حزب الله.

 

في انتظار تظهّر الصورة الدولية والاقليمية وانعكاسها على لبنان وتحديد تموضعه بين المحورين، تؤشر كل المعطيات الى دخول المنطقة مرحلة جديدة في الاسابيع المقبلة، عنوانها العريض كيف ستردّ ايران على هجمة واشنطن الشرق اوسطية؟ هل تذهب نحو تصعيد عسكري و»نووي» اضافي ام تعود الى طاولة المفاوضات؟ وبالتالي الى اين تتجه الاوضاع اللبنانية وكيف ستدار المرحلة من دون حكومة فعلية؟ وماذا لو لم يتم انتخاب رئيس جمهورية ودخلت البلاد مجددا فراغا رئاسيا في ظل وضع مهترئ وبلد منهار على كل الاصعدة؟