Site icon IMLebanon

التمديد للقائد أسهل من انتخاب الرئيس؟

 

 

يطرح التمديد لقائد الجيش العماد جوزيف عون لمدة عام إضافي للمرةالثانية، مع اقتراب موعد أنتهاء مهمته واحالته على التقاعد في العاشر من كانون الأول المقبل، مايثير جدلا سياسيا، بين معارض للتمديد، وبين مؤيد له، كما حدث في المرة الاولى، مع فارق تصاعد حدة الحرب الإسرائيلية العدوانية على لبنان، والتعويل على دور الجيش اللبناني في تنفيذ اي اتفاق اوتفاهم يتم التوصل اليه لوقف اطلاق النار بين حزب لله وإسرائيل، استنادا للقرار الدولي رقم١٧٠١.

في المرة الماضية، وبرغم الخلاف حول التمديد لقائد الجيش سنة اضافية، ورفض التمديد له، ولاسيما من كتلة التيار الوطني الحر وحزب لله، والعوائق القانونية ،بسبب الانقسام داخل الحكومة، تم تجاوز هذه العقبات، بتفاهم سياسي ادى إلى تمديد ولاية القائد عاما اضافية.

 

يلاحظ هذه الأيام، تقدم طرح التمديد لقائد الجيش لعام إضافي، على ماعداه من استحقاقات، ولاسيما انتخاب رئيس للجمهورية، كما ظهر من خلال مواقف كتلة القوات اللبنانية، التي كانت السباقة لتبني تقديم اقتراح قانون للتمديد لقائد الجيش، قبل غيرها من الكتل النيابية في المجلس النيابي، معللا بالاسباب والدوافع، ومع دعوة البطريرك الماروني بشارة الراعي للتمديد لعون علانية ايضا، واعلان العديد من النواب المنفردين والكتل المعتدلة تاييدها المبدئي للتمديد، في حين تراجعت المطالبة بانتخاب رئيس الجمهورية، بشكل عام خطوة الى الوراء، قياسا عما كانت عليه في السابق.

تؤشر هذه الوقائع إلى عجز وتسليم القوى السياسية عموما، ولاسيما منها التي كانت تنادي بانتخاب رئيس للجمهورية بأسرع مايمكن، بالامر الواقع، والذهاب للمطالبة بالتمديد لقائد الجيش اللبناني في الوقت الحاضر، لانها ليست قادرة على اقناع أو دفع باقي القوى لانتخاب الرئيس في الوقت الحاضر.

اسباب ومبررات التمديد لقائد الجيش، تتكرر هذه المرة، وتزداد عن المرة الاولى، بفعل الحرب الإسرائيلية العدوانية على لبنان، والدور المرتقب ان يوكل للجيش في حفظ الامن والاستقرار بالمرحلةالمقبلة، وتنفيذ اي اتفاق يتم التوصل اليه لانهاء هذه الحرب، واستمرار العجز السياسي عن تعيين قائد جديد للجيش، مايسهل بالنهاية تجاوز كل الاعتراضات والتباينات في سبيل اقرار التمديد هذه المرة أيضا.

في الحصيلة،اللافت في كل مايحصل بإخراج آلية التمديد لقائد الجيش، وتحت اي ذريعة محلية اوغيرها، يظهر أن التمديد المكرر، اصبح اسهل من انتخاب الرئيس، وهو مايعبر بوضوح عن هشاشة الواقع السياسي، والوضع المتردي ألذي يمر به لبنان حاليا.