زيارة 6 أعضاء من مجلس بلديّة جون لراعي أبرشيّة صيدا ودير القمر للروم الملكيين الكاثوليك، المطران إيلي حداد، أمس، لم تؤت ثمارها؛ سواء بموافقة المطرانيّة على استمرار نائب رئيس المجلس الحالي، حسام عفيف شمس الدين (شيعي)، في مهامه التي يقوم بها منذ آذار الماضي، كرئيس بلديّة بالتفويض أو انتخاب عضو كاثوليكي، وفق العُرف المُتبع بتولي كاثوليكي لهذا المنصب. وبقيت الأزمة على حالها: لا مرشّح جدّياً لتولي المنصب باستثناء العميد سليم خرياطي، فيما المفاجأة كانت بتغيّب الأخير عن الجلسة رغم تبلّغه بالزيارة عبر المجموعة الخاصة بالأعضاء على «واتساب»، قبل أن يتبين أن السبب هو عدم حماسة المطران نفسه لهذا الترشيح. وهو ما لمّح إليه حداد بعدما استذكر أن العميد انتُخب رئيساً عام 2012 من دون موافقة المطرانيّة، وبأصوات الأعضاء الشيعة.وكان حداد أكثر وضوحاً، عندما قال إنّ مرشّحه هو عضو المجلس البلدي يوسف خرياطي، بعد اعتذار العضو الثالث الكاثوليكي لبيبة برخش (التي حضرت اللقاء)، وذلك بعد اتصال بين حداد ويوسف خرياطي أول من أمس، أكّد فيه الأخير أنّه «إذا كانت المطرانية تُريد ذلك، فهو مرشّح الطائفة ومرشّح المطران».
ورغم أن حداد أكّد أن أولويته هي الحفاظ على العرف وعدم كسره، وأعاد ما وصله عن لسان رئيس مجلس النوّاب نبيه بري ورئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» السابق، وليد جنبلاط في هذا الشأن، إلا أنّه في الوقت عينه، لم يُعارض إذا كان الأعضاء سيوافقون على تجديد التفويض الممنوح لشمس الدين، شرط إيجاد مخرج قانوني لذلك من دون انتخابه. كما أثار مسألة تحفّظه على توقيع شمس الدين باسم رئيس البلدية، وهو ما شرحه الأخير بأن بعض الأوراق أعيدت من محافظة جبل لبنان لعدم تذييلها بتوقيع من رئيس البلدية، واعداً بحل المسألة. وبالتالي فهم الأعضاء أن حداد لا يُعارض الفكرة، ولكنه أيضاً لن يعطيها «شرعيّة كاثوليكيّة»، مع علمه أن لا حل واقعياً آخر.
حداد غير متحمّس لدعم مرشّح «التيار»
هكذا، خرج الجميع من المطرانية من دون التوصّل إلى حلٍّ حاسم في ظل شحن طائفي تُمارسه بعض القوى داخل جون، خصوصاً أن كلام حداد كان دبلوماسياً، ما أدّى إلى فهم كل طرف له بالطريقة التي يريدها؛ بينهم من اعتبر أنه لم يُعارض التجديد لشمس الدين شرط أن لا ينقل عنه أنّه يُغطّي الأمر، وبين من أشار إلى أنّ الرّجل يُفضّل انتخاب الكاثوليكي، مع إشارته إلى تمسّكه بالعرف لتخوّفه على الوجود الكاثوليكي في جون ومستقبل العرف في ظل انخفاض حماسة أبناء الطائفة على التردّد إلى المنطقة والمشاركة في استحقاقاتها. ورداً على هذا الكلام أشار العضوان المحسوبان على حزب الله وحركة أمل، محمّد حيدر ومحمّد غصن، إلى أنّ «الثنائي» سيبقى ضامناً لتطبيق هذا العرف بمعزل عن الأرقام والظروف.
في المقابل، يرفض العضوان المحسوبان على «التيّار الوطني الحر» و«حزب القوات اللبنانية» التصريح، على اعتبار أنّه لم تتم دعوتهما إلى هذا الاجتماع، معتبرين أن الدّعوة التي وجّهها شمس الدين على مجموعة «واتس اب» هي بمثابة «علم وخبر»، وليست دعوة رسميّة، على حد قول العضو المقرب من «القوات»، أنطوان عيد. فيما يرفض العميد خرياطي التأكيد ما إذا كان ما زال مرشّحاً أو أنه سحب ترشيحه كما يتم التّداول.
إزاء هذا الوضع، من المتوقّع أن لا يُشارك الأعضاء في جلسة انتخاب الرئيس التي دعت إليها قائمقام جبل لبنان، مارلين قهوجي، الأسبوع المقبل للمزيد من التشاور، على أن يدعو شمس الدين إلى جلسةٍ خلال الأيام المقبلة لبحث المخارج القانونيّة للتجديد له كرئيس، ولا سيّما أن أكثرية المجلس لا تُمانع هذا الأمر، ومن بينهم «مرشّح المطران»، يوسف خرياطي، الذي قال لـ«الأخبار» إنّ«التجديد لشمس الدين هو مخرج يعفي جميع الأطراف من الحرج، وهو لمصلحة جون». ومن بين المخارج القانونية التي يبحثها الأعضاء للإبقاء على شمس الدين، المشاركة في جلسة الانتخاب في مكتب القائمّقام، على أن يصوّت الأعضاء بورقةٍ بيضاء، ما سيدفع قهوجي إلى إعادة تكليف نائب الرئيس بمهام الرئيس بالتفويض لمدّة 6 أشهر.