IMLebanon

»مزحة»

لم أصدّق عندما قرأت تصريحاً صادراً عن القيادة الروسية حول رسالة الى الأمم المتحدة تشكو موسكو فيها تركيا بسبب تدخلها في سوريا…

عجيب غريب أمر هذه القيادة التي كانت في يوم من الأيام تعتبر دولة عظمى فأصبحت اليوم دولة مارقة لا بل فارغة من دون أي وزن!

روسيا العظمى منذ أيام القياصرة وحتى عقود قليلة تشكو تركيا الى الأمم المتحدة! شيء جميل ولكن السؤال: بأي حق وتحت أي نظرية هذه الشكوى؟

فهل أصبحت سوريا تحت الحكم الروسي ومن هذا المنطق أرسلت الإحتجاج؟

أما الأسباب الحقيقية وراء الشكوى فهي:

أولاً- روسيا لا تعرف كيف تنتقم من إسقاط الأتراك طائرة «السوخوي -24» الروسية وهي فخر الصناعة الحربية الروسية.

ثانياً- روسيا تسمح لنفسها بقتل الشعب السوري الآمن بغارات طائراتها منذ 5 أشهر من دون توقف، ولأنها تريد فقط أن تحمي النظام السوري فهي تبرر لنفسها قتل السوريين والتدخل في سوريا ولكنها لا تريد لأي دولة أو جهة أن تتدخل في المقابل لحماية الشعب السوري.

ثالثاً- لماذا لا تحتج روسيا على أميركا ودول التحالف الذي يشن الغارات على مناطق في سوريا والعراق لسبب بسيط أنها تخاف من أميركا وحلفائها.

على كل حال، الدخول الروسي الى سوريا جاء بعد فشل «حزب الله» والجيش السوري العلوي الطائفي والميليشيات العراقية الشيعية والحرس الثوري الإيراني… وجاء تدخل الروس بعد صفقة أسلحة دفع ثمنها عداً ونقداً نظام ولاية الفقيه بعدما كاد النظام السوري يسقط ومعه كل حلفائه على الرغم من مرور أربع سنوات على الحرب الأهلية بين الشعب السوري الحر المعارض الذي يريد إسقاط نظام الإستبداد الطائفي البغيض وبين زبانية النظام.

في هذا الوقت بالذات تعلن طهران أنها تسلّمت، أمس، دفعة أولى من صواريخ «S300» الروسية المتطوّرة…

ولكن يبدو أنّ حساب الحقل الإيراني لا يطابق حساب البيدر الروسي، بدليل أنّ الضغط الاميركي قد فعل فعله لدى الجانب الروسي فأعلن الكرملين، أمس، رسمياً أنّه لم ولن يسلّم الصواريخ من طراز «S300» الى إيران لأنها لم تسدّد ثمنها سلفاً… وأنّ هذا التسليم لن يتم إلاّ باكتمال دفع الثمن سلفاً.

وفي تقدير المراقبين أنّ هذا الموقف له تفسيران، الأوّل عدم ثقة بإيران، والتفسير الثاني أنّ الضغط الاميركي بالغ الشدّة في هذا المجال، باعتبار أنّ واشنطن سترسل 2000 صاروخ من طراز «ستينغر» المضاد للطائرات الى بعض أطراف المعارضة السورية التي يبدو أنّ روسيا تستهدفها أكثر مما تستهدف «داعش»، وإذا وصلت هذه الصواريخ فهذا يعني أنّ الطلعات الروسية فوق سوريا ستتقلص الى الحد الأدنى… لأنّ المزاح ممنوع مع صواريخ «ستينغر».

عوني الكعكي