Site icon IMLebanon

جريمةٌ نوعية

 

من المبكر جداً الغوص في وقائع وخلفيات جريمة الكحّالة التي حصلت أمس وأدّت إلى سقوط الشاب جوزيف بجّاني في مشهدٍ شنيع جداً، أكثر ما فيه بشاعةً أنه سقط صريعاً أمام أطفاله الذين كان يتهيأ ليُقلّهم إلى المدرسة. وخصوصاً لأننا لا نملك أي معلومات عن التفاصيل والخلفيات.

 

إلا أننا نرى أن ثمة علامات غير مخفية وراء هذه الجريمة النكراء استناداً إلى ما بدا من أشرطة الكاميرات المحليّة التي صوّرتها لحظة حدوثها، ما يدفع إلى الاعتقاد بأنها تدخل في باب «الجريمة المنظمّة» وليست بالتي مجرّد مسألة شخصية.

 

أولاً – لقد شارك في هذه الجريمة، غير مُنفّذ، على الأقل إثنان، ونُفّذت في وضح النهار.

 

ثانياً – إن استخدام المسدسات كاتمة الصوت يشي بالاحتراف إن لجهة نوعية المسدسات أو الزي الذي كان يرتديه الجانيان.

 

ثالثاً – إن اقتحام السيارة وفتح باب السائق وإطلاق الأعيرة النارية على الضحية علاماتٌ توحي بتعمّد التنفيذ القاسي، كأن ثمة حرصاً على أن يعرف القتيل قاتله. ولعلّه جرى إبلاغه بشيءٍ ما قُبيل تفريغ الرصاصات في جسده.

 

رابعاً – في هذه الجريمة ما يُشبه، من حيث التنفيذ، جريمة اغتيال الشهيد المرحوم الشيخ بيار الجميّل، مع الفارق بين الضحيتَين، خصوصاً أن الجميّل كان شخصية كبيرة وذا حيثية شعبية حقيقية وتاريخية، إلى دوره البارز والمميز يومذاك على الساحة الوطنية. إنما التشابه، فقط، من حيث التنفيذ في وضح النهار، والهجوم المباشر على السيارة ومشاركة غير مُنفّذ واحد.

 

(للمناسبة: أين وصل التحقيق في جريمة الشهيد بيار، وأين الفيديو الذي التقطه أحد الهواة خلال عملية التنفيذ؟)

 

إننا نأمل كثيراً أن تتوصّل القوى والأجهزة العسكرية والأمنية إلى كشف الخلفيات الكامنة وراء هذه الجريمة البشعة التي استيقظ عليها اللبنانيون أمس نظراً لنوعيّتها وطريقة تنفيذها. ولنا ملء الثقة بقدرتها على كشف الجرائم، كما عوّدتنا، بسرعةٍ تُذكر فتُشكر.