لن تتمكن المعارضة بكل أطيافها من إيصال رئيس للجمهورية بمفردها، ولا شك ان ترشيح النائب ميشال معوض وصل منذ الجلسة الاولى الى حائط مسدود، رفض داعموه الاعتراف به بسبب غياب التوافق فيما بينهم على البديل، فاستمر ترشيح معوض لحين تأمين الاسم البديل لهم، فهل حان هذا الوقت مع قيام رئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط بترشيح قائد الجيش جوزاف عون رسمياً؟
قبل مؤتمر حزب “الكتائب” الذي عُقد يوم الجمعة، كان ميشال معوض متمسكاً بترشيحه وبإمكان وصوله، لكن كلام جنبلاط غيّر من قناعات الرجل الذي قال في المؤتمر: “لن أقبل أن تتحوّل معركة الرئاسة إلى معركة شخص، بل هي معركة مشروع، وأنا بتصرّف هذا المشروع”. هذه كانت الإشارة التي تعلن انطلاق البحث عن بديل لدى القوى التي تدعم معوض، ولا شك بحسب مصادر سياسية متابعة ان اسم عون هو الأبرز لأسباب عديدة.
لم يأت ترشيح جنبلاط لقائد الجيش من العدم، فهو جاء بعد مشاورات أجراها “التقدمي” مع السعودية وفرنسا، فالأولى لم تعلن صراحة دعمها لعون في المعركة الرئاسية، وهي لن تعلن اسماً ترشحه، لأنها كما حزب الله لن تقبل بن ترشح شخصاً ولا يصل الى بعبدا، لكنها تُقدم بعض الإشارات التي التقطها جنبلاط بخصوص موافقتها على وصول عون الى سدة الرئاسة، أما الثانية فهي تميل أكثر للتسمية، وعلى رأس الأسماء المرشحة لديها يأتي قائد الجيش، علماً ان فرنسا تسعى لتسوية توصل رئيساً للجمهورية ورئيساً للحكومة في آن، لتحقق التسوية ما يلزم لانطلاق العهد، وعلى رأس الأسماء المرشحة لديها لرئاسة الحكومة يأتي نواف سلام ونجيب ميقاتي.
من هنا، تكشف مصادر سياسية متابعة ان المعارضة، باحزابها المسيحية الأساسية، تبحث في فكرة تبني خيار ترشيح قائد الجيش بعد استطلاع بعض المواقف الخارجية، مشيرة الى أن قوى المعارضة تنتظر ما سيصدر عن اللقاء الخماسي في فرنسا لتبني على الشيء مقتضاه بعد التدقيق وقراءته جيداً، لأنه سيعطي فكرة واضحة ما إذا كانت الأمور تحمل تصعيداً أم مهادنة.
وتؤكد المصادر أن المعارضة التي خسرت بترشيح معوض ستبحث خياراتها بتأن، ولا شك أن مراجعة حزب “الكتائب” لمسألة النصاب وتأمينه تُظهر تبدلاً باستراتيجية العمل، وسيكون على جنبلاط مهمة اقناعها بصوابية تبني ترشيح قائد الجيش رسمياً، علماً أن جنبلاط نفسه قدم ثلاثة أسماء للرئاسة لكيلا يقع في فخ المرشح الوحيد، لأنه يُدرك أن أي مرشح، لكي يصل الى بعبدا، يجب ان يحصل على الأقل على دعم كتلة مسيحية كبيرة، ودعم الثنائي الشيعي.