Site icon IMLebanon

“فيتو” روسي على قائد الجيش… وميقاتي سيفشل

 

على رغم الإنشغال بالحرب الأوكرانية، إلّا أن روسيا تتابع الشأن الشرق – أوسطي باهتمام بالغ لأنها تعتبر أن كل الملفات مرتبطة ببعضها.

 

تخوض موسكو، وفي أقلّ من سبع سنوات، حربين هما الأعنف بعد انكسار نظام الثنائية وذهاب العالم نحو النظام الأحادي، فالحرب الأولى دخلتها موسكو بشراسة بعدما شعرت أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد في خطر، وأن نفوذها على البحر الأبيض المتوسط مهدّد، فكان التدخل الحازم الذي أنقذ نظام الأسد الذي انتفض عليه الشعب السوري.

 

أما الحرب الثانية فكانت في أوكرانيا، تلك الحرب التي لديها تداعيات على السياسة العالمية، فصحيح أن سوريا مهمة، لكن أوكرانيا أهم، فهي على الحدود الروسية وحاول الرئيس فلاديمير بوتين منع حلف «الناتو» من الوصول إلى حدوده.

 

وبين المستنقع الأوكراني والوضع المهتز في سوريا، لا يزال الروس يتابعون أخبار لبنان باهتمام. وفي السياق، يؤكد المسؤولون الروس دعم بلادهم لاستقلال لبنان واستقراره وسلامة أراضيه وعدم إتجاه الأمور نحو الفوضى.

 

وإذا كانت موسكو تعتبر أن الإنتخابات النيابية مهمة، إلا انها لا تزال تعتبر أن لبنان يقع في صلب الإهتمام الأميركي ولا تستطيع التحرّك على الأرض اللبنانية بسهولة مثلما يحصل في سوريا، لكنها في الوقت نفسه تعلم التوازنات اللبنانية جيداً ولا ترغب بكسرها في الوقت الحالي.

 

وتكشف مصادر دبلوماسية لـ»نداء الوطن» أن المسؤولين الروس وعلى رأسهم نائب وزير الخارجية وموفد بوتين إلى الشرق الأوسط وشمال افريقيا ميخائيل بوغدانوف، يُشدّد أمام زواره على ضرورة تأليف حكومة جديدة بأسرع وقت ممكن لكي تباشر بالعملية الإنقاذية.

 

وعلى رغم ترحيبهم بإعادة تكليف ميقاتي، إلا أن الروس يشككون في إمكانية نجاح ميقاتي في هذه المهمة لأن العراقيل كثيرة والوضعين الداخلي والخارجي لن يساعداه، ويرجحون بقاء حكومة تصريف الأعمال حتى نهاية عهد الرئيس ميشال عون.

 

وفي هذا الإطار، يدعو الروس إلى ضرورة إجراء الاستحقاقات الدستورية في مواعيدها وعلى رأسها إنتخاب رئيس جديد للجمهورية لأن الوضع اللبناني لا يحتمل الفراغ مثلما حصل في العام 2014.

 

وتعلم روسيا جيداً أنها ليست الناخب الأول في الإنتخابات الرئاسية اللبنانية لأن واشنطن تبقى في الطليعة وتليها كل من باريس وطهران والرياض، وتؤكد المعلومات الدبلوماسية أن لا مرشح رئاسياً لموسكو وكل ما يحاول ترويجه البعض من أنها تدعم رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية أو غيره ليس صحيحاً على رغم علاقتها الجيدة بفرنجية، وفي المقابل فإن الروس غير متحمسين لانتخاب قائد الجيش العماد جوزاف عون رئيساً للجمهورية الذي ترتفع أسهمه حسب معلوماتهم، لأنهم يعتبرونه قريباً من الأميركيين ولم يلبِّ العديد من الدعوات الموجّهة إليه لزيارة موسكو بالرغم من زيارته دولاً أخرى، لكنهم يدركون أن عدم حماستهم لقائد الجيش لن تمنع وصوله إذا كان هناك إتفاق على اسمه، ولن يخوضوا معركة لعدم وصوله إلى بعبدا.

 

وفي المحصلة، فإن الروس يؤكدون أن الأزمة السورية مفتوحة ولا أفق لحلول قريبة خصوصاً بعد العملية العسكرية الروسية الجارية في أوكرانيا، والتي ستستمر إلى حين تحقيق الأهداف المحددة ولا سقف زمنياً لها، ولذلك يدعون القادة اللبنانيين إلى إيجاد حلّ لمشكلاتهم والحوار والتوافق لكي لا تتمدّد النار الإقليمية والدولية إلى أراضيهم.