Site icon IMLebanon

قائد الجيش في طرابلس.. الرسالة وصلت

 

نتائج الزيارة تستدعي مواكبتها بسلسلة إجراءات تحمل الطابع الاجتماعي

 

 

في خضم التطورات السياسية والاقتصادية التي تجري في البلد، اتت زيارة قائد الجيش العماد جوزف عون إلى طرابلس حاملة معها أكثر من رسالة في الشكل والمضمون. فشخصية قائد الجيش وبإقرار غالبية القوى السياسية لا يختلف اثنان على وجود توافق على حياديتها ودورها في البلد ، وليس عبثا أن يزور مدينة تعاني ما تعانيه، وقرر قسم من شبابها الإلتحاق بالمنظمات الإرهابية لأكثر من سبب.

 

ليست المرة الأولى التي يزور فيها العماد عون عاصمة الشمال، لكن هذه الزيارة تندرج في إطار العمل قدر الإمكان على التوعية من مخاطر هذا الالتحاق ووقوف المؤسسة العسكرية إلى جانب المواطنين اجمع .

 

المبادرة تعد أكثر من أساسية، حتى أن الترحيب بها كان على قدر من الإهتمام، حتى أن من خاطبهم في دار الإفتاء والمجلس الإسلامي العلوي وابرشية طرابلس المارونية ، علقت في أذهانهم المواقف التي اطلقها.

 

وتقرأ مصادر سياسية مطلعة عبر اللواء في هذا الكلام بأنه أكثر من مباشر خصوصا أنه حث القيادات الدينية على احتضان الشباب وتوعيتهم من آفات عدة ، وتشير إلى ان قائد الجيش لم يقل هذا الكلام بصفته وصياً إنما بصفة وطنية دفعته إلى التحرك والقيام بخطوات .

 

فهل يخشى قائد الجيش من أحداث معينة؟ تفيد المصادر أن قائد الجيش الذي وصلت إليه احداثيات كما قام بخطوات استباقية عدة في مجال معالجة شوائب معينة يدرك أن الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة تغلب قدرة الجيش، ولذلك يطل في أكثر من مناسبة للحديث عن التنبه ، موجهً أبناء المؤسسة العسكرية نحو التكاتف، مع يقينه التام أن التضحيات تفوق قدراتهم .

 

وتشدد المصادر على أن قائد الجيش ارسل ما رغب به من إشارات سياسية مكررا القول أن طرابلس ليست إرهابية، وهنا بيت القصيد في التكرار لمن يعنيهم الأمر.

 

وتؤكد أن لا ذهاب بعيدا في تفسير أهداف الزيارة أو استثمارها بطريقة لا تصب في الإطار السليم.

 

درويش لـ«اللواء»: لمواجهة أي تفلت أمني وعلى الناس التصدّي

 

وترى أنه لو حصل ما يحصل في أي منطقة لبنانية لكان قائد الجيش أول من حط فيها، مشيرة إلى أن أي تأخير في الزيارة يعود إلى أسباب لوجيستية.

 

ويقول نائب كتلة الوسط المستقل علي درويش لـ «اللواء» أنها زيارة اطمئنان لما يمثله قائد الجيش من رمزية وطنية وأن جولاته على المرجعيات الدينية في المدينة مهمة جدا ومعلوم أنه في الفترة الأخيرة ازدادت وتيرة التعديات والسرقات كما كثر الحديث عن ذهاب البعض من أبناء المدينة إلى العراق للإلتحاق بمتطرفين.

 

ويلفت النائب درويش إلى أن الرسالة واضحة وهي منع أي تفلت امني، مؤكدا أن الجيش وعلى الرغم من الظروف الصعبة يقوم بواجباته في المدينة وأن القاء القبض على المعتدين بدأ وسيستكمل.

 

ويقول ان رجال الدين من خلال الخطب والعظات الدينية قادرون على التأكيد على أهمية الالتفاف حول الدولة كما دعوة الناس إلى التصدي لأي إخلال بالأمن وأن يكونوا خفراء.

 

ويقول ان المطلوب عدم استغلال الفقر في طرابلس مشيرا الى تسجيل حالات فردية لشباب يغادرون إلى العراق .

 

ويرى أنه من الضروري عدم الاصطياد بالماء العكر وعدم فتح أي باب يسمح بأي تفلت امني، مؤكدا أن القيادات الدينية اشادوا بهذه الزيارة ورمزيتها.

 

وفي تقدير أوساط مراقبة أن نتيجة زيارة قائد الجيش تستدعي ترجمة ولا بد من مواكبتها بسلسلة إجراءات تحمل طابع مساعدات اجتماعية للمدينة على أن الأجهزة الأمنية تواصل عملها وفق توجيهات القيادة العليا.