IMLebanon

خطاب عالي السقف من اليرزة بنكهة سياسية ورئاسية وتوقيت الفراغ

قائد الجيش يسأل مجددا “أين تأخذون الجيش والوطن”؟

 

يزداد المشهد الرئاسي تعقيدا ولم يعد ممكنا تبيان المسار الذي ستذهب اليه الأمور مع مخاوف مبنية على معطيات من إمكان دخول البلاد في متاهات وفوضى أمنية نتيجة تنامي الأزمات الاجتماعية والاقتصادية وارتفاع سقف الخطابات السياسية والتشجنات ويترأس النائب جبران باسيل قائمة اللاعبين و “المشاغبين في الاستحقاق الرئاسي مستهدفا في مقابلاته المرشحين الأساسيين وهكذا فتح باسيل النار على ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية عندما ضمه الى المنظومة الماضية نفسها معتبرا انه لا يملك ورقة اصلاحية.

 

وبالمقابل فما ينطبق على مخاصمة فرنجية رئاسيا من قبل التيار الوطني الحر وعدم القبول به صار واضحا انه ينطبق على قائد الجيش العماد جوزف عون أيضا.

 

فالمفارقة مؤخرا ان رئيس التيار الذي أنهى ترتيبات الخروج من بعبدا منصرف بشكل كلي الى المعركة الرئاسية التي يخصص لها عناوين أساسية تقوم على تقويض الرئاسة” تحت ” المرشحين غير المعلنين بعد في اليرزة وزغرتا والمفارقة الأخرى ان فرنجية من الحلف السياسي ونفسه ومسألة ترشيحه حيوية لدى حزب الله فيما العماد جوزف عون لم يكن يوما معاديا او بعيدا عن حزب الله او رئيس الجمهورية السابق ميشال عون والتيار الوطني الحر وبالتالي فان اعتراض التيار على الشخصيتين ليس مبررا على اعتبار ان لا خصومة حقيقية واقعة بينهما والتيار ومع العلم ان قطع الطريق على أحدهما لا يفيد بالضرورة النائب باسيل في ظل فرصه الرئاسية المعدومة داخليا وخارجيا بسبب العقوبات.

 

وبات واضحا جدا ان عوامل كثيرة تقف وراء حرب باسيل على الطرفين، فرئيس تيار المردة يعتبر مرشحا خطرا على مستقبله السياسي والحزبي خوفا من تمدد المردة شمالا وان ينمو حزب فرنجية في حال أصبح رئيسا كما كانت الحال في الولاية الرئاسية العونية التي كان فيها التيار الآمر والناهي في المواقع وإدارات الدولة، الوضع نفسه ينسحب على العماد جوزف عون الذي دخل نادي المرشحين الجديين من باب المعادلة المتعارف عليها ان كل قائد جيش مشروع مرشح جدي لرئاسة الجمهورية كما ان أمورا كثيرة تصب في خانة رفع أسهم العماد عون استنادا الى أداء قيادة اليرزة في التعامل مع الأزمة اللبنانية وتداعيات الانهيار على المؤسسة العسكرية و قدرته على تعزيز مناعة الجيش الصحية والإنسانية والأمنية في مرحلة الانهيار مما يجعل قائد الجيش منافسا قويا في استحقاق ٢٠٢٢.

 

ومن الإشكاليات المحكي عنها ان الجنرال جوزف عون بالنسبة الى العونيين من المؤسسة العسكرية التي أتى منها الرئيس ميشال عون ومعلوم مدى الروابط العاطفية بين قاعدة التيار الوطني الحر والجيش مما سيؤدي حتما الى خلق حالة جديدة مؤيدة لجنرال اليرزة تشكل خطرا على شعبية التيار الوطني الحر في المستقبل خصوصا ان التيار يخشى مؤخرا من أفول العصر الذهبي، كما ان وصول قائد الجيش الى بعبدا يعني تكرار الحالة الشعبية نفسها التي جرت مع العماد ميشال عون ومن المؤكد ان التيار لن يقبل سحب الغطاء الشعبي المسيحي من سيطرته.

 

من الطبيعي ان تراجع حظوظ باسيل الخارجية والداخلية يجعل حظوظ كل من قائد الجيش ورئيس تيار المردة متقدمة عليه وهذا ما يبرر المواقف التي يطلقها باسيل كل فترة وعليه ومن ضمن تسارع المواقف الرئاسية توقف المتابعون عند الخطاب الذي ألقاه قائد الجيش امام مجموعة من الضباط الكبار والذي رأى كثيرون فيه خطابا “عسكريا” بنكهة سياسية ورئاسية رفع فيه عون من درجة التأهب والجهوزية الأمنية لمواجهة الأزمات محاولا التنبيه الى التجاوزات ومخاطر تدهور الوضع في البلاد محذرا السياسيين من خطورة الوضع وامكان انفجاره .

 

ليست المرة الأولى التي يتحدث فيها قائد الجيش اذ سبق وهاجم الطبقة السياسية في خطاب أمام ضباط اليرزة قبل أشهر سائلا السياسيين الى أين يأخذون الجيش والوطن، لكنه عاد اليوم ورفع سقف كلامه محملا من تداولوا على السلطة مسؤولية ما آل اليه وضع الناس والجيش وأبرز ما في خطاب اليوم هو التوقيت السياسي في أزمة الفراغ الرئاسي ومع تنامي خطابات الحقد والكراهية لدى الزعامات المارونية التي يحاول كل منها إلغاء منافسه الرئاسي على الساحة المسيحية.