في جون، من القصر الفاره الذي علقت أخيراً على بوابته وشرفاته الأعلام اللبنانية، انطلق صباحاً موكب سيارات رباعية الدفع «مفيمة» ترافقها آليات لقوى الأمن الداخلي.
بـ»زمور» الخطر، اخترق الموكب شوارع البلدة وصولاً إلى المدرسة الرسمية، حيث مركز الاقتراع للانتخابات البلدية. وسط وجود أمني كثيف للدرك والجيش اللبناني، ترجل ابن جون، القاضي عفيف شمس الدين. لم يقتصر حضوره في المركز على الاقتراع، بل أمضى ساعات متنقلاً بين الأقلام وبين المحتشدين في الملعب. الوجود الكثيف للأمنيين المرافقين المسلحين، كان كفيلاً ببث الرهبة في نفوس البعض. شمس الدين معني ببلدية جون. للدورة الرابعة على التوالي، ترشح نجله المحامي حسام على أن يشغل منصب نائب الرئيس. لكنه صار معنياً أكثر بدعم نجله بعد الحملة الشعبية التي خيضت ضدهما إثر استشهاد مصطفى بدر الدين، المتهم الرئيسي باغتيال الرئيس رفيق الحريري بحسب المحكمة الدولية الذي يشغل شمس الدين الأب منصب رئيس غرفة الاستئناف فيها.
معارضو لائحة «العائلات» انتقدوا عدم تمثيل عائلات كبيرة مثل عيسى وصالح
وزع ناشطون بياناً موقعاً باسم «رجال الله» ذكّر من يود انتخاب شمس الدين الابن «بصداقة والده للسفير الأميركي الأسبق ديفيد ساترفيلد ووزير العدل أشرف ريفي».
معارضو لائحة «العائلات الجونية» برئاسة روجيه مخول لم يصوبوا عليها بسبب تحالف حزب الله وحركة أمل مع شمس الدين والقوات فحسب، بل بسبب رفض بعض العائلات للمرشحين الذين اختارتهم الأحزاب (لائحة مكتملة من 15 عضواً)، علماً بأن لائحة «جون بلدتي» (13 عضواً) برئاسة سليم خرياطي، تشكلت من تحالف التيار الوطني الحر والحزب الشيوعي اللبناني ورئيس التعاونية الزراعية في البلدة ورمز حزب الله فيها خليل عيسى. كل جوني لديه اعتراضه الخاص. معارضو لائحة «العائلات» انتقدوا عدم تمثيل عائلات كبيرة مثل عيسى وصالح تمثلت في لائحة «جون بلدتي»، علماً بأن موقع القوات اللبنانية الرسمي أعلن السبت سحب مرشحيه من لائحة «العائلات» سليم روكز وطوني عيد «مسايرة لحلفائهم العونيين الذين أبعدوا منها». جملة الاعتراضات تلك، انعكست تشطيباً واسعاً طاول كل المرشحين. كل جوني كتب لائحته الخاصة التي انتقاها من أعضاء اللائحتين، ما أخّر الانتهاء من فرز الأصوات لساعة متأخرة. مع ذلك، لم يمسّ الجونيون بالعرف الذي يوزع المقاعد البلدية بين خمسة كاثوليكيين وستة شيعة وأربعة موارنة. اللافت كان تراجع نسبة الاقتراع بين الناخبين الكاثوليك، برغم أن الرئاسة من حصتهم. من أصل حوالى 1250 منهم، صوّت حوالى 400. المشترك بين اللائحتين، كان كرم الأعضاء المتمولين منهم على الماكينة الانتخابية وبعض الناخبين.